كيف تنظر إسرائيل إلى تصميم إيران وحزب الله على مواصلة الحرب؟
العبوات الناسفة التي زرعها مخربون قرب الجدار في هضبة الجولان هي دعوة استيقاظ من اعتقد بأن الحرب بين الحروب في الشمال توقفت، أو على الأقل أخذت مهلة حتى انتهاء الحرب التي بين بايدن وترامب.
فوفقاً للمنطق المعقول، كان ينبغي لكل الجهات ذات الصلة بممارسة الإرهاب ضد إسرائيل في الجانب الآخر من الحدود في سوريا ولبنان، وعلى رأسهم إيران وحزب الله وسوريا، أن يوقفوا النار تماماً إلى أن يتقرر نهائياً من سيجلس في البيت الأبيض.
إيران، مع اقتصاد مخنوق وكورونا منفلتة العقال، تعلق آمالاً عظيمة على عودة بايدن إلى الاتفاق النووي، وتفهم بأن كل استفزاز أو خطوة عسكرية غير حذرة في هذا الوقت ستخلق مخاطر زائدة. وإذا كانت طهران بحاجة إلى برهان على ما في التجلد من حكمة، فقد جاء النشر في “نيويورك تايمز” هذا الأسبوع بأن الرئيس ترامب فكر في مهاجمة المنشآت النووية في إيران قبل نهاية ولايته، ولم يقتنع بالتراجع الا بضغط من مستشاريه.
كما أن حزب الله في إحدى مراحل الدرك الأسفل الأكبر في تاريخه؛ فهو يختنق تحت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة ترامب، وغارق حتى الرقبة في أزمة داخلية خطيرة، بلا حكومة ومع سحابة كثيفة من الديون العظيمة التي تبشر بتحطم كل النظام القائم. كما أن للأسد مشاكله الخاصة وهو يعيش قدراً كبيراً تحت رحمة إيران وحزب الله.
وعلى الرغم من ذلك، تبين هذا الأسبوع، مع كشف ساحة العبوات في الجولان، بأن أياً من محافل الإرهاب قبالة إسرائيل لم يتوقف عن أعماله. فحزب الله، الذي لم يتخلّ بعد عن الرغبة في الانتقام من إسرائيل لقتلها ناشطاً قرب دمشق وفي الاسبوع الماضي، أطلق طائرة مسيرة صغيرة إلى مجالها، ويواصل تفعيل شبكتي إرهاب في هضبة الجولان: تسمى الأولى وحدة قيادة الجنوب، وتعمل من داخل استحكامات الجيش السوري على مسافة بضع عشرات الكيلومترات عن الحدود. أما الأخرى فهي وحدة ملف الجولان، التي تعنى باستخدام سكان محليين في أعمال ضد إسرائيل، ويحتمل أنها شاركت في زرع العبوات على الحدود أمس وقبل ثلاثة أشهر أيضاً، والتي انتهت في حينه بمقتل أربعة مخربين بطائرة من سلاح الجو.
وإيران التي لا تعتزم التخلي عن وجودها في سوريا، لم تتوقف عن التوجيه والإشراف على أعمال إرهاب حزب الله ضد إسرائيل من داخل الأراضي السورية، وفي الوقت نفسه، كما يظهر التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذرية، تواصل -رغم المصاعب الداخلية- تخصيب اليورانيوم في مستوى متدنٍ، ووصلت حتى الآن إلى كمية أكثر من طنين. وهذه الكمية، إذا تم تخصيبها في مستوى عال، تكفي لإنتاج قنبلتين ذريتين.
وعلى الرغم أن أياً من الجهات المشاركة في الحرب بين الحروب في سوريا ولبنان، على جانبي الحدود، غير معنية الآن بالتصعيد العسكري، فقد أشارت إسرائيل أمس إلى أنها لن تتجاوز زرع العبوات في الجولان بالصمت، في ضوء استمرار جهود حزب الله، بدعم من إيران، لتثبيت جبهة ثانية أمامها هناك.
في الجبهة السياسية، تلوح نية لإسرائيل لمحاولة إقناع الرئيس الأمريكي المنتخب بعدم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران في ظروف من شأنها أن تشجع طهران على تصعيد تآمرها في الشرق الأوسط.
إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews