هل ينجح بينيت في رهانه ويصبح زعيماً إسرائيلياً؟
في السنوات الأخيرة يفعل نفتالي بينيت ما في استطاعته ليصبح زعيماً إسرائيلياً عاماً. وقام بفصل نفسه عن كوابل الحاخامات (اكتشف أنهم كانوا وما زالوا ملتزمين أكثر بالعلمانيين في بلفور أكثر من التزامهم بالمتدينين الذين في رعنانا)؛ وقام بدمج علمانيين في قائمته (إضافة إلى إييلت شكيد)؛ وحاول بقدر ما سمحت له التقاليد والدين إظهار ليبرالية (نسبية) في شؤون حقوق المواطن، لكنه فشل.
الآن، وبتضافر ظروف كونية فريدة، التي يمكن لسياسة إسرائيل المليئة بالتضليل والتقلبات أن تخلقه، أصبح أكثر قرباً من تحقيق هدفه. رؤساء أحزاب كتلة التغيير على استعداد لتتويجه رئيساً للحكومة. يستطيع بينيت الحصول على اعتراف عابر للمعسكرات يمتد من “ميرتس” وحتى “أمل جديد”، بما في ذلك “يوجد مستقبل” الذي هو أكبر منه بكثير.
صحيح أن الأساس هو كراهية نتنياهو والرغبة في التخلص منه، ولكن من اللحظة التي سيجلس فيها بينيت على الكرسي في مكتب رئيس الحكومة مدة سنتين أو أقل، يمكنه إذا تصرف بشكل جيد، أن يحدث فوضى.
خلافاً للانطباع الذي يحاول أن يولده سموتريتش وبن غبير ووسائل إعلام اليمين، فالمقامرة محسوبة. ما هي الأصول التي يمكن أن يفقدها بينيت؟ 7 مقاعد؟ إذا نجح في هذه الولاية فقد يزداد جمهور مصوتيه بعدة أضعاف. ففي نهاية فترة حكومة الوحدة الحقيقية، لن يكون نتنياهو موجوداً في الساحة وستتغير القواعد.
هل اختياره خيار التغيير، التئام – شفاء، يعدّ خياراً خطيراً بالنسبة له أكثر من شغله منصب وزير الدفاع في حكومة نتنياهو، قد لا يتحقق مع وعد بالتناوب؟ بعد كل فترة ولاية في حكومات نتنياهو، من العام 2013 فما فوق، ضعف حزب بينيت، وتعرض رئيسه للإهانات.
منذ اللحظة التي سيحسم فيها بينيت قراره، وهو الحسم الذي سيشمل أيضاً اعتماده هو وجدعون ساعر على منصور عباس و”راعم”، الأمر الذي كان نتنياهو سيفعله دون أن يرف له جفن، فستصبح الآلية أقل أهمية: هل سيحصل على التفويض من الرئيس، هذا المساء أو في الغد، أم أن يئير لبيد هو من سيشكل حكومة يشغل فيها منصب الرئيس أولاً، مثلما حدث قبل سنة مع بني غانتس ونتنياهو؟
حسب معرفتنا، اللقاء بينه وبين لبيد وحتى وقت متأخر في الليل كان لقاء جيداً، على الأقل تحدثا معاً. وحتى ذلك الوقت، تحدث كل واحد منهما مع ساعر. رفض رئيس حزب “أمل جديد” مجدداً، أمس، وبسخرية، مطاردة وده من قبل نتنياهو ومبعوثيه: في أحد أطراف الخارطة يشهرون ويشتمون، لكنهم يسمعون التوسلات المثيرة للانفعال من الطرف الآخر.
قد يكون نتنياهو الشخص الذي سيحصل على التفويض من الرئيس، لكن لن تكون له حكومة. سموتريتش وبن غبير يكبلان أنفسهما بالفيتو الذي فرضاه على أي نوع من الشراكة مع “راعم”. وخلافاً لبينيت، فلهما الكثير مما يخسرانه: المستوطنون والعنصريون ومن يكرهون العرب والأصوليون المتطرفون الذين انتقلوا إليهما من “يهدوت هتوراة” بفضل نتنياهو.
إذا اعطى الرئيس التفويض لنتنياهو فربما ستقدم ضده التماسات للمحكمة العليا ممن قدموا من قبل التماسات في محاولة لإفشال تشكيل حكومة البدلاء مع غانتس. الملتمسون المحتملون يعتمدون على أقوال وردت في قرار الحكم الذي كتبته الرئيسة استر حيوت ونائبها حنان ملتسر، والتي يفهم منها أنه لم يكن بالنسبة لهما أي سبب للتدخل، لأن قرار الرئيس استند إلى توقيع 61 عضو كنيست. وأشار ملتسر أيضاً إلى أنه في ظروف أخرى، حيث هناك مرشحان، أحدهما بلائحة اتهام والآخر ليس متهماً، فيمكن أن يستخدم الرئيس اعتباراته وموقفه، ويلقي مهمة تشكيل الحكومة على من ليبس ضده لائحة اتهام. تصارع الرئيس ريفلين فعلياً بينه وبين نفسه في مسألة القيم والأخلاق في الأشهر الأخيرة. لا جدوى من تخمين ما سيكون قراره قبل 90 يوماً على موعد انتهاء ولايته.
بقيت مسألة الرئاسة، كمدينة لجوء لنتنياهو من مواصلة محاكمته. هذا السيناريو قائم طالما لم تغلق قائمة المرشحين. هناك عدد غير قليل من كبار شخصيات الليكود المقتنعين بأن هذا هو الحل السحري، على فرض أن الحصانة التلقائية من “المثول للمحاكمة”، تسري أيضاً على من دخل إلى بيت الرئيس، عندما تكون محاكمته في ذروتها. أدلى نتنياهو في هذه الأثناء بأقوال يفهم منها وكأنه يرفض الرهان على ذلك. هنا مفارقة: له احتمالية في انتخابه رئيساً فقط إذا كانت رئاسة الحكومة في يده. وإذا شكلت الكتلة الثانية الحكومة، فعندها لن يكون لنتنياهو ما يمكن مقايضته.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews