اعتقال “حدّاء” شعبي فلسطيني تحدى نتنياهو خلال إحياء حفلة زفاف في الجليل

جي بي سي نيوز:- اعتقلت الشرطة الإسرائيلية فنانا شعبيا فلسطينيا من أراضي 48 وفرضت عليه غرامة بقيمة نحو 1500 دولار لقيامه بإحياء حفلة زفاف جماهيرية بخلاف تعليمات وزارة الصحة الخاصة بكورونا، وغنىّ مهاجما رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو: “سنقيم العرس رغم أنف نتنياهو”.

وبعد اعتقاله فرضت عليه محكمة الصلح في عكا حبسا منزليا لمدة أسبوع بعد تعهده بعدم المشاركة في أعراس تخالف التعليمات الصحية ، وفق "القدس العربي" .

وكان الحداء الشعبي المعروف رفعت الأسدي، ابن بلدة دير الأسد في الجليل، قد أثار جدلا واسعا بظهوره في فيديو انتشر عبر منتديات التواصل الاجتماعي، وهو يحيي عرسا، ويوجه من خلاله رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قائلا: “غصبَن عن نتنياهو العرس بدو يصير..”.

وظهر من حول الأسدي مجموعة من الشباب الذين كانوا يرقصون بحماس في العرس، وبعضهم تحدث إليه. وعقّب الأسدي على ذلك بالقول: “كنت معنيا أن أوصل الكلام إلى نتنياهو شخصيا، بأنه غير معقول أن عرسا فيه 100 شخص حسب تعليمات وزارة الصحة يكون فيه عدوى (كورونا) ومظاهرة أمام بيت نتنياهو فيها 10 آلاف لا يوجد فيها عدوى. أنا مع عدم الإغلاق وأنا مع فتح الأعراس والقاعات، لأن كورونا فيها مد وجزر سياسي كذاب. أنا أطالب الحكومة وعلى رأسها نتنياهو والمسؤولين أن يفتحوا القاعات لأن الناس ماتوا جوعا، شرط أن يكون ذلك حسب تعليمات وزارة الصحة، لأنه يهمني سلامة المواطنين العرب واليهود على حد سواء”.

ورداً على التهم الموجهة إليه فيما يتعلق بتجمهر الكثيرين حوله مما يؤدي بالضرورة للمخالطة وانتشار العدوى، قال الأسدي: “لست مسؤولا عن ذلك. أنا فنان وعندما تتم دعوتي ألبي لأن صاحب العرس يكون قد حجز موعدا ويجب أن أكون وفيا له لأن أهم شيء الصدق والأمانة”. مدعيا أن الأمر لا يكون بإلغاء الأعراس وإنما بإقامتها حسب التعليمات وأن القاعات واسعة ويمكن الحفاظ فيها على التعليمات وأيضا توفير المعقمات”.

وسارع منسق شؤون كورونا في الحكومة الإسرائيلية، بروفيسور روني غمزو لمهاجمة الأسدي، وقال في بيانه: “من أنت حتى تتحدى وتعرّض حياة الناس لخطر الإصابة بكورونا؟ كيف تستهتر بالتعليمات وتساهم في انتشار العدوى في المجتمع العربي؟ مجتمعك أنت.. عائلتك وأقاربك وأصدقائك وجمهورك؟”.

أضاف غمزو أن “ما قمتَ به ليس عملا بطوليا وإنما صفعة بوجه الأطباء والممرضين وجميع الطواقم الطبية التي تبذل كل جهدها لإنقاذ حياة المُصابين بهذا المرض اللعين، يعالجون مئات المرضى نتيجة الأعراس التي تغني أنت فيها يتركون بيوتهم ويعملون على مدار الساعة ويعرضون أنفسهم للخطر من أجلكم.. وأنت تضرب كل هذه الجهود والمساعي التي نبذلها لإنقاذ المجتمع والبلدات العربية كافة من هذا الوباء بعرض الحائط”.

ودعاه لأن “يكون قدوة لهؤلاء الشبان الذين يرقصون حولك في العرس بدلًا من أن تتباهى بما تردده من كلمات لا علاقة لها بصحة الجمهور”.

وتابع: “آن الأوان لأن يؤدي كلٌ منا دوره من موقعه، بما في ذلك الشخصيات الثقافية والاجتماعية والفنية، لحماية المجتمع والحفاظ عليه، أن يكون كل واحد مثالا يُحتذى به وأن يساهم في نشر الوعي والحكمة في التصرفات والممارسات اليومية لكي نحدّ من انتشار العدوى ونقلّل عدد الإصابات والوفيات”.

لكن الأسدي يتهم السلطات الإسرائيلية بالتمييز بين العرب واليهود، ويقول إنها تلاحقه على خلفية سياسية بينما تصرف النظر عن فنانين يهود.

وتابع: “هذا القرار لن يثنيَ عزيمتي عن الاستمرار في الدفاع عن قضية عادلة للفنانين وأصحاب القاعات وأصحاب الأعراس، وهذا منوط بالحفاظ على تعليمات وزارة الصحة، أتمنى السلامة للجميع والصحة والعافية”.

وتعرض الأسدي أيضا لانتقادات واسعة في منتديات التواصل المحلية العربية خاصة أن عدوى الكورونا تتفشى بشكل كبير وخطير في البلدات العربية الفلسطينية أكثر مما هي في البلدات اليهودية وبالذات نتيجة الأعراس كما يؤكد وخبراء محذرين من وقوع كارثة.

يشار إلى أن حكومة الاحتلال قررت فرض إغلاق تام على البلاد لمدة ثلاثة أسابيع بدءا من يوم الجمعة المقبل في محاولة للتغلب على العدوى التي قتلت حتى الآن 1100 شخصا منهم 110 عربيا وتسببت بوجود مليون عاطل عن العمل”.