هل يعول الوسط العربي على منصور عباس في حكومة إسرائيل المقبلة؟
يتوزع تصويت المواطنين العرب في الانتخابات الرابعة إلى قسمين: الأول، التعبير عن عدم الثقة بالقيادة العربية، والدليل هو الانخفاض في التمثيل من 15 مقعداً لأحزاب القائمة الأربعة، إلى 6 مقاعد لثلاثة أحزاب. والثاني، دخول الحركة الإسلامية الجنوبية مستقلة كنتيجة لحملة “التحفظ والنفوذ والاندماج”.
لقد أثبت المواطنون العرب للمرة الثانية في غضون سنة واحدة، بأنهم يعاقبون النواب العرب ولا يخرجون للتصويت.
يرفع الكثيرون الآن عيونهم ويعلقون آمالهم بالزعيم الجديد الذي ولد للجمهور العربي، منصور عباس، الذي قد يحقق إرادة أكثر من 70 في المئة من المواطنين العرب في الاندماج بالائتلاف والحكومة؛ وذلك لأن الجمهور العربي متعطش لأن يكون جزءاً من دائرة النفوذ، جزءاً من اتخاذ القرار، والأهم – جزءاً من الفعل السياسي والبرلماني.
إن معدل مشاركة المواطنين العرب في التصويت للكنيست يبلغ نحو 50 في المئة، الأمر الذي يفترض أن يقلق كل الزعماء السياسيين في إسرائيل، يهوداً وعرباً على حد سواء، إذ يقف في تناقض تام مع معدل مشاركتهم في الانتخابات للسلطات المحلية العربية، حيث تصل المشاركة في هذه الانتخابات إلى أكثر من 90 في المئة. الجمهور العربي سيشارك بشكل فاعل بل و”سيقاتل” في الأماكن التي يمكنه فيها أن يصل إلى نقاط النفوذ على ما يجري وعلى اتخاذ القرارات وأن يكون جزءاً من القيادة.
إن الغالبية الساحقة من الجمهور العربي ولا سيما أبناء الجيل الشاب، يريد ومعني ويسعى لأن يكون جزءاً لا يتجزأ من كل ما يجري في إسرائيل – في الأكاديمي، والاقتصاد، والتعليم، وكذا – أيضاً في السياسة، ولكن فرصته في ذلك لم تعطَ بعد. يمكن أن نعزو هذا إلى الفجوة الواسعة في المواقف الأيديولوجية الموجودة حتى الآن بين ممثلي الجمهور العربي والنواب وبين من كان أو من هو في الحكم. ومرشحو اليسار الذين وصلوا إلى الحكم بمساعدة المواطنين العرب لم يكلفوا أنفسهم أيضاً عناء عمل ذلك، وكل من يتجرأ على خوض المفاوضات مع الأحزاب العربية يصبح منبوذاً بل وخائناً. وكلنا نتذكر كيف شد بيني غانتس على الأسنان، بل وخجل من توصية القائمة المشتركة به لدى الرئيس.
على كل الأحزاب أن تحاسب نفسها، العربية والصهيونية، ويجدر بها أن تتعلم كيف تعمل معاً؛ فالسياسة فن الممكن. على الحزب الذي سيتعين عليه أن يقيم الحكومة التالية، أن يرى في ممثلي الجمهور العربي جزءاً لا يتجزأ من كل مفاوضات لإقامة ائتلاف. ففي السياسة ثمن، وسيكون ثمن إقامة الحكومة، أغلب الظن، دمج 20 في المئة من مواطني الدولة في نسيج الحياة الإسرائيلية في كل زمان ومكان.
إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews