أداء جوزيب بوريل الضعيف في موسكو أدى إلى تأجيج الانقسامات الأوروبية
اعتبرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن ‘‘المباراة’’ بين جوزيب بوريل، رئيس الدبلوماسية الأوروبية، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في نهاية الأسبوع الماضي لم تكن متوازنة، حيث تعرض المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لــ‘‘الإذلال’’. فبوريل أراد مناقشة التقدم المحتمل في العلاقة مع روسيا، لكنه وجد نفسه ينتقد الحظر الأمريكي على كوبا بينما طرد الكرملين، دون إبلاغه، دبلوماسيين أوروبيين.
وقالت الكاتبة الصحافية المخضرمة بــ ‘‘لوفيغارو’’ إيزابيل لاسير، إن ما تعرض له رئيس الدبلوماسية الأوروبية لا يسلط الضوء فقط على سذاجة زعماء بروكسل في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه يذكر أيضا كيف ينتقص الكرملين من أوروبا وممثلي مؤسساتها.
وأضافت الكاتبة أن سيرجي لافروف أوضح لــ‘‘المشمول’’ جوزيب بوريل: الاتحاد الأوروبي ليس شريكًا ‘‘موثوقًا به’’. بالنسبة لبلد مثل روسيا، الذي يفهم فقط ميزان القوى، فهو مجرد تجمع إرادات بدون جيش وبدون توجيه استراتيجي. وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي يعرف روسيا جيدا قوله إن ‘‘فلاديمير بوتين يرى الاتحاد الأوروبي كمجموعة من الدول المنقسمة التي ستنفجر أو تنحل في المدى القصير’’. على المستوى الاستراتيجي، أولويات موسكو هي بكين وواشنطن، وليس بروكسل أو برلين أو باريس.
وأشارت إيزابيل لاسير في مقالها إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، كانت قد أكدت أن المفوضية ستكون ‘‘جيوسياسية’’، لكن من الواضح أن الأمر لم يحدث بعد. وكما قال السفير الفرنسي السابق في واشنطن جيرار أرو في تغريدة: ‘‘عندما تقابل لافروف، فإما أن ترفض عقد مؤتمر صحفي مشترك معه لأنك تعلم أنه سيكون فظًا وعدوانيًا وماكرًا، وإما أن نحضر رداً على مسؤوليتنا الخاصة”.
وتابعت الكاتبة القول إن ممثلي مؤسسات الاتحاد الأوروبي هم فقط مجموع الدول المنقسمة التي تتكون منها، وبالتالي ينقسم الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمسألة العقوبات، إلى ثلاثة معسكرات: أصحاب الخط المتشدد ضد موسكو (بولندا ودول البلطيق). أنصار النهج الشامل (إيطاليا، اليونان، النمسا، المجر). وفي الوسط، فرنسا وألمانيا. وتعد زيارة رئيس الدبلوماسية الأوروبية إلى موسكو الأسبوع الماضي انتصاراً للكرملين، الذي ما يزال يسعى إلى دق إسفين بين الدول الأوروبية. وقد أدى أداء بوريل الضعيف إلى تأجيج الانقسامات الأوروبية، حيث دعا التماس قدمته دول البلطيق الآن إلى استقالته.
وتساءلت إيزابيل لاسير: هل سيكون ما تعرض له جوزيب بوريل في موسكو بمثابة صدمة كهربائية للاتحاد الأوروبي؟ مشيرة إلى أن هذا ما يأمله الدبلوماسي بيير فيمونت، ممثل الرئيس الفرنسي في روسيا.
لوفيغارو
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews