تسريب ظريف : هل كان جون كيري جاسوسا لايران ؟

بغض النظر عما يمكن ان يقال عن تسريب ظريف الصوتي ، وما خلفه من تداعيات وردود فعل في ايران وفي الولايات المتحدة والعالم ، إلا أن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن ادارة اوباما السابقة ، ووزير خارجيتها جون كيري ، الذي يشغل الآن مبعوث امريكا الخاص للمناخ ، باتت تحت مجهر الكونجرس بغرفتيه بتهم قد تصل الى الخيانة العظمى وفق بعض القراءات .

القصة لا تتعلق باجتماعات عفوية عقدت بين كيري وظريف إبان عهد ترمب ، بل بما كشفه التسجيل الصوت عن ان كيري سرب لايران خلال رئاسته وزارة الخارجية 200 عملية سرية اسرائيلية ضد القوات والمنشآت والميليشيات الايرانية في سوريا ، اي أن كل الضربات الاسرائيلية راحت " فاشوش " بسبب كيري واطلاعه الايرانيين عن مواعيد هذه الضربات واحجامها .

جملة معترضة : : ما الذي يمنع بعد هذا التسريب من أن تكون أمريكا قد زودت الحوثيين بمواعيد طائرات قوات التحالف في اليمن .. مجرد تساؤل مشروع ..

بداية الفضائح ستكون في التحقيق الذي سيجرى مع كيري في الكونجرس إن وافق بايدن على إجرائه حول التسريب المذكور الذي أنكره كيري عبر تغريدة له بعد ساعات من انتشار التسجيل ، واعترافات ظريف بأن وزير خارجية أمريكا كان يفشي له مواعيد الضربات والغارات الجوية والصاروخية الاسرائيلية ، أي أن كيري هذا الذي كان عراب اتفاق ايران النووي كان يعمل جاسوسا ايرانيا بالمجان ، الأمر الذي عرض مصالح الولايات المتحدة للخطر كما قال أعضاء في الكونجرس وزعماء فيه .

وإذا ما سيقت قرائن لادانة كيري ، فقد بدأت تظهر بوضوح منذ الآن ، حيث بات أعضاء جمهوريون وديمقراطيون يتحدثون عن اجتماعات " غامضة " جمعت كيري بظريف اكثر من مرة ، لدرجة وصلت بوزير الخارجية السابق بومبيو إلى تذكير الامريكيين بأنه سبق وحذر من مثل هذه اللقاءات التي كانت تجري إبان كان بومبيو وزيرا للخارجية ، ومتى ؟؟ في غمرة التوتر بين واشنطن وطهران في بعض ملفات توزيع المصالح ، ولغاية كتابة هذه السطور فإن بايدن لم يعلق على الامر ، ولا ندري بماذا سيعلق أصلا ، لكونه هو نفسه كان نائبا للرئيس الامريكي .

كتبنا أكثر من مرة ، عن أن حلفا سريا يجمع الطرفين وشددنا على أن لا ننخدع بكل هذه الجعجعات والتصريحات والمناورات التفاوضية التي ستصل وعما قريب ، إلى رفع العقوبات عن ايران ، بدءا بقطاع النفط والبنوك طبعا ، وربما ايضا دفع تعويضات لها ونسج تحالفات غير معلنة مع مرشدها ، بحيث تتولى ايران المنطقة مع محافظتها على مصالح الولايات المتحدة واسرائيل ، بينما تركز أمريكا على الصين ، وليس انسحاب افغانستان إلا بداية هذه الفصول الجديدة في اختيار المصالح الاستراتيجية الأكبر والاكثر فائدة بعد أن شربت امريكا نفظ المنطقة ونهبت خزائنها .

د  فطين البداد