“الضرب وقت الحاجة”.. سياسة إسرائيل الوحيدة تجاه حماس في غزة
في أثناء الحملة العسكرية الأخيرة رأينا حكماء الجيل الذين يجلسون على مدرج المتفرجين، في أوساط رجال الإعلام والسياسة، يرتدون عباءاتهم ويكسون وجوههم بسيماء الأهمية ويطلقون الانتقادات. بداية الانتقاد على جهاز الأمن، ولكن بعد أن تبين أن الحملة نجحت ولم يعد ممكناً التشكيك بهذه الحقيقة، تحدثوا عن “صورة النصر” لحماس. كما أن هذه الحجة العليلة انقضت، وعندها ظهرت الحجة الحاسمة بأننا خرجنا إلى الحرب بلا استراتيجية، وأنه إذا لم تكن هناك اتصالات لتسوية سياسية، فستفشل دولة إسرائيل.
أولاً، أقترح على هؤلاء الأشخاص أن يكونوا أكثر تواضعاً أمام من يقومون بالمهمة، فالكثيرون منهم ليسوا خبراء لا بالأقوال ولا بالأفعال. وبالنسبة لبعضهم، يفضل أن يتذكروا أن الأمور لم تجر على أفضل حال عندما كانوا في مناصبهم، وإلا لما كنا اليوم إثر جولة أخرى.
الحملة العسكرية الأخيرة في غزة كانت أفضل من سابقاتها. فقد كان الهجوم على المترو هاماً وشكل رسالة ردع على المدى البعيد. والتصفيات المركزة لمسؤولين كبار في جهاز حماس المقاتل كانت لأولئك الذين يتحلون بالأهمية مما أكمل رسالة الهجوم على الأنفاق. كما أن الإنجازات الأخرى في البنى التحتية كانت ذات مغزى أكبر مما في الماضي. لا شك عندي بأن الحملة العسكرية كانت ناجحة وكذا أيضاً الإسناد السياسي لها. وبالنسبة لـ “صورة النصر”، فهي مهمة للمعنويات في يوم نهاية الحرب، ولكن ليس لها قيمة استراتيجية.
في شأن الموضوع السياسي، لأسفي، بدا الوضع السياسي الأساس في غزة لعبة مبلغها الصفر: إما أن نحتل قطاع غزة ونبقى فيه إلى أن يتغير شيء ما على مدى الزمن، أو نبقي حماس ضعيفة ونطيل الفترات الزمنية بين “الحروب” قدر الإمكان. قد يكون النشاط السياسي في هوامش المشكلة وليس قلبها، لماذا؟ لأن حماس لا تتحدث مع أحد، ولا تتأثر بأحد، وليست مستعدة للتضحية بشكل مطلق بجودة الحياة وبالحياة نفسها لسكان غزة. بمعنى أنه باستثناء رافعة القوة، لا توجد روافع يمكنها أن تهزم حماس. النشاط السياسي ممكن في غلاف المشكلة: يمكن إجراء محادثات لتبرير هجومنا وليس أكثر. مثل أن نتحدث مع الأمريكيين، الذين يتحدثون مع الأوروبيين؛ أو أن نتحدث مع المصريين ومع أبو مازن .
أما الحوار المباشر بيننا وبين حماس فليس ممكناً؛ لأنها ترى حقها في الوجود بمنع وجود إسرائيل.
وبالتالي، فإن حل مشكلة غزة هو الزمن. علينا أن نمنع الهجمات القادمة من غزة قدر الإمكان، ونضربها عسكرياً عند الحاجة، إلى أن ينشأ تغيير داخلي في غزة.
بالنسبة لتنمية القطاع، من المهم الحذر جداً، لأن ضخ الأموال إليه سيؤدي إلى تسرب مقدرات مهمة لبناء بنية تحتية إرهابية جديدة. كي لا يحصل هذا، مطلوب رقابة وثيقة غير موجودة.
معاريف
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews