حملات تطهير وانتقام يقوم بها ترامب قبل رحيله تطيح برؤوس كثيرين

نشر موقع “ذا هيل” تقريرا تحت عنوان “الرؤوس تتساقط مع حملة التطهير التي شنها ترامب”. وقال جوناثان تان بيزلي، إن الرئيس دونالد ترامب زاد من حربه على الحكومة الفدرالية بعد خسارته انتخابات 2020 حيث أطاح برؤوس داخل المؤسسات الفدرالية المهمة في محاولة لوضع سياسات شخصية قبيل مغادرته البيت الأبيض.

وقال بيزلي إن الإطاحة بوزير الدفاع مارك إسبر وعدد من كبار مسؤولي البنتاغون كان بمثابة رسالة تعبّد الطريق أمام سحب القوات الأمريكية من أطول حرب تخوضها في أفغانستان.

وهناك شائعات تدور حول مصير مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، حيث يتهمهما مسؤولون وحلفاء ترامب بمنع الكشف عن وثائق سرية يقولون إنها تفضح زيف التحقيق الروسي في انتخابات عام 2016.

وتشهد وزارة الأمن الوطني عملية تغيير واسعة، حيث ناقض فيها المسؤولون مزاعم الرئيس الخاطئة حول وجود تزوير في الانتخابات سمح للديمقراطيين بسرقة الانتخابات منه.

وعيّن الرئيس عددا من الموالين له في وكالة البيئة والطاقة. وهناك تقارير أنه قد يقوم بترتيب البيت في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) أو وزارة الصحة والخدمات البشرية.

وطالما عبّر ترامب عن إحباطه من البيروقراطيين الذي تمترسوا في مراكزهم وعملوا من وراء الستار لمنعه من تنفيذ أجندته. وفي الوقت الذي يُتوقع أن يؤدي الرئيس المنتخب جوزيف بايدن القسم في 20 كانون الثاني/ يناير، يقول المقربون من الرئيس ترامب ألا شيء لديه لكي يخسره، وأنه في حالة حرب لتنفيذ السياسات التي يريد عملها قبل نهاية فترته.

وقال بريان لانزا، المستشار للفريق الانتقالي لترامب في 2016: “الدولة العميقة في حالة هروب” و”هذا عن إغلاق الأمور التي قيل له إنه لا يستطيع لمسها. ويرد ترامب خلال السنوات الثلاثة والتسعة أشهر على الدولة العميقة. والآن أطلق ترامب العنان وترد الدولة العميقة عليه”.

ويراقب المسؤولون الحاليون والسابقون في واشنطن بقلق ما يقولون إنه سلوك ترامب المتقلب والتطورات غير المتوقعة التي قد تترك تداعيات على الأمن القومي الأمريكي، في وقت تشهد البلاد حالة من الإضطراب والتشوش.

ويضيف رفض ترامب الاعتراف بخسارته لحالة عدم الارتياح. ولم يحصل بايدن على إيجازات الحكومة الأمنية كما هو معهود. وهناك ملايين الأمريكيين يعتقدون أن الانتخابات سُرقت من ترامب.

ويقول دوي زاخيم، مساعد وزير الدفاع في فترة جورج بوش: “التسبب بالفوضى هي أولوية ترامب الكبرى” و”لا يريد أي شخص في منصب مساعدة عملية الانتقال لبايدن. وأنت بحاجة إلى مسؤولين حكوميين باقين لكي يساعدوا في عملية الانتقال. وهو يقوم بإرباك وتعقيد عملية الانتقال”.

ويرى الموقع أن عملية التطهير في البنتاغون ستترك تداعيات كبرى في المرحلة الانتقالية على ميراثه والوجود الأمريكي في الشرق الأوسط. وكان القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر من الناقدين الأشداء للحرب في أفغانستان.

وتحدث الرئيس عن رحيل كامل للقوات الأمريكية من أفغانستان. وقال جمهوري قريب من البيت الأبيض “لو لم يسحب القوات من أفغانستان الآن، فأي من التحركات التي يقوم بها الآن لا معنى لها” و”يريد أنصار الرئيس منه إحضار الجنود إلى أمريكا والناس مستعدون أكثر من أي وقت مضى، ولن يكون هناك أي تتويج لإرث الرئيس أكثر من كونه الرجل الذي أنهى أطول حرب خاضتها أمريكا”. وانتقدت جين بساكي، المتحدثة باسم بايدن عزل إسبر، حيث قالت: “إنه أمر مثير للقلق رؤية الاضطراب، لأنه يجب عدم تسييس الجيش”.

وعبّر خبراء الأمن القومي عن قلقهم من مسؤول صغير في البنتاغون تم ترفيعه لمنصب القائم بأعمال الرئيس لكي يشرف على عملية سحب القوات من أفغانستان ضمن مدة زمنية ضيقة، وضغوط سياسية في منطقة غير مستقرة.

وقالوا إن سيرة ميلر المدني غير قوية في مجال القيادة. وقالوا إن ترامب ملأ المناصب الشاغرة بعدد من الموالين له، مثل العقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريغر الذي يشارك بالتعليق في فوكس نيوز.

وقال زاخيم: “إنه يلاحق قائمة من أعدائه ويجلد أي شخص أغضبه أو يعتقد أنه تجاوزه. ويستطيع من خلال طرد هؤلاء مكافأة الأنصار الصاغرين وترفيع غير المؤهلين”.

وفي وكالة “سي آي إيه” يتحدث حلفاء الرئيس عن إجبار هاسبل على الخروج مع أن هناك نقاشا يجري خلف الأبواب بشأن مصيرها. ويدعو الجمهوريون المقربون من البيت الأبيض بمن فيهم نجل الرئيس دونالد ترامب جونيور إلى طردها. ويتهمون هاسبل بمنع نشر وثيقة “قنبلة” تثبت زيف التحقيق الروسي.

ويرفض السناتور الجمهوري عن تكساس جون كورنين الكشف عن الوثيقة؛ لأنها ستفضح طريقة جمع المعلومات الأمنية التي تقوم بها الولايات المتحدة. وكتب في تغريدة: “يجب عدم تحويل الاستخبارات لشأن حزبي” و”هي ليست عن التلاعب، ولكن الحفاظ على حيادية ولا حزبية المعلومات الضرورية لمساعدة صناع القرار لكي يتمكنوا من حماية أمريكا”.

لكن الكشف عن المواد يعتبر شأنا شخصيا بالنسبة لأنصار وحلفاء ترامب الذين تأثرت حياتهم وتعرضت للخطر بسبب تحقيق استمر ثلاثة أعوام. وقال جون دود، المحامي الأبرز في التحقيق الخاص: “الضرر البالغ الذي حصل على الثقة العامة وإساءة استخدام السلطة وإفساد نظامنا الجنائي بسبب التحقيق الروسي الزائف يقتضي كل التوضيح الذي نستطيع الحصول عليه ويتجاوز عملية الكشف عن مواد استخباراتية”.

ويقول نقاد الحزب الجمهوري، إن عزل هاسبل سيكون قرارا سياسيا سيئا وضربة للحزب الجمهوري الذي يحتاج إلى استعادة الثقة في انتخابات جورجيا التي ستقرر ميزان القوة في مجلس الشيوخ.

وقال كريستوفر كيربس، أحد أهم المسؤولين في مجال الحرب الإلكترونية، إنه لا يستبعد الطرد من البيت الأبيض. وهناك تقارير عن استقالة موظفين في وكالة الأمن الإلكتروني أو يجبرون على الإستقالة.

وخصص كيربس وفريقه صفحة لمواجه حرب التضليل حول الانتخابات بما في ذلك مزاعم سرقتها. وفي الأسبوع الماضي أصدرت الوكالة بيانا قالت فيه إنه لا توجد أدلة حول حذف في النظام الانتخابي أو خسارة أصوات أو تغييرها أو تم اختراقها بأي طريقة.

ذا هيل