Date : 18,04,2024, Time : 11:32:50 AM
2387 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 15 رمضان 1442هـ - 27 ابريل 2021م 12:44 ص

المقدسيون.. بين التنكيل الإسرائيلي المستمر وغياب الثقة بالقيادة الفلسطينية

المقدسيون.. بين التنكيل الإسرائيلي المستمر وغياب الثقة بالقيادة الفلسطينية
هآرتس

الشبان الذين تصادموا مع الشرطة الإسرائيلية في باب العامود منذ بداية شهر رمضان، يمثلون الفلسطينيين ولا يمثلون باقي أبناء مدينتهم. موقف المقدسيين من المواجهات موقف داعم ومتحفظ. تجري في حي المصرارة حرب. وعلى بعد بضعة شوارع، داخل البلدة القديمة أو في حي شعفاط، تسير الحياة كالحالة المعتادة غير العادية. التوتر القابل للاشتعال والسائد في القدس منذ أسبوعين تقريباً قد يخبو في أي لحظة، وقد يتأجج في أي لحظة.

قد تندمج هذه السيولة مع غياب أي قيادة فلسطينية يصغي إليها سكان هذه المدينة الفلسطينية ويثقون بها. لا توجد قيادة فلسطينية يثقون بها، بحيث ترفع الصدامات إلى مرحلة أعلى وتصل إلى عصيان عام حتى في الضفة الغربية، أو أن تقرر ولأسباب يقبلها الجميع، بوجوب تخفيف اللهب قبيل الانتخابات. ولا توجد قيادة تدعو للثقة بحيث تستطيع أن تستنكر المس بعابري السبيل اليهود.

الفلسطينيون بشكل عام، وسكان القدس بشكل خاص، يعيشون في وضع دائم من ضبط النفس إزاء استمرار غير منقطع من التنكيلات الاقتصادية والمادية والنفسية، ضد وجودهم كشعب وكأشخاص من جانب حكومة إسرائيل ووكلائها الرسميين (الشاباك، الجيش، الشرطة، والإدارة المدنية)، وغير الرسميين (جمعيات اليمين واليمين المسيحاني وأشخاص عنصريون آخرون). في مناطق الضفة الغربية التي لا تشمل شرقي القدس، وحتى في قطاع غزة، توجد للسكان فرصة كي ينسوا تواصل التنكيل لفترة معينة، وإيجاد أماكن لجوء مجازية وفترات هدنة عاطفية. وفي الوقت نفسه في القدس “الموحدة”، يتم التصادم مع الفلسطينيين طوال الوقت ومع مكانتهم المتدنية التي خلقتها إسرائيل وتخلدها بسياسة التهويد التي تتبعها.

اليهود الذين يستوطنون في قلب الأحياء الفلسطينية مع طرد مباشر وغير مباشر للسكان الفلسطينيين؛ وإحباط النشاطات الثقافية والتعليمية والسياسية من قبل الشرطة بذريعة أن السلطة الفلسطينية لها يد في الموضوع؛ وضائقة السكن التي تتفاقم بسبب سياسات حكومية متعمدة ومصادرة احتياطي الأراضي الفلسطينية؛ والإفقار وفرض ضرائب بلدية مرتفعة لا تتناسب مع الرواتب المنخفضة؛ ورجال شرطة يكمنون لكل من لا يظهر كأنه يهودي… كل هذه ليست إلا أمثلة قليلة تفسر المحنة المستمرة التي يعيشها كل فلسطيني في شرقي القدس. ولأن شرقي القدس ضمته لإسرائيل لها فإن الاحتكاك مع سلطات الاحتلال تحت أي اسم (بلدية، وزارة داخلية، مؤسسة التأمين الوطني والشرطة) يشعر به الفلسطينيون في كل وقت. لا مكان للهرب إليه، ربما إلى بيت لحم ورام الله أحياناً، لكنك من أجل ذلك بحاجة إلى المال ومعارف ووقف فراغ. لذلك، ضبط النفس في القدس يحتاج إلى مستوى أعلى من الانضباط الذاتي واليأس أو خيبة الأمل، أو جميعها معاً. لذلك، لا توجد طريقة كي نخمن ما الذي سيتمخض عن بالون ضبط النفس ومتى. كانت الجدران في باب العامود هذه المرة هي القشة التي قصمت ظهر الشباب. فهل سيعيد رفعها، الذي تقرر أمس، الوضع إلى سابق عهده الهش، من ضبط النفس المعتاد؟

قال عدد من سكان المدينة للصحيفة بأن الانطباع السائد هو أنه ليس لهؤلاء الشباب أي انتماء تنظيمي أو حزبي. ومشكوك فيه إذا كان لهم وعي سياسي يقظ. خلافاً لجيل الانتفاضة الأولى الذي تربى في ثقافة يقظة للتنظيمات السياسية (رغم حظرها)، ومع نقاشاتها المبدئية والمناظرات التي كانت فيما بينهم والإلهام الذي حصلوا عليه من قيادات المنفى – فهؤلاء الشباب ليس لهم نُزل أيديولوجي.

كذلك أيضاً يقول عنهم سكان المدينة: “يدخنون، ويأكلون المكسرات، ويحرقون الوقت على الدرج، ويغازلون الفتيات، وغير متدينين بشكل خاص، ويعملون في إسرائيل، هم الذين يطلقون الموسيقى من سياراتهم، يحرجون الكبار بسلوكهم المنفتح، وليسوا النموذج المثالي للثوريين الذين يحاربون من أجل الحرية. أهل غزة ورام الله، البعيدتين، يميلون إلى التخلي بأنهم طلائع في تجديد النضال الشعبي.

في القدس يقولون بأدب: “هذا جيل مشوش”، سواء كان مشوشاً أم لا، هم بالطبع يشهدون تواصل التنكيل مثل الجميع ويتضررون منه. لذلك، فإنهم يمثلون الجميع في اندلاع غضبهم. في القدس، من جهة هم راضون من أن أحداً ما يواجه السلطات الإسرائيلية ويحطم وهم الطبيعة، ولكنهم من جهة أخرى ممتعضون؛ لأن كل برامج شهر رمضان تعطلت. هناك خوف من الخروج إلى الشوارع بعد الإفطار فتجد نفسك عالقاً في مكان تجري فيه مواجهات وتطلق الشرطة قنابل الصوت والغاز. المحلات والمطاعم في وسط المدينة أغلقت خوفاً من أن يقوم أحد الأشخاص بإتلاف البضائع.

إلى داخل هذا الوضع المائع والمشوش ينزلق سؤال: هل سيعزز هذا الوضع موقف الذين يريدون في حركة فتح إلغاء الانتخابات الفلسطينية أم أنه سيحسم موقف معظم التنظيمات الأخرى التي تطالب بإجراء الانتخابات في 22 أيار القادم.

عند نزول هذا المقال للطباعة، اجتمعت لجنة فتح المركزية في رام الله تحت الشعار نفسه الذي يمكن أن يفهم بوجهين، الذي أسمعه رؤساء الحركة في الأسابيع الأخيرة وهو: “لا انتخابات بدون القدس”. هل القصد هو أنه لن يتم إجراء الانتخابات بسبب عم سماح إسرائيل بإجرائها في القدس، أم أن هناك رغبة ونية لاستخدام الانتخابات كفرصة للعصيان المدني العام، الذي سينعكس في طرق تصويت غير رسمية، مثل الانتقال من بيت إلى بيت مع صندوق الاقتراع؟ هذا مثلاً ما اقترحه أمس أحمد غنيم، عضو “فتح” الذي انضم إلى قائمة “الحرية” بقيادة مروان البرغوثي وناصر القدوة. وهما الشخصان الكبيران في فتح اللذان تحديا الحكم الفردي لمحمود عباس.

أجرى غنيم ومرشحون مقدسيون آخرون في القوائم الانتخابية للبرلمان الفلسطيني، أول أمس، نوعاً من الاعتصام أمام بيت الشرق المغلق والفارغ، الذي كرروا فيه شعار أن لا انتخابات بدون القدس. هذا المبنى الذي كان تحت قيادة فيصل الحسيني، كان مركزاً لنشاط سياسي وبحثي ودبلوماسي فلسطيني في بداية الانتفاضة الأولى إلى أن تم إغلاقه بشكل مؤقت في التسعينيات بأمر من نتنياهو في آب 2001، بعد مرور شهرين على موت فيصل الحسيني.

الاعتصام الذي شارك فيه عدد قليل من الأشخاص، أول أمس، ذكر بأن أي قيادة لم تملأ الفراغ في العشرين سنة الأخيرة، أيضاً لو تم إجراء الانتخابات فليس من المؤكد أن شبان الدرج الذين يمثلون الآن مشاعر التبرم الفلسطيني كانوا ينوون التصويت من البداية. هل ستساعد المواجهات الأخيرة والثناء الذي حصل عليه الشبان، من رفح وحتى جنين، على تسييسهم هم وأبناء جيلهم في القدس؟ هل سيفعل هذا انتصارهم على الشرطة الذي أصبح يثير موجات من السرور؟ ما زال هذا سؤالاً مفتوحاً.

هآرتس 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد