لماذا يرفض الأسيران قهموز والمقت إبعادهما إلى دمشق؟
الجيش الإسرائيلي يعيش السكوت الآن، ولكن ثمة أسئلة قاسية تطرح حول الطريقة التي اجتازت فيها الشابة الإسرائيلية الحدود إلى سوريا دون أن يتمكن الجيش من منعها. كما أن إسرائيل حاولت، أمس، تصوير أحد السجناء الذين سيتحررون في الصفقة، وهو ذياب قهموز، وهو ذو صلة سورية معينة، ولكن -عملياً- يدور الحديث عن مخرب في “حزب الله” هو من المعادلة أقرب إلى الجانب اللبناني.
على طول قاطع الحدود مع سوريا تقريباً، من “حمات غدير” حتى سفوح جبل الشيخ، أقيم في السنوات الأخيرة جدار جديد “ساعة رمل”، بطول وسمك مشابهين لذاك الذي أقيم على حدود مصر في بداية العقد. وهذا جدار بارتفاع 6 – 9 أمتار، إضافة إلى أسيجة مدببة. إلى جانب الجدار الجديد، الذي أقيم كجزء من منظومة جمع المعلومات الحديثة والعظيمة في نطاقها، ثمة سياج قديم لا يزال موجوداً، وفيه أيضاً جساسات إخطار، ومن خلفها عائق إضافي، هي قبة سياجية ملتوية.
فضلاً عن هذا، هناك قاطع إقليمي سيادي إسرائيلي يتراوح بين مئات الأمتار وبضعة كيلومترات، تعمل فيه قوات الجيش الإسرائيلي أحياناً، ولا تزال تنتشر آلاف الألغام الشخصية في أجزاء منه. ولاحقاً، يوجد أيضاً قاطع إقليمي مجرد من السلاح، وبعده تبدأ -عملياً- الأرض السورية.
في صفقات الماضي، تحرر سجناء كانت هويتهم درزية – سورية، أو كانت صلتهم بالمخالفات التي ارتكبوها في سوريا، ولكن قهموز يسكن على حدود لبنان في قرية الغجر، وجنده “حزب الله، كناشط قبل خمس سنوات، كي يخطط وينفذ عمليات إرهابية في تجمعات تجارية إسرائيلية. وحكم عليه بالسجن 14 سنة، ورفضه التحرر إلى دمشق، يجسد أكثر بكثير قربه من الجانب اللبناني. بمعنى أن إسرائيل توافق، حسب منشورات أجنبية، على تحرير مخرب ينتمي إلى “حزب الله” في صفقة مع سوريا.
وبالتالي، فهذه صفقة ذات وجه ثلاثي؛ ففضلاً عن سوريا، سيحظى “حزب الله” أيضاً بخلل غير مرتقب من إسرائيل. إن ماضي قهموز، وإن كان جنائياً أكثر، إلا أنه ينتمي لمحور مركزي لتهرب المخدرات بين إسرائيل ولبنان. ونجح “حزب الله” في تجنيده كي يستغل هذه المسارات للمبادرة إلى عمليات تفجيرية، وفحص إمكانيات لزرع عبوات ناسفة في “نيشر”، في مفترق “غولاني” وحيفا.
لم يخطط قهموز للعمليات فقط، بل كاد يصل إلى تنفيذها. ولم يزج في السجن إلا بعد أن تبين أنه بالفعل أدخل إلى إسرائيل عبوتين ناسفتين شديدتي الانفجار كانتا مرتبطتين بكوابل توقيت أعضاء في خلية قهموز لـ”حزب الله” محطة باص مليئة بالجنود قرب مفترق غولاني. وكتب القضاة في قرار الحكم على المخرب: “خطير على نحو خاص. في نظرنا أن المتهم، الذي تربى وترعرع كل حياته في الدولة، حتى وإن كان في قرية الغجر – بالمزايا الخاصة والمركبة لوضع سكانها كجيب بين إسرائيل ولبنان – اختار أن يربط مصيره مع منظمة إرهابية في ظل الفهم بأن أفعاله تساعد المنظمة على تنفيذ عمليات إرهابية. لا نجد معنى حقيقياً في أنه اعتقل في نهاية المطاف دون أن يكون قد نفذ العملية”.
ومع أن وسائل الإعلام أفادت بداية بأن قهموز سيبعد إلى دمشق في إطار الصفقة، إلا أن “نادي الأسير الفلسطيني” أعلن أمس، بأنه يصر على العودة إلى بيته في الغجر، ومثله أيضاً نهال المقت، المشاركة الأخرى في الصفقة.
عملياً، نسيت إسرائيل أن تسألهما إذا كانا مستعدين للإبعاد. وبعد أن سُئلا رفضا وطالبا بالعودة إلى بيتهما في الشمال. وأحد الحلول المحتملة لمسألة الرفض هو أن يذهبا إلى بيتهما أو أن يعيد الروس الصفقة مع السوريين إلى صيغتها الأصلية.
تبين أمس أيضاً بأن إسرائيل ليست هي التي توجهت أولاً حول الشابة من “موديعين عيلت”، فقد فهم السوريون بأن لها مشكلة ما، ولكنهم اعتقدوا بأنهم قد يحصلون مقابلها على شيء ما، وكانوا هم الذين توجهوا إلى الروس الذين اتصلوا بإسرائيل في أعقاب ذلك.
ورداً على ما قاله مسؤول روسي بأن إسرائيل تعهدت، كجزء من الصفقة، بألا تهاجم في سوريا، قالت إسرائيل إنه لا أساس لهذا من الصحة. وأوضحت مصادر سياسية بأنه أمر لم يطلب من إسرائيل على الإطلاق، وبالطبع لم تتعهد بشيء كهذا.
يديعوت/واي نت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews