Date : 29,03,2024, Time : 11:31:25 AM
4351 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 07 ربيع الأول 1442هـ - 24 أكتوبر 2020م 01:15 ص

الخيار الذي حصرت إيران فيه نفسها

الخيار الذي حصرت إيران فيه نفسها
خيرالله خيرالله

في ظلّ اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من تشرين الثاني – نوفمبر المقبل، يبدو الرهان الإيراني على تغيير كبير في واشنطن قائما أكثر من أيّ وقت. ليس ما يوحي بوجود خيار آخر لدى “الجمهورية الإسلامية” التي اكتشفت أخيرا مدى فعاليّة العقوبات الأميركية، خصوصا عندما تكون هناك إدارة جدّية تعرف تماما كيف تستخدم هذه العقوبات.

تبدو إيران بصدد تقديم أوراق اعتمادها إلى إدارة ديمقراطية، لم تبصر النور بعد، برئاسة جو بايدن مستخدمة العصا والجزرة في الوقت ذاته. العصا في العراق واليمن والجزرة في لبنان. تقوم بعراضات في بغداد وترسل سفيرا إلى دولة الحوثيين في صنعاء.. وتوفّر ضوءا أخضر لـ”حزب الله” كي يسمح بمفاوضات لبنانية – إسرائيلية في شأن الحدود البحرية.

كانت لافتة في الأيّام القليلة الماضية تلك الهجمة الإيرانية في العراق. كانت هجمة على كلّ الجبهات استهدفت تأكيد أن القرار العراقي في طهران وليس في أي مكان آخر وأن بغداد تحت السيطرة الكاملة لـ”الجمهورية الإسلامية”.

لذلك، استهدف “الحشد الشعبي”، الذي ليس سوى تكتل للميليشيات المذهبية العراقية التابعة لإيران، مقرا للحزب الديمقراطي الكردستاني. لم يكتف “الحشد” بالعبث بالمقر، بل رفع علم “الحشد” عليه. تبدو الرسالة واضحة كلّ الوضوح. ممنوع أن تكون في بغداد قوة مهيمنة غير قوّة “الحشد”، الذي يعتبر الممثل الشرعي لإيران وتجربتها المرتكزة على “الحرس الثوري”، أداة “المرشد” في السيطرة، عبر شركاته وعسكره، على الاقتصاد الإيراني وبالتالي على القرار السياسي.

كلّ الأمور الأخرى في إيران ليست سوى تفاصيل، بما في ذلك الانتخابات التشريعية أو انتخاب رئيس للجمهورية مرّة كلّ أربع سنوات.

لم تكتف إيران بإبداء رغبتها في إخراج الأكراد من بغداد سياسيا، بل أرسلت في الوقت ذاته رسالة واضحة أخرى إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. فحوى الرسالة أن اتفاق سنجار الذي عقده مع الأكراد غير مقبول إيرانيا، وعندما يتعلّق الأمر بقرارات كبيرة في مستوى اتفاق سنجار بين الحكومة العراقية والقيادة الكردية في أربيل، لا بدّ من العودة إلى طهران.

لم تقتصر الهجمة الإيرانية على الوجود الكردي في بغداد. تعدّت ذلك إلى تهديد مقرات البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك السفارة الأميركية، في “المنطقة الخضراء” في العاصمة. أحرج ذلك حكومة مصطفى الكاظمي التي باتت تجد أمامها في كلّ وقت “عناصر غير منضبطة”، تنتمي إلى “الحشد الشعبي” من دون أن تنتمي إليه. هناك مجموعات مسلّحة مستعدة لقصف أهداف أميركية في العراق وذلك بغية تأكيد الحضور الإيراني. أكثر من ذلك، جاءت المجزرة التي وقعت في محافظة صلاح الدين ذات الأكثرية السنّية لتعطي فكرة عن تمدّد “الحشد” في كلّ أنحاء العراق وقدرته على فرض الأمن على طريقته في كلّ محافظة من المحافظات العراقية بغض النظر عن تركيبتها السكانية.

في اليمن، كان تبادل للأسرى بين الحوثيين (أنصار الله) و”الشرعية”، التي على رأسها رئيس انتقالي اسمه عبدربّه منصور هادي، دليلا على وجود كيانين سياسيين في هذا البلد. أحد الكيانين تابع لإيران، يسيطر على صنعاء ومحيطها وعلى الحديدة ومينائها وعلى جزء من تعز، وهو في غاية التماسك. أمّا الكيان الآخر، فهو كيان مضعضع مخترق من الإخوان المسلمين لا مكان له حتّى في عدن التي كان يفترض أن تكون عاصمة مؤقتة لليمن في ظلّ إمساك الحوثيين بصنعاء. فوق ذلك كلّه، أرسلت إيران سفيرا إلى صنعاء يدعى حسن إيرلو. سيقدّم إيرلو، المعروف بأنه من “الحرس الثوري” ومن “فيلق القدس” تحديدا، أوراق اعتماده إلى من يعتبره الحوثيون رئيسا للدولة، أي لمهدي المشّاط بصفة كونه “رئيس المجلس السياسي الأعلى”.

تستخدم إيران العصا في العراق واليمن، فيما تكشف في لبنان وجها آخر يتمثّل في المفاوضات مع إسرائيل. صحيح أنّه لا يمكن الفصل بين ما يجري في لبنان وبين الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي يعاني منه البلد، وهو انهيار زاد طينه بلّة بعد تفجير مرفأ بيروت، لكن الصحيح أيضا أنّ قرار الذهاب إلى التفاوض مع إسرائيل لم يكن ممكنا لو لم تدفع إيران في اتجاهه. أظهرت إيران بكلّ بساطة أن “الثنائي الشيعي” في لبنان يستطيع القيام مقام كلّ لبنان، وأنّه الطرف الوحيد القادر على الذهاب إلى مفاوضات مع إسرائيل بغطاء منها وليس من أيّ طرف آخر عربي أو غير عربي.إلى أي حدّ تبدو الحسابات الإيرانية في محلّها؟ قبل كلّ شيء، هل هناك ما يضمن هزيمة دونالد ترامب أمام جو بايدن؟ لم يفقد ترامب نهائيا الأمل في التغلّب على بايدن. هناك سؤال آخر لا يقلّ أهمّية. حتّى لو فاز جو بايدن، هل ستعود أيّام باراك أوباما الذي اعتبر أن الملفّ النووي الإيراني يختزل كلّ مشاكل الشرق الأوسط وأزماته؟

ما يغيب عن إيران في كلّ حساباتها أنّ عالم ما بعد هبوط سعر برميل النفط ووباء كورونا تغيّر وأن الخليج العربي نفسه تغيّر. ما لم يتغيّر هو موقف الكونغرس الأميركي منها ومن العقوبات التي أقرّت في عهد دونالد ترامب. كذلك، لم يتغيّر نفوذ إسرائيل في الكونغرس.

لا شكّ أن لعبة العصا والجزرة التي تمارسها إيران حاليا في غاية الذكاء والدهاء. ما يمكن أن يعطلها ويجعل منها غير ذات فائدة كونها لعبة قديمة في عالم تغيّر. ترفض إيران الاعتراف بأن العراق نفسه تغيّر، بمن في ذلك شيعة العراق الذين تبدّل موقف أكثريتهم منها ومن غطرستها!

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد