Date : 19,03,2024, Time : 12:15:23 PM
2291 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 12 ربيع الأول 1442هـ - 29 أكتوبر 2020م 06:38 م

الأردن: تكنوقراط مرتاب وبيروقراط يتلاوم… أيهما يغير بسرعة… النهج الاقتصادي أم الصحي؟

الأردن: تكنوقراط مرتاب وبيروقراط يتلاوم… أيهما يغير بسرعة… النهج الاقتصادي أم الصحي؟

حى بي سي نيوز :- ترتفع الأصوات داخل غرفة خلية العمليات الأردنية باتجاه الدعوة مجدداً إلى قدر من الإغلاق وتمديد الحظر الشامل مقابل مواجهة تفشي الفايروس كورونا الذي أصبح بمثابة التحدي المؤرق للمؤسسات الأردنية، خصوصاً بعدما وعد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، علناً، بقرارات جريئة ومتوازنة تمنح صحة المواطن الأولوية لكنها لا تجازف بالاقتصاد.
لا يمكن عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد تحديداً معرفة الطريقة التي سيتفاهم بها أركان المطبخ الوزاري الحالي اقتصادياً على الأقل خلال المرحلة المقبلة.
في الاجتماعات الأولية التي يقودها الرجل الثاني في الحكومة نائب رئيس الوزراء الدكتور أمية طوقان، ثمة حديث كلاسيكي مكرر عن تحديات ينبغي أن تتحول إلى فرصة، وعن ضرورة تغيير «النهج» الاقتصادي، تفاعلاً مع المستجدات ليس الوبائية فقط. وعملياً، لا أحد يفكك مثل هذه العبارات، والجميع يسأل: ما الذي يعنيه التحدث عن نهج اقتصادي جديد في لغة مكررة عبر كل الحكومات؟

بكل حال، ليس مطلوباً من الوزير طوقان ما لا يعلم عنه، فوجوده على رأس الفريق الاقتصادي يهدف أصلاً إلى طمأنة القطاع المالي والنقدي وطمأنة القطاع الخاص، لكن الحديث يكثر في الحالة النخبوية عن تغيير النهج الاقتصادي دون تغييره فعلاً على أرض الواقع وعلى أساس شراكات حقيقية ومنتجة مع مؤسسات القطاع الأهلي والخاص.

وفي الوقت الذي يكثر فيه رموز الحكومة من التحدث عن خطط اقتصادية لا تنفذ في النتيجة، يكتشف القوم بأن التحدي الأخطر مرحلياً هو النهج الصحي وليس الاقتصادي فقط، فوزارة الصحة تتعرض لضغط عنيف على مؤسساتها، وصندوق النقد الدولي يصر من جانبه دوماً على أن مخصصات الرعاية الصحية في الميزانية الأردنية تتميز، مثل الإعفاءات الضريبية، بالسخاء المبالغ فيه.
يحذر التكنوقراط والبيروقراط من أبناء الدولة الأردنية من الاستسلام للنظريات المعلبة التي تتحدث عن سخاء أبوي في الرعاية الصحية، لأن البديل سيكون دوماً نهجاً صحياً جديداً عنوانه تفكيك رعاية الدولة في الواقع الصحي، وبالتالي زيادة العبء على المواطن.
يبرر ذلك الحيرة التي تلازم اليوم مسؤولي القطاع الصحي والقطاع الفايروسي، فأرقام الإصابات والوفيات تزيد بعد التفشي، والتحديات كبيرة، والمال قليل، وأطقم البيروقراط الصحي باتت تلاحظ، ثم تلت بعضها بعضاً تتبادل الاتهامات، والمفروض من وزير الصحة الجديد الهادئ والخبير والمتزن، الدكتور نذير عبيدات، أن يعمل بكفاءة عالية وسط تعقيدات تركة ثقيلة تركت له.
يكتشف الفرقاء اليوم بأن النهج الصحي الذي كانت تتحدث عنه الحكومة السابقة برئاسة الدكتور عمر الرزاز هو على الورق فقط وفي سياق التعبيرات اللفظية لوزير الصحة السابق الدكتور سعد جابر، وقد فضحت عملية تبادل اللوم بين أركان البيروقراط الصحي هذه المسألة.
ويسأل الجميع:.. ما الذي كانت تفعله وتقوله مصفوفات الرزاز وبروتوكولات جابر في الماضي القريب؟ طبعاً، لا توجد إجابة؛ لأنه وببساطة لا توجد عواقب للوعود اللفظية في عمق المؤسسة الأردنية البيروقراطية. فالطاقم الجديد في الوزارة يتحدث اليوم -بعد 8 أشهر من الاشتباك مع الفايروس كورونا ووصول الإصابات إلى أرقام مقلقة والوفيات إلى مستويات مرعبة للمجتمع- عن إقامة مستشفيات ميدانية وشراكات مع مستشفيات القطاع الخاص، وعن توسيع قدرات المشافي الاستيعابية، وعن تحديث في عمل لجان الاستقصاء الوبائي المرهقة جداً.
إذا كانت الحكومة الحالية وبعد 8 أشهر تقول بأنها وضعت خطة لكي تبدأ بذلك، فلا أحد يريد أن يسأل عن تعبيرات لفظية مماثلة أطلقها مسؤولون في الصحة وغيرها في الحكومة السابقة.
قد يندرج الأمر المتعلق بالنهج الصحي الغامض على ما يسمى بحزمة التزويد أو على تلك الأرقام التي انطوت على قدر من التضليل في ملف الأمن الغذائي، أو حتى على ملفات الزراعة والإنتاج الزراعي، حيث لا ضمانات من أي نوع تفيد بأن ما كانت تستهلكه الحكومة السابقة لأغراض الإعلام وجد طريقه للنفاذ في الواقع، كما يرجح -زراعياً على الأقل- الخبير المختص والمزارع كمال الساري.
ويعرف وزراء اليوم بأن زملاءهم في الأمس كانوا «لفظيين» أكثر من أي شيء آخر. ويعرف كبار المسؤولين وصغارهم بأن الشارع الأردني لم تعد تنطلي عليه حيلة الحديث الآن وبعد 8 أشهر وبصورة مكررة عن مستشفيات وخيم ميدانية لأغراض كورونا، وتوسيع قدرات الاستيعاب.. فكل تلك خطوات كان الرأي العام تحت انطباع أنها حصلت أصلاً أو تكاد تحصل؛ لأنها موجودة على الورق ونوقشت في غرف العمليات، لا بل تقرر بعضها في لجان القرار دون أن ينجز.
لذلك، تعلق حكومة الأردن مجدداً أمام الثنائية الاستقطابية الحادة بعنوان الصحة والفايروس من جهة، والكلفة الاقتصادية من جهة أخرى. وما يتضح عليه الأمر، للأسف، حتى اللحظة، هو الحراك عبر الارتجال والعشوائية وعدم وجود خطة في الماضي على المستوى الحكومي مقابل التزام من الحكومة الجديدة بوضع خطط واستراتيجيات واقعية، حتى وإن كانت مؤلمة.
مرة أخرى، في ثنائية الصحة والاقتصاد تخسر الإنتاجية ويخسر الإنجاز وتتراجع أنظمة المراقبة، فيما تصمد وتكسب تلك المعلبات التي تريد الهرب من التحدي والمشكلة بالإغلاق والحظر فقط.
حتى اللحظة، نخبوياً، لا أحد يعرف كيف تخسر الإنتاجية عدة جولات في ظرف استثنائي له علاقة بتحديات على مستوى الدولة وليس الحكومة، ثم تصمد معلبات كلاسيكية لا معنى لها من أي نوع، مثل توزيع الحقائب الوزارية بناء على المحاصصة البغيضة، ومثل الاهتمام بهندسة الانتخابات المقبلة، وحصرياً بالحد من نفوذ الإسلاميين والمعارضين، مع أن معسكر الولاء والانتماء إياه لم يقدم شيئاً يمكن التحدث عنه للوطن أو للدولة أو للشعب، والنظام خلافاً لأنه في كثير من المفاصل عبء صريح ومباشر.
تلك حكاية بيروقراطية وسياسية أردنية أسرارها بغيضه ونتائجها مكلفة، لكنها صامدة. والأغرب أنها تصمد حتى في زمن الفايروس كورونا، مع أن الرؤية المرجعية الملكية، وبالنص الصريح وعدة مرات، أمرت بإجراءات استثنائية على مستوى التحدي الاستثنائي.

المصدر : بسام البدارين - القدس العربي 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد