حكومة بينيت ورفاقه.. بين يسار مهدد وتطفل على “ملَكية المعارضة”
ظاهراً، حسم الأمر، فاليوم أو غداً سيعلن بينيت رسمياً عن انضمام “يمينا” إلى ائتلاف التغيير. وستحظى الحكومة الجديدة بثقة الكنيست، وسيدعى الإسرائيليون لمتابعة، بسرور أو بحزن، قافلة الشاحنات التي ستشق طريقها من بلفور إلى قيساريا.
هل حسم الأمر حقاً؟ سحابة شك سترافق مؤشرات التحول حتى اللحظة الأخيرة. لقد شهدت الساحة السياسية هزات أكثر أهمية بكثير في الماضي، من حكم حصري لليسار إلى حكم اليمين، ومن حكم حصري لليمين إلى حكم اليسار. وعلى الرغم من ذلك، لم تهتز الأرض ولم تقع السماء. الحكومة التي ستقوم، إذا كانت ستقوم، لن تكون حكومة يسار أو يمين. ستكون متعلقة بوجود كل واحد من عناصرها، بما في ذلك أولئك الذين سيدعمونها من الخارج. إذا كانت الأرض السياسية تهتز فثمة لذلك سبب واحد فقط: أجواء الخوف التي خلقها نتنياهو حوله.
أمس، حلت الذكرى الـ 25 لليوم الذي انتصر فيه على بيرس، وتوج لأول مرة رئيساً للوزراء. في ربع القرن المنصرم، تغير الإسرائيليون وتغير نتنياهو؛ فقد نشأ نظام شبه ملكي. وضع بن غوريون شعار “بدون حيروت وماكي” وخلق بهذه الطريقة أغلبية مصطنعة لحزبه، “مباي”. أما نتنياهو فحقق أكثر من ذلك: فقد أقنع قسماً كبيراً من الإسرائيليين بأنهم محوطون بالخونة: اليسار خائن؛ خائن لليمين أيضاً. كل من لا يؤيده هو يسار وخائن: ودمه مباح. إلا إذا غير رأيه فجأة وقرر تأييد نتنياهو. في غضون دقيقة، يتحول من مؤيد للإرهاب إلى شريك في الطريق، ومن كذاب إلى قديس. وبالعكس: من سحب تأييده يصبح في غضون دقيقة محتالاً ونذلاً ومؤيداً للإرهاب. وعليه، يمكن أن نفهم العذابات التي تعصف بأعضاء كتلة “يمينا”، فالضغوط التي تمارس عليهم قاسية، وبعضهم يعتقد حقاً بأنهم إذا جلسوا حول طاولة واحدة مع رجال لبيد، ومع “العمل” و”ميرتس”، أو لا سمح الله مع نائب عربي، فإن مرض اليسار سيعديهم وسيصبحون منبوذين إلى الأبد.
إذا ما فزع بينيت ورفاقه، فهم منتهون. ليس لهم مستقبل في الليكود. والمنطق يستدعيهم أن يقرروا، وبسرعة. ولكن الخوف يشل. متلازمة ستوكهولم، قال أحد زملائهم عن ذلك، أمس.
إن ائتلاف “فقط لا نتنياهو” يسعى لاستبدال الملَكية بالجمهورية، واستعادة المجد. هذا هو الجانب الإيجابي فيه: فهو يعرض على الإسرائيليين رئيس وزراء ورئيس وزراء بديل ممن لم تفقدهم أضواء المجد صوابهم. فالغرور والاعتداد وربما أيضاً الفساد، تكمن لهم على الطريق، ولكنهم ليسوا هناك بعد.
ومع ذلك، فإن خليطاً من الائتلاف الضيق والتنوع الواسع من الآراء يهدد هذه الحكومة من لحظة تشكيلها. إن ما يربط كل عناصرها اليوم هو الرغبة في رؤية نتنياهو خارجاً، وفي تلك اللحظة سيذوب النسغ اللاصق. قد يكون وقوف نتنياهو على رأس المعارضة نعمة، إذا ما قامت الحكومة البديلة، فوجوده سيساعد الحكومة على العيش الطويل.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews