السينما الفلسطينية تتحدى الحصار وأمين نايفة يفوز بجائزة “مينا مسعود” في مهرجان الجونة السينمائي

جي بي سي نيوز:- ما زالت السينما الفلسطينية قادرة علي إبهار الجميع رغم التحديات الكثيرة التي تواجهها، وما زال السينمائيون الفلسطينيون يواجهون الاحتلال والحصار ويقدمون أفلاما قادرة على المنافسة في المحافل السينمائية.

حيث فاز المخرج الفلسطيني أمين نايفة بجائزة مؤسسة مينا مسعود الخيرية، وهي مؤسسة خيرية غير هادفة للربح، تهدف لمساعدة الفنانين من جنسيات مختلفة، حيث تقدم المؤسسة جائزة ضمن فعاليات مهرجان الجونة بشكل سنوي، وـعلن مينا مسعود عن الجائزة من خلال رسالة مصورة، وهو مخرج فيلم “200 متر” الذي عرض ضمن فعاليات المهرجان.

وهو إنتاج مشترك بين فلسطين، الأردن، إيطاليا، السويد، وهو العمل الذي ينافس علي جوائز الأفلام الطويلة للمهرجان. ويحكي الفيلم قصة مصطفى وزوجته، القادمين من قريتين فلسطينيتين يفصل بينهما جدار عازل، رغم أن المسافة بينهما 200 متر فقط، وتفرض ظروف معيشتهما غير الاعتيادية تحديا لزواجهما، وعندما يمرض ابنهما، يهرع مصطفى لعبور الحاجز الأمني لكنه يُمنع من الدخول، وهنا تتحول رحلة الـ200 متر إلى “أوديسا” مُفزعة، وشارك الفيلم كمشروع في منطلق الجونة في مرحلة التطوير في الدورة الافتتاحية لمهرجان الجونة السينمائي، حيث فاز بجائزة مينتور ـرابيا لتمكين الشباب والأطفال.

وتواصلت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي لليوم الثالث. حيث عقد لقاء مفتوح بعنوان “حوار مع علي فازال” في افتتاح فعاليات منصة الجونة، وتحدث نجم بولييود علي فازال في الحوار الذي أدارته بشرى، ورامان تشاولا، مستشار المهرجان عن كواليس عمله في السينما الأمريكية، ومع جودي دانش في فيلم إليزابيث أند عبدول وفيلمه الجديد جريمة على النيل.

وقال علي فازال إنه سعيد بالعمل في الفيلم وأن المخرج ممثل بالأساس وهو ما جعل أداءه في العمل يتدفق بسلاسة، وأنه عقد جلسات عمل وورش للتحضير للفيلم.

وأشار فازال إلى أنه يعتبر نفسه محظوظا بالعمل في الجزء السابع من fast and furious، وأنه صوّر لنفسه فيديو بهاتفه من أجل كاستنغ فيلم عبدول، وبعد 25 يوما اتصلوا به وأخبروه باختياره لبطولة العمل، مشيرا إلي أن جودي دانش كانت كريمة معه، وأنه قدم شخصية عبدول من خياله لأنه لا يوجد تفاصيل كثيرة عن الشخصية الحقيقة، حيث تم محو كل المعلومات عنه، لكنه قرأ خطابات الملكة التي كانت ترسلها لعبدول وكانت تؤكد علي أن علاقتهما هي علاقة روحية وراقية.

وأضاف فازال أنه لم يشاهد أفلام السينما مصرية، ولكنه يعرف جيدا النجم المصري العالمي الراحل عمرو الشريف، وأنه يتطلع للعمل في السينما المصرية، ولمشاهدة أعمال سينمائية مصرية ويتعرف أكثر عن عالم السينما في مصر، خاصة وأن مصر فيها الكثير من الأماكن الرائعة التي يمكن التصوير بها.

وحول دعمه للمرأة وقضاياها، قال فازال إن والدته كانت نسوية بالمعني المعروف حاليا، وأنها كانت ملهمة له في مجال دعم المرأة وقضاياها، وأن خطيبته ريشا تشادا تساعده في ذلك، خاصة وأنها هي أيضا مثال على المرأة القوية.

كما شهد يوم الأحد، حلقة نقاش المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومؤسسة ساويرس تحت عنوان “الأطفال مهمون” وأدارته الإعلامية الشهيرة ريا أبي راشد، بمشاركة كل من كريم أتاسي ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر وجامعة الدول العربية، والسفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، والمهندسة نورا سليم المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والممثلة الشهيرة كندة علوش إضافة إلى مشاركة افتراضية للمخرجة اللبنانية نادين لبكي.

وقالت هيفاء أبو غزالة إن جامعة الدول العربية تعمل جاهدة لوضع خطة شاملة لتأهيل الأطفال اللاجئين بالإضافة إلى العمل على برلمان للأطفال ليتم تدريبهم على العملية الديمقراطية.

من ناحيته، أشار كريم أتاسي إلى أن “منطقتنا العربية تضم أكبر عدد لاجئين في العالم” وخص بالذكر مصر التي تضم أكثر من 85 ألف طفل لاجئ من بينهم 4 آلاف طفل أتوا لمصر بدون ذويهم، وهم أصعب الحالات لأنهم فقدوا كل شيء الأهل و الوطن.

وأضافت المهندسة نورا سليم أن 80% من السيدات المتزوجات يتعرضن للعنف البدني من قبل أزواجهن، وهذه نسبة كبيرة ومقلقة، لأن العنف ضد المرأة في نفس أهمية العنف ضد الطفل، كونه يؤدي إلى تفكك أسري. وقالت إن مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية تتعاون مع عديد من الجامعات الأهلية لتقديم الدعم النفسي عن طريق أخصائيين، منادية بحق الطفل في اللعب والأمان.

وشددت الفنانة كندة علوش على أهمية استخدام منابر التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول قضية اللاجئين، مطالبة الأمم المتحدة بنشر فكرة العمل التطوعي خاصة وسط الأجيال المقبلة.

ختمت حلقة النقاش المخرجة نادين لبكي التي شددت علي أهمية دور السينما في تسليط الضوء على قضية العنف ضد الطفل.

الجدير بالذكر أنه تم توقيع اتفاقية تعاون بين مهرجان الجونة السينمائي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك للدفاع عن اللاجئين في مصر. حيث يسعى مهرجان الجونة السينمائي للنهوض بعمل المفوضية والدعوة للاجئين في مصر والعالم من خلال مختلف الخدمات والمنصات وحلقات النقاش التي يقدمها المهرجان.

وعقدت على هامش فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان ندوة خاصة عن راویات رابطة شقیقات في حب السينما، بحضور مؤسسي الرابطة، المخرجة الجزائرية لينا سويلم، والمخرجة المصرية كوثر يونس والمخرجة الفلسطينية الأردنية دينا ناصر، ودوروثي میریام كلو، صحافیة جزائریة فرنسية، تحدثن فيها حول أهداف الرابطة.

وقالت المخرجة دينا ناصر إن مشاركتهن في مهرجان الجونة هي الأولى، وأنهن سعيدات بالتعريف عن أنفسهن ونشاطهن. وأضافت: “نحن 9 مخرجات روايات أفلام التسجيلية في الوطن العربي نساعد بعضنا لإنتاج 9 أفلام ونتطلع لأن تكون تجاربنا ذات مواضيع جديدة ورؤية مختلفة، واليوم نحنا هنا لنقدم ونطرح أنفسنا ونخبر المختصين بصناعة السينما أننا موجودات”.

وتابعت: “بالنسبة للخطوات القادمة، فقد توقفت بسبب كورونا، لكننا نتكلم مع بعضنا ونساند بعضنا، والآن نقوم بتدشين موقعنا الإلكتروني ونعمل على السيناريوهات القادمة، والرابطة سيكون لها موقع إلكتروني قريبا، ومن خلال استمارة مشاركة يمكن لصناعات السينما في الوطن العربي الانضمام لنا، ومن يحتاج إلى مساعدتنا أو حتى من يريد طرح أفكار جديدة سيستطيع التواصل معنا”.

المخرجة الجزائرية لينا سويلم أكدت على أنها محظوظة بعرض أول أفلامها “جزائرهم” في مسابقة الأفلام التسجيلية لمهرجان الجونة، قائلة: “كنت أواجه مشاكل في التواصل مع المهرجانات أو اختيار الأفضل بالنسبة لإرسال أفلامي وكان ينقصنا بعض الخبرة في التواصل مع صناع السينما الآخرين في العالم العربي، وهذا ما ستساعد فيه الرابطة التواصل مع بعضنا البعض، وتوافر المعلومات في مكان يمكننا الوصول إليه”.

المخرجة المصرية كوثر يونس قالت إن مبادرة “راویات” تجمع صانعات أفلام من مختلف أقطار الشرق الأوسط وشمال افریقیا ودول المهجر، بهدف خلق مشهد جديد على مستوي المنطقة وخارجه، والهدف أن تولد مساحات للتواصل والدعم والرعایة للأصوات السینمائیة النسائیة الجدیدة والمترسخة بالفعل، لخلق صناعة أكثر إبداعا.

وأضافت كوثر: “نحن مجموعة مستقلة لا نتبع جهة محددة فكل بلد بها قوانين وقواعد ومن المبكر الحديث مع الحكومات عن نشاطنا، كلنا مستقلون ولذلك قمنا بتدشين الرابطة لتسهيل الحياة، كل فيلم له قوام خاص، لكن إذا نظرتِ ستجدين شيئا متشابها وليس لدينا دعم من أي جهة حكومية، نحن لا نبحث عن مخرجات في كل بلد، فنحن مجموعة أسسنا شيئا ونرغب طبعا بانضمام مخرجات لنا، وهناك مخرجات مصريات وعربيات يعرفن عن المشروع، لكن لا يستطعن المساعدة إلا عندما يكون لدينا كيان قائم بالفعل”.

واختمت المخرجة دوروثي میریام كلو، الحديث قائلة: لم نفكر في دعم فيلم بعينه ولكن نفكر كصناع فيلم لفتح طريق وتقديم تسهيلات أو معلومات، ولازلنا في في مرحلة بناء كيان ، فمثلا نحن كمخرجات نحتاج إلي تمويل و ددعم قوي من مكان آخر لنذهب إلي المهرجانات وكثيرا ما نجد صعوبة ولا نعرف كيف نجد الأشخاص التي تساعدنا ، ووجودنا كمخرجات عربيات في المنطقة مهم وليس لدينا حاليا غير مهرجان الجونة وهذا شيء جيد بالنسبة لنا لوجودنا للتعريف عنا، نحن بحاجة إلي وجود أساس لنا في المنطقة العربية؛ وسيكون لدينا شراكات وحضور آخر لنا في مهرجانات أخري، وهذا أول اجتماع لنا، نحن في مرحلة التعريف عن أنفسنا، فمجتمعنا ينظر إلي النساء كأقلية ومن خلال الرابطة نحاول أن نتعامل مع هذا المنظور، ونحاول أن نتواجد بطريقتنا للتعبير عن أنفسنا.