نتنياهو يمتطي كورونا آملاً توقف المظاهرات وغير آبه للاقتصاد
جى بي سي نيوز :- قبل يومين على عيد يوم الغفران والصلوات الجماعية استيقظ نتنياهو أمس على عدد مخيف بلغ نحو سبعة آلاف مصاب بكورونا.
لو لم يكن متهماً بالفساد الشديد المستشري في الجهاز القضائي؛ ولو لم يكن زعيماً يقسم الشعب، ويحرض فئة على أخرى: العلمانيين ضد المتدينين، واليمينيين ضد اليساريين، لما شكك أحد في دوافعه، ولطأطأ معظم الإسرائيليين الرؤوس حتى لو أن المستوى المهني (الصحي والمستوى المهني) والاقتصادي يختلفان حول القرار الصعب ويقولون بأن لا حاجة إلى هذا التشديد الكبير. في نهاية المطاف، الموظفون يوصون… والوزراء يبررون… والرئيس يحسم.
ولكن ليس هذا هو الوضع. فدوافع نتنياهو غريبة ومكشوفة إلى درجة الحرج والقلق. وقد جلس وزراء كابنت كورونا ساعات طويلة أمس وأول أمس وناقشوا القيود، عمقها وضرورتها. وحلقت في الفضاء طوال الوقت مسألة المظاهرات، كلما طال النقاش اتضح للحضور إلى أي مدى، “بالكاد ربع المقعد” و”رجال الفضاء” الذين “تروق” مشاهدتهم لأبو يئير، يزعج هؤلاء راحته.
سقط القناع (الشفاف) عن وجه رئيس الحكومة أثناء النقاشات، وكشفت الحقيقة المجردة؛ فمن أجل إبعاد المثيرين للضجة عن محيط المنزل، هو مستعد لأن يلحق بالاقتصاد الجريح النازف ضرراً قدرته وزارة المالية بنحو 35 مليار شيكل. وهو لا يتردد لحظة عندما يكون الخيار إغلاقاً جزئياً “يتنفس” مع مظاهرات، أو إغلاقاً خانقاً وقاتلاً. ليس هذا فحسب، بل أبدى نيته في تقليص حق التظاهر إلى الحد الأدنى حتى بعد انتهاء الإغلاق الشامل.
بيانات وزارة الصحة التي نشرت أمس تسحب البساط من تحت الأكاذيب التي ينشرها نتنياهو ووزراؤه، وتقول تلك البيانات إن المظاهرات في بلفور تؤدي إلى الإصابة المرتفعة بكورونا. ربع الفحوصات الإيجابية كانت في أوساط المجتمع الأصولي.
سواء بسبب (حفلات الزفاف) أو بدونها (الاكتظاظ في المساكن)، فقد عثر على حوالي 12 في المئة في القرى العربية، وأقل من 10 في المئة في أوساط الجمهور العام. الأصوليون والعرب لا يتظاهرون، والدعاية الفعالة التي تطبخها ساكن بلفور وينشرها مساعدوه – في السياسة ووسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية – تؤدي إلى أن الخطاب يتركز طوال أسابيع حول المظاهرات، مع أو بدون صلة بالصلوات.
من المحظور أن تمنع الحكومة المظاهرات الموجهة ضدها. هذه ديكتاتورية. ولكن وبنفس الدرجة مسموح مطالبة المتظاهرين بأخذ راحة والتوقف لمدة ثلاثة أسابيع. التضامن ليس كلمة فظة. مثال جيد حصلنا عليه أمس من الحاخام دافيد يوسف، عضو مجلس حاخامات “شاس”، الذي توسل إلى درجة البكاء من أجل إغلاق الكنس والصلاة في الخارج أو بمجموعات صغيرة.
بقلم: يوسي فيرتر
هآرتس 24/9/2020 ترجمة القدس العربي
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews