Date : 29,03,2024, Time : 01:54:29 AM
4595 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 05 ربيع الثاني 1442هـ - 21 نوفمبر 2020م 11:53 م

عنق الزجاجة في تسوية النزاع الليبي

عنق الزجاجة في تسوية النزاع الليبي
السنوسي بسيكري

تدحرجت كرة التسوية السياسية بشكل سريع منذ وقف الحرب وإطلاق العملية السياسية بمساراتها الثلاثة، الأمني والاقتصادي والسياسي. فما تحقق في بوزنيقة ثم جنيف وغدامس كان غير متوقع وأعطى أملا أن نهاية الأزمة قد أزف، وهو ما حرصت رئيسة البعثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، على تكراره بثقة في كل مناسبة تحدثت فيها إلى الليبيين منذ إطلاق التفاوض.

غير أن ما وقع في تونس من تعثر ينبئ بأن هناك استعدادا كبيرا من قبل الجانبين للوصول إلى تسوية لكن بشرط أن تحقق المأمول لهم وفق مقاربة الغلبة والإمساك بزمام الأمور وليس التوافق العادل.. ويتضح ذلك جليا في جبهة طبرق والرجمة.

النوايا الحسنة التي ظهرت في توافقات بوزنيقة وجنيف وغدامس وحتى في الأيام الأولى من ملتقى تونس ليست "لوجه الله" وفي سبيل الوطن فحسب، بل هي تخدم مقاربة الوصول إلى قمة هرم السلطة التنفيذية، وما قيل عن إصرار وفد الشرق على ضمان الحصول على منصب رئيس المجلس الرئاسي ومحافظ المصرف المركزي في مقابل التخلي عن منصب رئيس الحكومة يشير إلى التفسير الذي ذهبنا إليه.

جبهة طبرق والرجمة تراهنان على منصب رئيس المجلس الرئاسي الذي هو بالتبع القائد الأعلى للقوات المسلحة، فالأول يلبي طموحات عقيلة صالح والثاني يرضي تطلعات حفتر بعد أن تراجع حلمه لحكم ليبيا بعد الهزيمة في حرب طرابلس، ولو مؤقتا.

أما المصرف المركزي فقد أثبتت تجربة السنوات الخمس الماضية أنه أداة التحكم في الموارد المالية وإدارتها، وأن الحكومة تتحرك ماليا في إطار المعتمد من ميزانيات وفي حدود ما يسمح به المصرف المركزي.

رئاسة الحكومة التي ستؤول وفق المقاربة السابقة للغرب الليبي، ولمصراتة تحديدا، لن تكون مقبولة إلا بصلاحيات تنفيذية واسعة، بمعنى أن يكون رئيس الحكومة ذا نفوذ كبير في إدارة الدولة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية، بما في ذلك القرار المالي، وهو نظريا يوازن ويكافئ حصول جبهة طبرق والرجمة على منصب رئاسة المجلس الرئاسي ومحافظ المصرف المركزي.

ولأن الثقة ما تزال معدومة بين الطرفين، ولأن معيار التفاوض في مسألة المناصب التنفيذية العليا هو الغلبة والتحكم في القرار، فإن أي خلاف بعد منح الشرعية الدولية للأجسام الجديدة بمسؤوليها الجدد سيدفع قادة جبهة طبرق والرجمة إلى الانحياز إلى مناطقهم وممارسة السلطة "الشرعية" بحرية في حالة شبيهة بما وقع بعد اتفاق الصخيرات، أي مجلس رئاسي معترف به دوليا يتحكم في المال ويحكم في نطاق جغرافي محدود. وإن لم يكن ذلك فلا أقل من حرمان جبهة طرابلس من التميز الذي حظيت به منذ كانون الأول (ديسمبر) 2015م.

هذا التأويل المتشائم قائم على قراءة ليست محل جدل للمتابع لما جرى خلال الأعوام القليلة الماضية  من أن نظرة الساسة المبرزين في معسكر الشرق، لم تتغير في جوهرها، من أن نظراءهم في الغرب مسلوبو الإرادة ويتحكم فيهم الإخوان المسلمون والمليشيات المسلحة، وأنه من غير المنطقي ترك ثروات البلاد لهم، ولأنهم فشلوا في ذلك عبر الحرب على العاصمة، وكلهم كانوا مناصرين لها، فقد ينجحون في تحقيق ذلك عبر التفاوض، ويساعدهم في ذلك استعداد المفاوض من الغرب للتنازل ورغبة أطراف دولية وإقليمية مؤثرة في أن ترجح كفة طبرق والرجمة على طرابلس.

ما رشح من دهاليز ملتقى تونس أن كل المرشحين لعضوية المجلس الرئاسي من المنطقة الشرقية قد سقطوا وبقي عقيلة صالح دون منافس، ولأن خلاف عقيلة صالح مع حفتر سينتهي إذا استقام للأول الأمر ونجح حفتر في تخطي أزمته في الداخل والخارج، بالتالي يصبح سيناريو التحكم في القرار العسكري لحفتر محتمل جدا.

وأعود لأقول بأن الاتجاه للتسوية السياسية يواجه تحديات من أبرزها:

1 ـ عدم النضج، بمعنى الافتقار لقناعة حقيقية خاصة لدى الساسة والنخبة الفكرية والأعيان وغيرهم للحاجة للتوافق الذي معياره الحس الوطني الخالص والعدالة والموضوعية في التعامل مع كافة ملفات النزاع.

2 ـ استلاب الإرادة المحلية لصالح الخارج الذي يتحكم في خيوط الأزمة واتجاه التسوية بشكل مقلق حقا.

لذا فإن أي تسوية صحيحة وعادلة ينبغي أن تبدأ بعودة الإرادة الوطنية المستقلة، والقناعة الواسعة والصادقة بالحل السياسي السلمي، حيث لا غالب ولا مغلوب.

عربي 21 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد