2021 عام “اللقاحات” والأمل ضد كورونا.. وأمريكا بحاجة لعلاج “فقر دمها” السياسي كذلك
اعتبر الكاتب دايفيد فون دراهيل في مقال في صحيفة “واشنطن بوست” أن السنة الجديدة 2021 ستكون سنة الأمل على الولايات المتحدة والعالم أجمع بعد انقضاء سنة 2020 الكارثية التي ألقت جائحة كورونا بظلالها الكثيفة عليها.
وأكد أن عام 2021 يدخل على إيقاع الأمل في انقشاع غيمة الوباء خاصة بفضل “المعجزة العلمية” التي تشكلها اللقاحات المعلن عنها تباعا ضد الفيروس.
وسمى الكاتب 2021 بـ”عام اللقاحات”، لكنه شدد على أنه لن يتم القضاء التام للأسف على الوباء، لكنه سيحول على الأقل التعاطي مع الفيروس إلى قضية وقت فقط بعد أن كانت مسألة القدرة على مواجهة الفيروس القاتل.
وأكد أن سحابة الحزن والإحباط والاستياء وحتى العجز التي ولدت من الوباء ستزول خلال العام الجديد، مشيرا إلى أن هذا “وعد لقاح” فعال بنسبة 90 إلى 95%، ورغم أن احتواء الفيروس سيتطلب مليارات الجرعات عبر العالم، وهو كم مذهل للغاية، فإن منحى الاستئصال واضح بالنظر لمنطق الحساب ولتجارب التطعيم السابقة ضد أمراض مثل الجدري وشلل الأطفال والحصبة.
في المقابل، يرى كاتب واشنطن بوست أنه من المحتمل أن تكون هناك في دول غنية مثل الولايات المتحدة مشاكل في الإنتاج والتوزيع ومقاومة مستمرة لتدابير الصحة العامة الأساسية والمزيد من انتشار نظريات المؤامرة والتشكيك التي يثيرها الأعداء الأجانب والمحليون.
وفي ما يخص الولايات المتحدة خلال العام الجديد، أكدت الصحيفة أنها ستكون في مواجهة معضلات أخرى غير الوباء، مثل الحزبية العمياء والثقة المتصدعة والاعتقاد السائد بتراجع الأمة وهي أمور تستنزف طاقات البلاد، مشيرة إلى أن التعاطي بنجاح مع مهمة توفير لقاحات آمنة وفعالة ضد الجائحة سيسهم في تجاوز هذه المعضلات.
وشدد الكاتب على أنه من بين كل الحقائق المحبطة خلال عام 2020، كان الأمر الأكثر كآبة هو كيف تم تحويل الكمامات البسيطة إلى أسلحة حزبية، متسائلا هل يمكن أن يؤدي هذا المنطق “المنحط” إلى انهيار حملة التطعيم ضد الفيروس هي أيضا؟
وأكد الكاتب أن الجواب هو “لا” لأن مشروع التطعيم ضد فيروس كورونا هو أكبر مشروع يؤيده أنصار الحزبين الديمقراطي والجمهوري -بل وحتى غير المتحزبين- وتنفذه الولايات المتحدة وشركاؤها منذ سنوات طويلة، وأن “الانتصار” في هذه المعركة سيكون في نهاية المطاف “انتصارا للبراغماتية على حساب الأيديولوجيا”.
ويشير إلى أن هناك مرضا آخر تحتاج الولايات المتحدة لمعالجته خلال العام الجديد هو ما سماه “فقر الدم” الذي تعاني منه مصداقية المؤسسات الرسمية، أو ما سمّاه الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس قبل نصف قرن “أزمة الشرعية” للدلالة على فقدان الحكومات الكثير من ثقة الجماهير لدرجة عجزها عن القيام بالأدوار المنوطة بها.
ويعتبر أنه في الحالة الأميركية وصلت هذه الأزمة لمراحل متقدمة، حيث فقدت الثقة في مسؤولي المؤسسات فأضحى ما كان “حكومة” في السابق “مستنقعا”، وما كان “مجتمع استخبارات” أصبح “دولة عميقة”، كما فقدت المؤسسات التي كانت تقوم بأدوار رقابية -مثل وسائل الإعلام ومؤسسة التعليم العالي- مصداقيتها، وباتت حتى المحكمة العليا “غير كفؤة وضعيفة للغاية” في نظر الرئيس (دونالد ترامب) ذاته الذي حدد مصيرها لفترة ربع قرن مقبلة من خلال تعييناته.
ويختتم الكاتب بأنه بفضل “اللقاحات المبتكرة” التي تم تطويرها في وقت قياسي سيبدأ العالم في التخلص من الفيروس، وستُمكّن نقاط القوة الكامنة في الأمة الأميركية -رأس مال بشري من جميع أنحاء العالم وبنيات تحتية للأبحاث وصداقات مع الحلفاء- من قلب المشهد خلال الأشهر المقبلة، وكل ما يحتاجه المرء هو الشعور بضرورة البذل والإيمان بحتمية التغيير، مما يجعل الأمل في عام 2021 مشروعا.
واشنطن بوست
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews