تدهور خطير على حالة الأسير الأخرس في اليوم الـ94 للمعركة.. وقائمة المضربين ضد الاعتقال الإداري ترتفع

جي بي سي نيوز:- يواصل الأسير ماهر الأخرس معركته في الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الـ94 على التوالي، رغم تدهور وضعه الصحي، في الوقت الذي يمضي فيه ثلاثة أسرى آخرين في المعركة، من بينهم الناشط في المقاومة الشعبية ضد الاستيطان محمد زعبر الذي دخل إضرابه يومه التاسع، للمطالبة بإنهاء اعتقالهم الإداري.

ورغم اعتلاء جسد الأسير الأخرس (49 عاما) المرض، والمخاوف من توقف أعضاء جسده الحيوية، إلا أنه لا يزال يصر على الاستمرار في المعركة حتى انتزاع قرار من الاحتلال بإطلاق سراحه الفوري.

ومع ازدياد وضعه الصحي خطورة، قامت محامية الأسير الأخرس، ليل الثلاثاء، بتقديم التماس عاجل لمحكمة الاحتلال للإفراج عنه من مشفى “كابلان” الإسرائيلي، ونقله إلى أحد المشافي الفلسطينية لتدهور وضعه الصحي.

وسبق وأن قدمت المحامية عدة التماسات مماثلة في أوقات سابقة، لكنها قوبلت برفض من تلك المحكمة الإسرائيلية، التي أبقت على اعتقاله حتى انتهاء مدته الحالية يوم 26 من الشهر القادم، دون أي إقرار رسمي بعدم تمديد الاعتقال ، وفق "القدس العربي" .

ويقول حسن عبد ربه، المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الوضع الصحي للأسير الأخرس خطير للغاية، وإنه يعاني من إعياء وإجهاد شديدين، وبدأ يشعر بألم في قلبه، إضافة لآلام جسدية، وتأثرت لديه حاستا الشم والتذوق، وجدد التحذير بأنه قد يتعرض لانتكاسة مفاجئة في أحد أعضائه الحيوية، نظرًا لنقص نسبة الأملاح والسوائل لديه، حيث لا يزال يرفض الحصول على المحاليل والمدعمات.

ولفت عبد ربه إلى أن الأخرس تعرض الجمعة الماضي لفقدان الوعي لـ3 ساعات، بعد أن اقتحم السجانون غرفته في مستشفى “كابلان” الإسرائيلي، ونقلوه لغرفة أخرى، مؤكدًا أن الاحتلال يصر على عدم إخراجه من المستشفى حتى الساعة، والإبقاء عليه محتجزًا وعدم نقله لمشافي الضفة الغربية، حيث تبقي سلطات الاحتلال عليه بناء على قرار عسكري، لافتا إلى وجود جهود مستمرة على الصعيد القانوني والسياسي، وهناك تواصل مع برلمانات العالم، إضافة للضغط الجماهيري؛ بهدف إنقاذ حياته.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر إن إدارة سجون الاحتلال تستخدم “الحرب النفسية” ضد الأسير الأخرس، وإن اسمه وإضرابه ذكرا خلال تقديم فلسطين تقريرها الإثنين لمجلس الأمن، وطالب مندوب فلسطين مجلس الأمن بالتدخل للإفراج عن الأخرس، وأضاف: “الأخرس يعبر عن إرادة 350 أسيرا إداريا معتقلا وعن إرادة شعبنا الفلسطيني، التي لا يمكن أن تنهزم”، وتابع: “الأخرس سينتصر في معركته مع السجان”.

رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين: الاحتلال يستخدم الحرب النفسية ضده

وإسنادا للأسير الأخرس، تواصلت عملية إطلاق “البالونات المتفجرة”، من شرق قطاع غزة باتجاه مستوطنات إسرائيلية قريبة من الحدود، بسبب استمرار الاحتلال رفض إطلاق سراحه، كما تواصلت الوقفات الاحتجاجية أمام مقرات لجان الصليب الأحمر في المناطق الفلسطينية، حيث حمل المشاركون إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.

وليل الثلاثاء شارك العشرات من المتظاهرين، في فعالية إسنادية أمام مستشفى “كابلان” داخل أراضي عام 48، وذلك بدعوة من لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، رفعوا خلالها لافتات منددة بسياسة الاعتقال الإداري وشعارات داعمة للأسير الأخرس، كما رفعوا أعلاما فلسطينية، رغم محاولات شرطة الاحتلال إنزال الأعلام.

وقد اعتقل الأخرس في يوليو الماضي، وجرى نقله بعد اعتقاله إلى معتقل “حوارة” وفيه شرع بإضرابه المفتوح عن الطعام، ونقل لاحقا إلى سجن “عوفر”، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر وثبتت المحكمة أمر الاعتقال لاحقا، وقد استمر احتجازه في سجن “عوفر” إلى أن تدهور وضعه الصحي مع مرور الوقت، ونقلته إدارة سجون الاحتلال إلى سجن “عيادة الرملة”، ومن ثم إلى أن نُقل إلى مستشفى “كابلان” الإسرائيلي.

ولا يزال القضاء الإسرائيلي الذي تتوجه إليه محامية الأسير يرفض إطلاق سراحه رغم خطورة وضعه الصحي، وقد نص قرار أخير على إبقائه في الاعتقال الإداري حتى انتهاء محكوميته الحالية، لكن الأسير الأخرس لم يتلق أي ضمانات لعدم تمديد الاعتقال من جديد.

وعلى خطى تحدي السجان، وقرارات الاعتقال الإداري، لا يزال الأسير محمد أحمد زغير (33 عاما) من الخليل، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم التاسع على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري، وهذا الأسير هو ناشط ضد الاستيطان الإسرائيلي، يقبع منذ نهاية الأسبوع المنصرم في زنازين سجن “النقب الصحراوي”، حيث نقلته إدارة السجون إلى الزنازين الانفرادية، عقب إعلانه الإضراب عن الطعام.

كما دخل يوم 20 من الشهر الجاري الأسير محمود السعدي في الإضراب، وتلاه بيوم واحد الأسير باسل يعقوب، رفضا لاعتقالهم الإداري أيضا.

وفي السياق، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن سلطات السجون قامت بالتنكيل بالأسرى في سجن “ريمون” الإسرائيلي، بعد اقتحام عدة أقسام، حيث أطلق جنود الاحتلال الأعيرة المطاطية تجاه الأسرى، ما خلق توترا في السجن.