ماذا لو كانت إيران وراء الإضرار بالسفينة ذات الملكية الإسرائيلية ؟
استهدف الإيرانيون خاصرة إسرائيل الرخوة: حركة البضائع الإسرائيلية في الخليج الفارسي. وهم يطلقون إشارة أن “هذه أراضينا الإقليمية. احذروا. أنتم هنا شفافون وعديمو الوسيلة”.
سفينة النقل “Helios Ray” تضررت، أغلب الظن بصاروخ شاطئ بحر أو بصاروخ بحر بحر. والضرر الذي لحق بها، فوق خط المياه، يتميز بثقبي دخول وخروج. لو كان لغماً بحرياً، توربيداً، أو حتى انفجاراً داخلياً، لكانت الصورة مختلفة. لهذا، لم تكن الضربة مصادفة أو خطأ في التشخيص، بل مقصودة تستهدف إلحاق الضرر، ولكن ليس إغراق السفينة. الجهة ذاتها التي أطلقت صاروخاً واحداً كان يمكنها أن تطلق عدة صواريخ وتلحق بالسفينة ضرراً هائلاً لدرجة إغراقها. غير أن إغراق مثل هذه السفينة معناه إعلان حرب على كل تلك الجهات المؤتمنة على أمن الإبحار في الخليج الفارسي، وعلى رأسها الولايات المتحدة. ولهذا، فإن من أطلق الصاروخ حرص على أن يكون الضرر محتملاً.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تتضرر وتختطف ناقلة تحت علم أجنبي في الخليج الفارسي، بحيث يمكن لإسرائيل –ظاهراً- أن تحتوي الحدث. تحمل “Helios Ray” علم جزر البهاما، وهي ليست مسجلة في إسرائيل، وقبطانها وطاقمها ليسوا إسرائيليين. فضلاً عن ذلك، لما كانت السفينة غير مصنفة لدى المخابرات الإسرائيلية كسفينة إسرائيلية – بمرافقة مهنية أو بحراسة السفن الإسرائيلية – فليست هناك صلة بحمايتها. عندما تأتي معلومة عن عملية مخطط لها، تحذر المخابرات الإسرائيلية مالك السفن وتوجه الحراس الإسرائيليين، وقد سبق أن حصلت أمور كهذه.
إن بحث إيران عن نقطة ضعف كي تضرب هدفاً بحرياً إسرائيلياً ليس بأمر جديد. وقد تأكدت بعد تصفية عالم الذري فخري زاده. قبل شهرين مثلاً نشر نبأ عن مسافر إيراني متخفٍ أمسك به على سفينة “تسيم” أبحرت من ميناء إزمير في تركيا إلى اليونان ولاحقاً إلى إيطاليا. وعرض الرجل نفسه كلاجئ فار من بلاده، غير أن العتاد الذي كان بحوزته والطريقة التي صعد فيها إلى السفينة من البحر، في ميناء إزمير، أثارت الاشتباه بأن جهات مهنية تقف وراءه. على خلفية هذا الحدث ومعلومات أخرى، ثمة افتراض بوجود تحفز أعلى في السفن التي تبحر تحت علم إسرائيل.
إن الصلة الإسرائيلية بـ “Helios Ray” هي مالك السفينة: رجل الأعمال رامي اونغر. والأمر ليس مخفياً، بل يظهر في المواقع الإلكترونية، تماماً مثل تفاصيل السفينة، ومسارات إبحارها وما شابه. يعرف الإيرانيون جيداً مسار هذه السفينة التي تبحر بشكل دائم من الشرق الأقصى، محملة بالسيارات، وتعود إلى الشرق مع بضائع إسرائيلية.
قبل نحو أسبوعين خرجت السفينة من ميناء إيلات محملة بضائع خصص بعضها للإنزال في الشرق الاوسط . يفترض أن تكون السفينة تحت المتابعة منذ زمن ما، وعندما وصلت هذه المرة إلى خليج عُمان قرر الإيرانيون، أغلب الظن، إرسال رسالة لإسرائيل بأنه يمكنهم ضرب مصالحها بعيداً عن متناول يدها. خليج عُمان مكان مريح لهم، إذ يمكنهم دوماً إلقاء المسؤولية على الحوثيين في اليمن.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews