Date : 26,04,2024, Time : 12:16:14 AM
3642 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 19 جمادي الاول 1442هـ - 03 يناير 2021م 12:33 ص

بيان الرئيس برهم صالح

بيان الرئيس برهم صالح
إبراهيم الزبيدي

توافق العراقيون الممتلئون بحب وطنهم وأهله، في جميع تعليقاتهم ورسائلهم في توديع السنة التعيسة 2020 واستقبال الجديدة، على أمنية واحدة هي أن يكون العام العراقي الجديد عام سلام وخلاص من المحاصصة والفساد، وأن تعود هيبة الدولة، وسلطة القانون.

وشاركهم في ذلك الرئيس برهم صالح. ففي بيانه الأخير وضع النقاط على الحروف، وصارح الشعب العراقي بجرأة وشجاعة، بحقيقة العملية السياسية المتآكلة.

وما يُسجل هنا للرئيس أنه، من قلب العاصفة، ومن داخل الشرنقة المقفلة، يخاطر كثيرا بإعلان “تصدع منظومة الحكم التي تأسست بعد العام 2003″، ويصف العام 2020 بأنه “عام الآلام والأزمات التي كادت أن تدفع البلاد نحو منزلقات خطيرة، والمسؤولية التاريخية والوطنية تقتضي العمل الجاد على إنهاء دوامة الأزمات التي تعصف بالعراق”.

ثم يعترف بأن “منظومة الحكم في العراق لا يُمكنها أن تخدم المواطن الذي بات محروما من أهم حقوقه المشروعة”.

ويشدد على أنه “من غير الممكن أن يتحمل المواطن العراقي ضريبة الصراعات والإخفاقات السياسية والفساد”.

ومن يعرف الرئيس كاكه برهم عن كثب لا بد له أن ينصفه، ويعترف له بعراقيته الثابتة، مع التزامه بكرديته، وبصدقه حين يتمنى، مثلنا، للعراق أن يكون وطن الأمن والعدل والكفاية والسلام.

فبرغم أن عراق المحاصصة الحالي لم يمنح رئاسة الجمهورية سوى القليل ليفعله في إدارة دفة السفينة، إلا أن الرئيس كاكه برهم حاول مرارا أن يتخطى صلاحياته، وأن يفعل أقصى ما يستطيع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المنزل المحترق، والدعوة إلى إعادة الوطن إلى أهله سالما ومعافى.

وهنا ندخل إلى صلب الموضوع. فحالة العراق المريضة الحالية التي يشكو منها الرئيس كاكه برهم لا يتحمل وِزرها أصحابُ السلطة الحاكمون اليوم فقط، بل هي قديمة متوارثة منذ أن تجمع عسكريون مغامرون، حتى وإن كان بعضهم ذوي نوايا حسنة وغير قاصدين تخريب حياة الناس، فأسقطوا النظام الملكي، وأسسوا لشريعة القوي يغلب الضعيف ويدوس عليه. ثم أصبح في قناعة أي ضابط في الجيش يحلم برئاسة أو وزارة أن في إمكانه أن ينال مراده بقوة السلاح، ولكن بدعم خارجي من حكومة أو جهاز مخابرات. حتى صار لكل حزب عراقي أو تيار أو تنظيم أو مرجع ديني أو شيخ قبيلة مرجعٌ خارجي يستعين به على قضاء حوائجه بالكتمان.

وما سقوط الوطن منذ 2003 سقطته التي يشكو منها الرئيس، سوى نتيجة طبيعية لمسيرة طويلة من الفشل والطمع والتناحر والاقتتال.

ولا ينجو من مسؤولية هذا الانحراف حزب واحد أو فئة واحدة أو زعيم واحد من الذين تعاقبوا على السلطة منذ 1958 وحتى اليوم.

فكل من تآمر مع انقلاب أو تعاون أو تهاون، بأي مقدار وأي صفة، هو مسؤول عن الذي يحدث اليوم، وعن الذي سيحدث غدا، دون شك ولا جدال.

فمهما اختلفت مقاييسنا ومواقفنا وتحليلاتنا حول (مدنية) العهد الملكي وديمقراطيته الناشئة، وسماحة طبيعة حكمه و(معارضاتِه) أيضا، فلا خلاف على حقيقة أن الدولة كانت نصف (علمانية)، ونصف (ديمقراطية)، ونصف (عصرية)، تخطو خطوات متأنية، ولكن مبصرة، هدفها الحفاظ على روح التآلف والتلاحم في المجتمع، وتكريس سلطة القضاء، واحترام القانون، وتوفير أقصى ما يمكن من خدمات وإمكانات وظروف لتحديث الشخصية العراقية، وخصوصا الأجيال الجديدة، وتشجيعها على دخول العالم المتقدم المستنير.

نعم، كانت التجربة الديمقراطية العراقية ناقصة، وفيها الكثير من التجاوزات والاختراقات والاستغلالات، ولكنها تجربة واعدة كان يمكن لها أن تتطور وتتعمق وتكتمل، لو حافظ (الضباط الأحرار) على حرمة الدولة ومؤسساتها، وحفظوا للمجتمع العراقي وحدته وأمنه وسلامه، ولم يفتحوا عليها حروب المكاسب والرواتب والمناصب.

لقد ألبسوا مصالحهم الشخصية والحزبية والطائفية والعنصرية أردية الوطنية والدفاع عن الوطن، فقتلوا الألفة والتسامح في الشخصية العراقية الواحدة، وأشعلوا الحروب الأهلية المدمرة، وأحيوا الأحقاد النائمة، وصحّوا الضغائن، وأطلقوا المجازر وحملات التهجير والتسفير وخراب البيوت.

ومع رحيل الزعيم عبدالكريم قاسم، واحتراق عبدالسلام عارف، وطرد أحمد حسن البكر، وشنق صدام حسين، كان متوقعا أن يكون العراقيون قد فهموا الدرس، وأدركوا فداحة ثمن الحروب والانقلابات، واقتنعوا بالتعايش والتداول السلمي للسلطة، وبمنع رجال الدين من التدخل في السياسة، وباحترام الدستور وسلطة القانون، بضمان الحريات، وإصلاح ما خربه تجار السياسة والوطنية، ولكن الحمّام بقي هو ذلك الحمام، والطاس هو ذلك الطاس، مع الأسف الشديد.

وفي زمن الفوضى الحالي، والاستقواء بالأجنبي، ما زال هناك عراقيون من ذوي النوايا الحسنة، وهم أكثرية، والرئيس كاكه برهم صالح في طليعتهم، متفائلون وحالمون بأن الانتخابات القادمة، بعد كل ما أحدثه المتظاهرون التشرينيون من قلب للموازين، وتغيير وتصحيح للقناعات، سوف تعينهم على أن يعيدوا البسمة إلى الملايين من الأيتام والأرامل والمهجرين.

نعم إن ذلك ممكن. ولكن إذا ما جرت الانتخابات. وإذا ما لم يزور نتائجها مزور، وإذا لم يتلاعب بها متلاعب، من الداخل أو من وراء أعالي البحار.

ثم وهذا هو الأهم. إذا ما باشر المتفائلون العمل الجاد والمنظم، ووحدوا صفوفهم وجهودهم وقواهم الفكرية والسياسة، وأعدوا لها ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل يرهبون به عدوهم، وبقوة ويقين.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد