شقيقة ترامب وصفته في تسجيلات سرية برجل عديم المبادئ ولا يمكن الثقة به

في حوارات تم تسجيلها سرا قالت شقيقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيه إن شقيقها شخص “بدون مبادئ” و”لا تستطيع الثقة به”.

وفي تقرير أعده مايكل كرانيش في صحيفة “واشنطن بوست” قال فيه إن ماريان ترامب باري كانت تعمل كقاضية فدرالية عندما سمعت شقيقها الرئيس ترامب يقترح على “فوكس نيوز” “قد أضعها على الحدود”، وجاء حديثه وسط موجات من المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة وتم فصل الأطفال عن آبائهم ووضعوا في معسكرات بائسة بانتظار المحاكم واجراءتها الطويلة.

وقالت “كل ما يريد عمله هو جذب قاعدته” حسب تسجيل سري سجلته ابنة أخيها ماري أل ترامب “لا مبادئ له، أبدا، وقاعدته، يا إلهي، لو كنت شخصا متدينا وتريد مساعدة الناس، فلا تفعل هذا”. وعبرت باري، 83 عاما عن تقززها من الطريقة التي أدار فيها شقيقها ترامب، 74 عاما الحكم “تغريداته الملعونة وأكاذيبه، يا إلهي” وأضافت “أتحدث على سجيتي، وتعرفين. تغيير الكلام، عدم التحضير والكذب وكل هذا الهراء”.

وأشارت بحسرة إلى مصير الأطفال على الحدود “ماذا يفعلون بالأطفال على الحدود” حيث اقترحت أن ترامب “لم يقرأ أرائي حول الهجرة” في المحاكم. ففي مرة عنفت قاضيا لأنه لم يعامل طالب لجوء باحترام. وسألت ابنة اخيها “ماذا قرأ” وردت “لا لم يقرأ”. ومنذ أن أصدرت ماري كتابها عن عمها تعرضت للمساءلة حول مصادرها، مثل زعم طلب ترامب من أحد أصدقائه الجلوس مكانه في “امتحان القدرات الدراسية” من أجل التحويل إلى جامعة بنسلفانيا.

ولا تشير ماري في أي مكان في الكتاب أنها سجلت حديثا مع عمتها. وفي سؤال عن مصادر معلوماتها في الكتاب خاصة موضوع الإمتحان، اعترفت أنها سجلت سرا 15 ساعة مع عمتها في الفترة ما بين 2018- 2019.

وقدمت للصحيفة الأشرطة والنصوص التي فرغتها والتي نشرتها وتلك النصوص التي لم تنشر من قبل. ولم تتحدث باري من قبل عن شقيقها بطريقة ناقدة لكن كلامها الصريح هو أشد نقد من أخته. ولم يقم أحد من عائلته باستثناء ماري بالحديث عنه بهذه الطريقة. وتكشف الأشرطة حجم القطيعة بين ماري وترامب والتي تعود جذورها إلى الثمانينات من القرن الماضي عندما طلبت منه مساعدة اتخذها طريقة لتذكيرها الدائم بفضله عليها.

وقالت باري لابنة أخيها “إنه الزيف والزيف وهذه القسوة، دونالد قاسي”. وقالت ماري، 55 عاما إن عمها لا يصلح للرئاسة و”سأعمل كل ما بوسعي” لكي ينتخب جوزيف بايدن. ومات والدها فرد جي أر ترامب عام 1981 من الإدمان على الكحول والمرض عندما كانت في سن الـ 16 عاما. وكشفت في كتابها أن دونالد وجدها أساءا معاملة والدها.

وطلبت الصحيفة تعليقا من باري ومن البيت الأبيض قبل نشر التقرير ليلة السبت إلا أن البيت الأبيض أصدر بعد ظهور التقرير بيانا جاء فيه: “كل يوم هناك شيء جديد، من يهتم، افتقد شقيقي وسأواصل العمل من أجل الشعب الأمريكي، لا يتفق الجميع على هذا ولكن النتائج واضحة، بلدنا سيصبح قريبا أقوى مما كان عليه”. وكان موضوع جلوس صديق لترامب مكانه في امتحان ليؤمن دخوله الجامعة هو الأكثر انتشارا وورد في كتاب ماري “الكثير ولا يكفي أبدا: كيف خلقت عائلتي أخطر رجل في العالم”.

لكن أصل القصة جاء من حوار بين ماري وعمتها في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018. وقالت باري إنها حاولت مساعدة شقيقها دخول الجامعة لأنه “كان ولدا مزعجا” و”كنت أعمل وظيفته” و”أخذته بالسيارة حول نيويورك لكي أدخله الجامعة”. ثم كشفت باري ما وصفته ماري بالقنبلة “ذهب إلى فوردهام لعام (عامان في الحقيقة) ثم دخل جامعة بنسلفانيا لأنه طلب من شخص آخر الجلوس مكانه في الإمتحانات”.

فردت ماري “مستحيل” وردت “طلب من شخص الجلوس مكانه في امتحانات الدخول” “اختبار القدرات الدراسية أو شيء من هذا القبيل.. هذا ما أعتقده” وأضافت “أتذكر حتى الإسم”، والشخص هو جوزيف شابيرو. وقالت باري إنه شخص غير صديق ترامب جوي شابيرو. ومات شابيرو حيث قالت شقيقته وأرملته الشهر الماضي إنه لم يجلس في امتحان نيابة عن أحد. وعندما سألت الصحيفة ماري إن كانت عمتها هي المصدر قالت “أفضل عدم الكشف عن هويته” و”هو شخص لا سبب لديه لكي يخلق القصة”.

وقال المتحدث باسم ماري، كريس باستردي إنها بدأت تسجيل محادثاتها مع عمتها في عام 2018 بعدما توصلت لنتيجة أن أقاربها كذبوا عليها حول قيمة ميراث العائلة خلال معركتها لأخذ حصتها من الميراث والتي حصلت على أقل مما تتوقع. وتمت تسوية القضية خارج المحكمة بعدما قالت ماري إنها خدعت بشأن حجم ثروة العائلة التي قيل إنها 30 مليون دولار وهي في الحقيقة مليار دولار. وقال باستردي إنها سجلت محادثاتها مع باري للحصول على معلومات حول تضليها بشأن ثروة العائلة و”كانت تأمل بإثبات، بالطريقة المعروفة، تسجيل الكلام المناقض للشهادة المشفوعة بالقسم، ولم تتوقع اكتشاف أكثر مما سمعت”. وقال إن ماري كانت تعتقد بأهمية المعلومات، في ضوء الإتهامات الفدرالية ضد شخصيات بارزة “قامت بخطوات غير أخلاقية لتأمين دخول أبنائهم إلى الجامعة”.

وقال إن الرئيس حصل على قبول في كلية وارتون المالية بجامعة بنسلفانيا والتي وصفها بأنها “أصعب كلية للحصول فيها على قبول”، ولأنه “كان عبقريا”. وكشفت الصحيفة العام الماضي إن فرد، والد ماري كان يعرف مدير التسجيل في الجامعة جيمس نولان الذي قال للصحيفة إنه قابل ترامب بناء على طلب من شقيقه فرد. وحصل على مركز في الكلية “ولم يكن الدخول فيها صعبا” في ذلك الوقت، حيث كان يقبل أكثر من نصف المتقدمين مقارنة مع 7.4% من الطلبات في العام الماضي.

وظل بقية أخوة ترامب داعمين له، فأخته إليزابيث ابتعدت عن الأضواء أما شقيقه روبرت الذي توفي في 15 آب/ أغسطس فقد دعمه “1000%”. وفي عام 1999 عندما توفي رب العائلة فرد الكبير انضمت باري مع روبرت ودونالد لمنع ماري الحصول على حصة كبيرة من الإرث. وقالت ماري في الدعوى القضائية إنه كان حصتها وشقيقها يجب أن تساوي ما كان سيحصل عليه والدها لو بقي على قيد الحياة.

وفي موضوع آخر يتعلق بوصية فرد الكبير أنها اختلفت مع دونالد لدرجة أنهما بقيا “لا يتحدثان معا لسنوات”. وحصلت باري على شهادتها الجامعية من كلية ماونت هوليوك وماجستير في القانون من جامعة كولومبيا. وبعدما تجنبت العمل في تجارة العائلة بالعقارات أصبحت واحدة من محاميتين في مكتب النائب العام بنيوجرسي المكون من 62 محاميا حيث ظلت تعمل هناك ما بين 1974- 1983.

وتجنبت باري الحديث عن شقيقها علنا عندما كانت في وظيفتها، وفي ظهور نادر استخدمت لغة متعاطفة تختلف عن كلام شقيقها “النجاح قد يكون سهلا مثل الشعور الدافيء عندما تبتسم لغريب، شخص تعرف أنه وحيد، ورد الغريب عليك بابتسامة”. وتحدث الرئيس بلغة متوهجة عن شقيقته عام 2016 “لدينا آراء مختلفة نوعا ما” و”هي قاضية تتمتع باحترام شديد جدا جدا”. لكنها تكشف في التسجيلات عن العداء المستحكم بينها ودونالد عندما طلبت مساعدته لكي تترشح كقاضية في عهد رونالد ريغان من خلال محاميه روي كوهن، الذي كان مقربا من السناتور جوزيف ماكارثي سيء الذكر والمعروفب برئاسته اللجنة الفرعية للتحقيق بالنشاطات الشيوعية.

وقالت إن كوهن كان قريبا جدا من ريغان. و”وطلب من روي الإتصال بريغان حول ضرورة تعيين إمرأة كقاضية فدرالية في نيوجرسي”. و”لأن ريغان كان يخوض حملة لإعادة انتخابه وكان يحتاج لصوت المرأة”. وحصلت الترشيح ولكن ترامب ظل يذكر باري بالجميل.

وبحسب سجلات ريغان اتصل ريغان مع باري في 13 أيلول/ سبتمبر 1983 ورشحها في اليوم التالي. وكان ترامب قد التقاه في البيت الأبيض في 4 أيلول/ سبتمبر 1983. وقالت باري “حاول نسبة الفضل لنفسه” وقال لها “ماذا كنت ستفعلين بدوني؟” فردت “لو قلتها مرة ثانية لسحقتك” و”هي الخدمة الوحيدة التي طلبتها منك كل حياتي” وقالت إنها تستحق الترشيح “بناء على مؤهلاتي”. وقالت “دونالد هو من أجل دونالد”. وسألت ماري ماذا حقق بنفسه “لا أدري” قالت باري قبل أن تضيف ماري “لا شيء”، فردت باري “حسنا لديه خمسة إفلاسات”. وعلقت ماري “نقطة جيدة، حقق كل هذا بنفسه”. وقالت باري “نعم فعلها، نعم فعلها، ولا يمكن الثقة به”.

وتذكرت باري اتصالا من دونالد يسألها إن كانت تتابع فوكس نيوز، فردت إنها لا تريد مشاهدة فوكس نيوز أو التلفزيون. وسألها ماذا تفعلين؟ وردت “أقرأ الكتب” وكان مندهشا أنها لا تتابع فوكس. وجاءت المقابلة خلال التحقيق فيما إن كانت باري قد خرقت السلوكيات القانونية لعملها في تحديد المسؤولية الضريبية والتي جاءت بسبب دعوى قدمتها ماري. وقدمت صناديق من الوثائق لنيويورك تايمز. واستقالت باري مباشرة.

وتشير باري إلى لحظة وفاة والدها وجنازته حيث تحدث دونالد ترامب عن إنجازاته ولم يذكر والده. وقالت “لا أريد أن يتحدث أولادي في جنازتي، وهذا بسبب دونالد وما فعله في جنازة والدي، لا أعرف كان كل شيء عنه”. وتقول ماري إنها لم تتحدث مع عمتها منذ صدور الكتاب. وقالت “لن استغرب لو لم تتصل بي أبدا، وهذا عدل وافهم هذا”.

واشنطن بوست