مقتل إدريس ديبي يُبين مأزق السياسة الفرنسية في الساحل وليبيا
تحت عنوان: الروابط بين المتمردين التشاديين والليبيين قد تحرك فرنسا، قالت صحيفة ‘‘لوبينيون’’ الفرنسية إن الموت الوحشي للرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو يُبين المأزق الذي توجد فيه السياسة الفرنسية في منطقة الساحل وليبيا، فحتى بداية العام الجاري، كانت الجماعة التشادية المتمردة التي تقف وراء مقتل المارشال ديبي من بين الداعمين العسكريين لمشير آخر، وهو الليبي خليفة حفتر، أحد أبطال الصراع الليبي، والذي دعمته أيضا فرنسا، تماما كما كانت تفعل مع الرئيس التشادي الراحل الذي كان حليف باريس الرئيسي في الساحل. بعبارة أخرى، أصدقاء أصدقائنا يقتلون أصدقاءنا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل ظروف ما تزال غير معروفة، يُزعم أن إدريس ديبي قُتل أثناء اشتباك ضد المتمردين. ووقع القتال على مسافة تقل عن 300 كيلومتر شمال العاصمة نجامينا. وكان هجوم المتمردين قد بدأ في 11 أبريل/نيسان الجاري من ليبيا. كما أشارت “لوبينيون” إلى أن زعيم المتمردين محمد مهدي علي، وهو خصم لإدريس ديبي منذ فترة طويلة، يعرف فرنسا جيدًا، ولا سيما مدينة “رينس” حيث كان طالبًا في القانون والعلوم السياسية، وكان ينشط في الحزب الاشتراكي في التسعينات.
وبعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، توجه الرجل إلى ليبيا حيث أسس في عام 2016 حركته الخاصة. في البداية، ظل قريبًا من مليشيات مصراتة المتواجدة في جنوب ليبيا لكنها انسحبت في نهاية ربيع 2017، لتحل محلها تدريجياً قوات المشير حفتر المدعومة من روسيا وفرنسا. فعقد محمد مهدي علي اتفاقية مع حفتر. بعد ذلك بعامين، في آذار 2019، انسحبت قوات المشير بدورها، تمهيدًا للهجوم في الشمال على العاصمة طرابلس، والذي بدأ في أبريل/نيسان.. وهو هجوم شاركت فيه “المقاومة الوطنية لجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد’’ (FACT) بزعامة محمد مهدي علي، بالإضافة إلى مرتزقة آخرين من دارفور وروس من شركة فاغنر، توضح “لوبينيون” دائماً.
إلا أن هذه العملية العسكرية لم تسر كما هو مخطط لها، حيث فشل حفتر في احتلال طرابلس ومني بهزيمة مدوية في يونيو/حزيران عام 2020. ومع ذلك، بقيت الجبهة بين طرابلس وبرقة مستقرة مع موارد مادية كبيرة واصلت المقاومة الوطنية لجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد (FACT) الاستفادة منها. وفي فبراير/شباط من العام 2021، اتفقت الأطراف الليبية أخيرًا على تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ مما قلّل من أهمية وجود الجماعات المسلحة الأجنبية في البلاد.
وعليه، أصبح الوضع متوتراً بالنسبة إلى “المقاومة الوطنية لجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد” (FACT) في بداية شهر مارس/آذار المنصرم: الرّهان هو تقاسم الأموال – ولا سيما البضائع المهربة – مع كتيبة تابعة للمارشال حفتر. لكن مع تقلص حجم الكعكة غادر محمد مهدي علي ورجاله إلى قاعدة الجفرة، حيث كانوا منذ أكثر من أربع سنوات، للذهاب إلى أقصى الجنوب الليبي، بالقرب من الحدود التشادية. ودخل مقاتلو FACT إلى تشاد يوم الأحد 11 أبريل/نيسان الجاري، بفضل دعمهم من قبل التُتبو – وهم من البدو الرحل الذين يعيشون في البلدين. وبعد ثمانية أيام، كانوا وجهاً لوجه مع المارشال إدريس ديبي.
وتبقى نقطة واحدة صعبة الفهم، بحسب لوبينيون: ماذا فعل الفرنسيون الذين يعرفون جيدا هذا البلد؟ ففي شباط / فبراير 2019، دمرت غارة لسلاح الجو الفرنسي رتلًا للمتمردين تابعًا لحركة أخرى هي اتحاد قوى المقاومة قادماً من ليبيا باتجاه تشاد لتهديد سلطة إدريس ديبي. لكن هذا العام، لا شيء! يبدو أن السلطات الفرنسية –تضيف “لوبينون”- فوجئت مرة أخرى بالأحداث، كما حدث مع الانقلاب العسكري في مالي في أغسطس/آب عام 2020، أو الفشل العسكري لحفتر. أو من خلال محاولة الانقلاب في بانغي في ديسمبر/كانون الأول عام 2013 والتي أجبرت باريس على تدخل جديد ضمن عملية سانغاريس.
لوبينيون
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews