النظام الجزائري فشل في استغلال فرصة أخرى للإصلاح ومازال بإمكانه ذلك
سخر الكاتب بوبي غوش في مقال رأي نشرته شبكة ” بلومبيرغ” من الجهود الفاترة لمراجعة الدستور في الجزائر، وقال إن “مهزلة” الاستفتاء الدستوري في البلاد وصلت إلى حد أن الطبقة الحاكمة لم تتظاهر حتى بأنها حصلت على تأييد قوي، حيث بلغت نسبة المشاركة الرسمية 23 في المئة فقط، في أدنى نسبة في البلاد على الإطلاق، في حين أيد 67% التغييرات.
وبعبارة أخرى، كما يضيف الكاتب، فإن أقل من 16 في المئة من الناخبين المؤهلين يريدون المقترحات، وقد كان الاستفتاء، في الواقع، فرصة للرئيس عبد المجيد تبون للتغلب على الشكوك التي أحاطت بانتخابه في العام الماضي، والمطالبة بتفويض ذي مغزى من الجزائريين، وبدلاً من ذلك، سيترأس الآن مجموعة من السكان الساخطين، وهذا الرفض سوف يعرقل بشدة قدرة حكومته على التعامل مع الأزمات الاقتصادية، الناتجة عن انخفاض أسعار النفط، وأزمات الصحة العامة الناجمة عن وباء كوفيد- 19.
وأشار المقال إلى محاولات الحكومة الجزائرية لتفسير عدم المشاركة الشعبية في الاستفتاء، حيث زعم محمد الشرفي، رئيس سلطة الانتخابات بالجزائر، بأن نسبة المشاركة وسط تفشي وباء كورونا ” كانت إشارة إلى توق الشعب الجزائري إلى التغيير الديمقراطي”، ولكن الكاتب أكد أن محاولة الشرفي في تفسير ضعف الإقبال كانت فاشلة ولا تمر على الشعب الجزائري.
وقال الكاتب إن الجزائريين يعرفون أن حكومتهم لا تزال تدار أساساً من قبل “زمرة ” من القادة العسكريين والسياسيين ورجال الأعمال، وأنه من الواضح أن “طبقة السلطة” تعلم بأن التعديلات المقترحة على الدستور لا تمثل التغيير الذي يتوق إليه الشعب.
وأضاف أن “الحراك ” رفض هذه التعديلات، إذ تطالب حركة الاحتجاج بتغييرات أكثر جدوى، بما في ذلك جمعية تأسيسية وهيئة قضائية مستقلة، وتوزيع أكثر عدالة للثروة الجزائرية، وكما ورد في المقال، فإن التغييرات التي أُدخلت على الدستور هي صغيرة نسبياً ولا تفعل الكثير للحد من سلطة منصب الرئيس كما أنها تسمح بالتدقيق الكبير على “السلطة”.
ولكن بطريقة ما، حققت نسبة المشاركة الكئيبة ما لم تحققه التغييرات نفسها: ترك تيبون، خليفة بوتفليقة، في حالة من الضعف السياسي، وبالطبع فإن هذه النتيجة لا تساعد الرئيس، الذي يمر في حالة صحية حرجة للغاية بعد إصابته بكورونا.
ومن ناحية أخرى، يضيف بوبي غوش، سينشط الحراك بسبب هذا الإقبال الضعيف، وقد تباطأ زخم الحراك بسبب الوباء، ولكن المطالب بدأت تتزايد بإصلاح أكثر مع سعي الحراك لمزيد من الضغط على حكومة واهنة.
ويعتقد الكاتب أن الأوان لم يفت أمام تبون لتحويل الاستفتاء المذل إلى فرصة، والإعلان عن عدم ارتياحه من انخفاض نسبة المشاركة والدعوة إلى تجاوز المرحلة، مع اتباع نهج أكثر تشاوراً يمنح الحراك دوراً أكبر في العملية، ولكن هذاالأمر يتطلب الحنكة السياسية والشجاعة لكسر “طبقة السلطة”، وهي صفات لم يظهرها تبون بعد.
والنتيجة الأسوأ هي العودة إلى كتاب القمع الاستبدادي القديم، ولحسن الحظ، فإن هذه النتيجة غير محتملة، إذ تقوم القيادة العسكرية بحراسة امتيازاتها ولكنه لم تبد أي رغبة في إخماد الانتفاضة الشعبية بالقوة.
بلومبيرغ
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews