إيكونوميست: لعبة انتظار في الشرق الأوسط وتأجيل للقرارات الكبرى لما بعد الانتخابات
جي بي سي نيوز -- : نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا عن انتظار قادة الشرق الأوسط الانتخابات الأمريكية بترقب أو كما أسمتها “لعبة الانتظار”.
وأشارت إلى أن القرارات الكبيرة معلّقة حتى يقرر الناخب الأمريكي من هو الرئيس المقبل، مع أن المواطنين في الشرق الأوسط عادة ما يتندرون بأن عليهم الحصول على حق التصويت في الانتخابات الأمريكية، ذلك أن الرؤساء الأمريكيين قاموا في فتراتهم بشن حروب وفرض عقوبات ونفذوا خططا أخرى بالمنطقة.
وساكن البيت الأبيض الحالي ليس مختلفا عن أسلافه، فقد جعل من مواجهة إيران عنوانا لاستراتيجيته في المنطقة، وفرض عليها عقوبات مشددة قادت إلى اغتيال وعمليات تخريب وشلل اقتصادي.
ومع قرب الانتخابات الأمريكية، فقد انتهى ذلك النزاع بطريقة غير واضحة. وكل المنطقة تنتظر على ما يبدو القرار الأمريكي. فمن منظور المفاوضات النووية مع إيران، إلى تشكيل الحكومة اللبنانية، وضعت إيران وحلفاؤها القرارات الكبرى جانبا بانتظار تقرير الناخب الأمريكي من يكون الرئيس الجديد، جوزيف بايدن أم دونالد ترامب. وما يهم قادة المنطقة هو الشخص المنتخب وليس العملية الانتخابية.
ووصل ترامب إلى البيت الأبيض متعهدا بالخروج من الاتفاقية النووية الموقعة بين إيران والدول الكبرى عام 2015 والتي تم بموجبها تخفيف العقوبات الاقتصادية، مقابل حد طهران من نشاطاتها النووية.
وخرج ترامب من الاتفاقية النووية بشكل رسمي في 2018، وستنتهي ولايته قبل أن تظهر الآثار القوية للعقوبات الجديدة على إيران، إلا أن قادتها قرروا بدلا من التفاوض معه على اتفاقية نووية أخرى، الانتظار ومعرفة من سيفوز في الانتخابات المقبلة.
ولم يجد القادة في إيران ما يمكن الحديث حوله مع ترامب الذي لم يكن واضحا في مطالبه. بل على العكس، قدّم في لهجته الداعية للحرب الوقودَ الذي تريده المؤسسة الحاكمة في إيران لتغذية المشاعر المعادية لأمريكا. إلا أن طهران حاولت تجنب المواجهة المباشرة مع أمريكا، وفوّضت بدلا من ذلك الجماعات الوكيلة عنها التي استهدف السفارة الأمريكية في بغداد بالمقذوفات الصاروخية. ومنحها هذا غطاء لنفي علاقتها بالهجمات.
ولكن المليشيات التي تم الحد من حريتها لم تخفِ علاقاتها مع طهران. وبعد تهديد وزير الخارجية مايك بومبيو بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد، أعلنت المليشيات عن وقف لإطلاق النار يستمر طوال فترة الانتخابات الأمريكية وربما نهاية العام الجاري.
في لبنان، وبعد ثلاثة أشهر من انفجار بيروت في 4 آب/ أغسطس، لا تزال الحياة السياسية تعاني من الشلل. واستقال رئيس الوزراء حسان دياب بعد الانفجار. وكلف الرئيس ميشال عون الدبلوماسي مصطفى أديب لتشكيل حكومة جديدة في أيلول/ سبتمر. ولكن جهوده فشلت بعدما فرضت أمريكا عقوبات على حزب الله الذي تدعمه إيران ويمارس تأثيرا في الحياة السياسية من خلال الفرع السياسي التابع له.
وخاف السياسيون اللبنانيون من المشاركة في حكومة يسيطر عليها حزب الله. واعتذر أديب تاركا البلاد بحاجة ماسة إلى حكومة تأخذ على عاتقها إنعاش الاقتصاد، لكنها لن تشكل حتى بعد نهاية الانتخابات الأمريكية. كل هذا يعطي انطباعا أن إدارة ترامب خنقت إيران بالعقوبات، وبات حلفاؤها خائفون.
وتقول “إيكونوميست” إن للرئيس ترامب أنصار متحمسون في المنطقة ويتوقعون أربع سنوات أخرى من “أقصى الضغط” على إيران لإعادة تشكيل المنطقة، ويخافون من فوز بايدن الذي قد يفكك ما تم تحقيقه.
لكنهم قد يصابون بخيبة الأمل لأن من سيفوز في تشرين الثاني/ نوفمبر، سيجبر إيران على التفاوض على معاهدة جديدة، فهي لا تستطيع تحمل أربع سنوات أخرى من العزلة.
ولن يحقق أي من المرشحيْن أي تنازلات حول القضايا غير النووية مع إيران. فدعمها للجماعات المسلحة في المنطقة ليس ورقة مساومة، بل هو واجب أيديولوجي ويعد جوهر عقيدتها الأمنية. والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي (81 عاما) راغب باستمرار سياساته المتشددة حتى بعد وفاته، وكذا الرجال الخشنون من الحرس الثوري الذين يسيطرون بشكل متزايد على السياسة في إيران.
وفي أماكن أخرى قد لا تعني الانتخابات كثيرا مثل إيران، فرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يريد الحد من تأثير المليشيات المسلحة وبحذر. ولن تغير الضغوط الأمريكية عليه من حساباته.
وفي الوقت الذي يواصل فيه لبنان انزلاقه نحو الفقر وعدم الاستقرار، ستزيد قوة حزب الله وغيره من الجماعات التي ستملأ الفراغ. صحيح أن أمريكا لا تزال حاضرة وبقوة في الشرق الأوسط.. لكن الحزب لديه سياسته أيضا.
القدس العربي
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews