منظمات حقوقية روسية تشجب لأول مرة جرائم بلدها في سوريا
نشرت منظمات حقوق إنسان بارزة في روسيا أول تقرير شامل يفصّل دور موسكو في جرائم الحرب في سوريا.
وفي تقرير أعده مراسل صحيفة “الغارديان” أندرو روث، قال إن التقرير شجب الدور المباشر الذي لعبته روسيا في عملية القصف الجوي الذي استهدف المدنيين ودعمها لنظام الأسد واستخدام التعذيب والتورط في جرائم الحرب.
وقال مؤلفو التقرير إن “الإعلام الروسي الرسمي لم ينشر تقارير عن القصف ضد المدنيين ولا التهجير القسري والذي تسبب به العمل العسكري الروسي في سوريا”. و”نتيجة لهذا، لم يحصل الرأي العام على المعرفة الكافية لكي يحكم على من دعمنا في سوريا، وكم كلفتنا الحرب والمعاناة التي تسببت بها الحرب على المدنيين الذين لم يحملوا السلاح أبدا”.
وتم تقديم التقرير المكون من 198 صفحة بعنوان “عقد الدمار: انتهاكات القانون الدولي الإنساني في الحرب السورية” على أنه أول تقرير من نوعه أعدته جماعات حقوقية روسية، ويشمل مقابلات مع ناجين من الحرب تمت في الأردن ولبنان وتركيا وألمانيا وبلجيكا وروسيا وهولندا.
وجاء في التقرير: “توصّلنا من خلال تركيزنا على مأزق المدنيين لنتيجة تشير لمسؤولية كبيرة عن مستقبل سوريا وتقع على كاهل الدول المشاركة في النزاع وأكثرها روسيا”. وشارك في إعداد التقرير عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان البارزين في روسيا بمن فيهم “المركز التذكاري لحقوق الإنسان” و”لجنة المساعدة المدنية” وسفيتلانا غانوشيكينا وكذا أعضاء من منظمة “أمهات جنود بطرسبرغ” و”حركة شباب حقوق الإنسان”.
وفي الوقت الذي يفصّل التقرير الانتهاكات التي قامت بها حركات المعارضة المسلحة واتهامات التحالف الغربي ضد تنظيم “الدولة” وقصفه العشوائي، إلا أن التقرير انتقد ومن داخل البلاد دور روسيا في الحرب السورية التي صورت بشكل كبير على أنها حملة ناجحة ضد الجماعات الإسلامية التي حصلت على دعم غربي وتسببت بقتل المدنيين.
وجاء في التقرير: “التأثير يعني مسؤولية. ونظرا لدور روسيا الأساسي في الحفاظ على الأسد فإننا نحث الحكومة الروسية على استخدام تأثيرها على السلطات السورية لكي توقف الاعتقالات التعسفية والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية للمعتقلين والقتل خارج القانون والتغييب القسري”.
وبعد التقارير التي أشارت لاستهداف الطيران الروسي للمستشفيات والبنى التحتية الحيوية للمدنيين، حقق معدو التقرير في الغارات الجوية لسلاح الجو الروسي التي أدت إلى مقتل مدنيين في سوريا و”بناء على مقابلات ومراجعة للوثائق فهناك أشكال واضحة من الهجمات التي لم تكن متناسبة مع الأهداف العسكرية”. و”قال عدد من الشهود الذين قابلناهم أن الأحياء السكنية كانت بعيدة عن الأهداف العسكرية ومع ذلك تم استهدافها”.
ودعا التقرير الحكومة الروسية لفتح تحقيق كامل في حملات القصف الجوي العشوائية التي أدت لقتل مدنيين وتدمير بنى تحتية. وركزت فصول التقرير الأخرى على الأسلحة غير المشروعة والاعتقال التعسفي والتغييب القسري والتعذيب ومعاملة المهاجرين حيث لم يتم منح اللجوء إلا لعدد قليل في روسيا. وجاء فيه: “رفضت الحكومة السورية منح وضعية اللجوء لكل السوريين باستثناء عدد قليل منهم، ورغم الدور الروسي في نزوحهم”.
وقدّم التقرير صورة عن حياة السوريين في مناطق المعارضة وتنظيم “الدولة” في الرقة، وكذا هيئة تحرير الشام في إدلب وحصار وقصف حلب. واستغرق إعداد التقرير عامين، وقُصد منه تقديم معلومات للقارئ الروسي. وقالت منظمات حقوق الإنسان الروسية: “لدينا إحساس بأن المجتمع الروسي لم يطّلع بشكل مناسب على النزاع الذي لعب فيه بلدنا دورا رئيسيا”.
وفي الوقت الذي ركّز فيه المؤلفون على دور الأطراف في الحرب السورية، إلا أن هدفهم كان القارئ الروسي ودور بلدهم في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب “للأسف، لم تر غالبية من قابلناهم روسيا كمخلص بل كقوة أجنبية مدمرة أدى تدخلها السياسي والعسكري إلى تعزيز جرائم الحرب التي انتشرت في بلدهم”.
الغارديان
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews