ليس دفاعا عن محمود الخرابشة .. ولكن

استغربت فعلا تلك الضجة التي اثارتها بعض القطاعات النسائية في الاردن ضد اختيار رئيس الوزراء الدكتور الخصاونة للقانوني المخضرم المحامي الدكتور محمود الخرابشة وزير دولة في حكومته ، مع ان الوزراء لا يصبحون وزراء في الاردن الا بارادة ملكية .

واستغربت اكثر كيف ان رفضهن لاختيار الخرابشة جاء على خلفية برنامج حواري لتلفزيون اجنبي زعم فيه البعض بأن الخرابشة وقف فيه ضد المرأة ، مع أن كل من شاهد الفيديو ، وبإمكان الجميع مشاهدته ، لا يتعلق بالمرأة كمرأة بل باتهام وجه للمجتمع الاردني وللأمن الاردني وجد الخرابشة نفسه في مواجهته كالعادة ، وخشي من ان تكون القصة التي اوردتها احدى المشاركات مفبركة فطلب منها توضيح هويتها .

هل في طلب توضيح الهوية عند اتهام المجتمع الاردني بما اتهم به واتهام الأمن يعتبر تعديا على حقوق المرأة ويصبح بموجبه الخرابشة وزيرا ضد المرأة ..

لقد عرف عن الوزير الخرابشة بأنه صوت الاردن في الخارج ، ولا يجب ان ننسى كل المحطات التي وقفها وهو ينافح عن البلد ، ليس بدءا من برنامج الاتجاه المعاكس الذي دافع فيه ببسالة عن الاردن دولة وشعبا ومؤسسات أمام اعتى هجمة شرسة كان يتعرض لها البلد آنذاك ، وتمكن من تصويب الأخطاء والانطباعات ووضع النقاط على الحروف ، وليس انتهاء بعشرات بل مئات اللقاءات والحوارت التي خاضها هذا الأردني النشمي دفاعا عن البلد في البي بي سي والحرة وام بي سي والعربية وكل وكالات الأنباء والقنوات المعروفة ، دون أن يطلب من القطاع النسائي الاردني أو الاردنيات اللواتي اتهمنه بانحيازه ضد المرأة حمدا ولا شكورا لانه كان يعمل للأردن وشعبه سواء اخوته الرجال او اخواته السيدات .

ثم إنني احب ان اذكر كل هؤلاء بأن قوانين انصاف المرأة التي اقرها البرلمان ، كان للخرابشة بصمات مهمة في اقرارها وكان يدافع عند مناقشتها عن حقوق المرأة الاردنية بكل قوة ، سواء خلال شغله موقعا نيابيا على مدار برلمانات أربعة ، أو خلال ترؤسه للجنة القانونية في مجلس النواب ، مما يفند تفنيدا قاطعا اي اتهام له بأنه ضد المرأة وهو الذي كان مرجعا قانونيا للسيدات النواب ، وبإمكان أي متابع مشاهدة جلسات المجلس ليعلم بأن السيدات النواب كن يجلسن الى جواره في الجلسات الرسمية ليتعلمن منه كيف يدافعن عن حقوق المرأة الاردنية بكل قوة .

رجل بهذه المواصفات وهذا التاريخ ، كيف يتم الحكم عليه بأنه ضد المرأة ولم يكن يوما الا مناصرا للمرأة وحقوقها ومدافعا شرسا عن القوانين التي تخصها .

لقد أصبح المحامي الدكتور محمود الخرابشة وزيرا في حكومة الخصاونة ، لأنه يستحق وعن جدارة ، ولأنه بات علما قانونيا اردنيا شامخا يشار اليه بالبنان ، ويكفيه فخرا أنه النائب الاردني الوحيد الذي حصل على شهادة أفضل نائب عربي من قبل الجامعة العربية حيث تسلم شهادته في القاهرة وسط احتفال مهيب " بإمكان القارئ البحث في جوجل " ولما عاد الى عمان احتفل به مجلس النواب الاردني فخرا بهذا النائب الذي رفع اسم الاردن عاليا في جميع برلمانات العرب .. وهنا سؤال : هل تسلم الجامعة العربية شهادة بهذا الحجم لنائب اردني معروف بعداوته للمرأة ، أم أن التقارير التي قدمت للجامعة قالت وبكل ثقة بأنه نائب يقاتل في سبيل حقوق المواطن العربي بجنسيه ، وبأنه يستحق تكريما كهذا ؟؟ .

نعم ، قد يختلف كثيرون مع الخرابشة بل إنني انا شخصيا اختلفت معه اكثر من مرة ودار نقاش ساخن بيننا عدة مرات حول عدة مسائل ومنها قوانين كان يدافع عنها ، ولكن الخلاف لا يفسد للود قضية ، ومن جانب مواز فإن للخرابشة خصوما كثرا بحكم شغله موقعه النيابي وبحكم عمله كمحام ، ولكن أن يحكم على شخصية وطنية اردنية بهذا الحجم من خلال برنامج على قناة اجنبية وتتعالى المطالبات من بعض القطاعات النسائية بسحب الحقيبة الوزارية منه لسبب ظالم وغير مقبول ، فإن لم تكن هذه هي الغرابة بعينها فماذا نسمي ذلك .

لقد عملت كصحفية في البرلمان الاردني اكثر من 20 عاما ، ولم يسبق لي وانا المرأة أن سجلت عليه بأنه يحمل اي نظرة ضد المرأة ، فيا أيتها السيدات الفضليات : كيف تقبلن بأن تظلمن شخصا زورا وبهتانا وأنتن اللواتي تنتفضن ضد الظلم ليلا نهارا؟؟.

موقف غريب عجيب بصراحة مع احترامي للجميع .

المدينة نيوز