Date : 20,04,2024, Time : 08:12:30 AM
3747 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 05 ذو الحجة 1441هـ - 26 يوليو 2020م 12:57 ص

بالضربة الواحدة أم القتل بالتقسيط؟

بالضربة الواحدة أم القتل بالتقسيط؟
إبراهيم الزبيدي

علّمنا الزمن أن الدول الحقيقية التي تحترم نفسها عودت أهلها على أن تُعطي الحقائب الوزارية لمن يناسبها ويستحقها بجدارة.

فوزارة النفط، مثلا، تمنح لخبير في المجال وله باع طويل في شؤونه المحلية والإقليمية والدولية، ويفضل أن يكون قد أعطى المكتبة مؤلفاتٍ عدة عن صناعة النفط أو تجارته.

كما أن وزارة الصحة تعطى لأفضل الأطباء وأكثرهم كفاءة، والزراعة لأهم علماء الفلاحة والبيئة، والداخلية لشرطي قضى ثلاثة أرباع حياته في شؤون الأمن وهمومه، والخارجية لأفضل الناس لباقة وشياكة ودبلوماسية، وأكثرهم قدرة على صنع الأصدقاء بما قل ودل من كلام، وأعمقهم تضلعا في العلاقات الدولية والقانون الدولي وتاريخ الأمم وآدابها وفنونها وصناعاتها وأسرار عداواتها وصداقاتها وعقدها المتوارثة.

وفي دول من هذا النوع يكون أمرا اعتياديا أن يستدعي البرلمان رئيسا للوزراء أو وزيرا أو قائدا عسكريا متهَما باتخاذ قرار خاطئ ألحق ضررا بالدولة أو بمواطنيها، أو باختلاس، أو بالتعدي على مواطن أو على فئة أو مدينة أو طائفة، فيُبرأ إن كان بريئا، ويعاقب بالسجن أو الغرامة أو بكليهما، أو بالإقالة، إن ثبت عليه الجرم.

وعادةً أيضا ما يهرع المسؤول، مهما كان موقعه ومقامه، حين يطلبه البرلمان ليدافع عن نفسه، بلا تفاهمات ولا صفقات ولا تسويات وراء الكواليس بين رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، لتضيع الحقيقة على المواطن في خارج البرلمان.

كل هذا يحدث حين تكون الدولة دولة، والحكومة حكومة، والبرلمان برلمانا، بحق.

أما عندنا فعلى امتداد الزمن الطويل الثقيل، منذ 2003 وحتى اليوم، لم يتوقف الوزراء والنواب السابقون واللاحقون عن الحديث، علنا، ودون حياء، وعلى شاشات التلفزيون، عن مليارات مسروقة، وعن آلاف من الموظفين الفضائيين، وعن رشوة أو استغلال وظيفة، أو استحواذ على أرض حكومية بقوة السلاح، أو شراء مبنى حكومي دون مزايدة علنية، وبسعر مغشوش، أو تنفيع أحد الأقارب أو المعارف أو المحازبين.

ولكن في أزمنة رؤساء الجمهورية ورؤساء الوزراء المتدينين الذين يخافون الله ويقتلون من أجل مرضاته، في مدى سبع عشرة سنة من الخراب، كان المشكوكُ بأمانته ونزاهته وذمته يُكرم ويُكافأ ويُعين نائبا لرئيس الجمهورية أو لرئيس الوزراء، أو وزيرا للمالية أو للخارجية أو للداخلية أو للدفاع.

وعندنا، نحن فقط،، يغادر الوطن علنا ومن مطار العاصمة، ويودع بمراسم توديع مهيبة في صالة الــ VIB مسؤولٌ كبير مطلوب للعدالة.

وعندنا، أيضا، يَنسخ القضاء أحكاما أصدرها سابقا، هو نفسُه، على نائب أو وزير سابق أُدين بأكثر من جريمة.

وعندنا، حين يعود الحرامي المعفوُّ عنه إلى أحضان وطنه الحبيب لا يعود صاغرا مطأطئ الجبين يريد أن يستر نفسه فيختبئ في منزله خائفا أو خجلا من جرائمه وفضائحه السابقة، بل تعيد إليه الجهات العليا الاعتبار، وتُقحمه إقحاما على البرلمان نائبا محصنا من كل مساءلة، حتى بعد أن ترشح وفشل في الحصول على أصوات تمنحه النيابة والحصانة.

ليس هذا فقط، بل يتصدر هذا الحرامي المعفوُّ عنه شاشات الفضائيات مدافعا عن النزاهة والشرف والوطنية، وباكيا بحرقة على المال العام، وشاكيا من مسؤولين كبار خانوا الأمانة، واستغلوا الوظيفة، وتلاعبوا بالمشتريات.

وفوق كل ما تقدم يُضم هذا الحرامي المعفوُّ عنه، بأمر من رئيس برلمان الإصلاح والتغيير والتعمير، إلى لجنة النزاهة أو المالية أو الدفاع.

هذا هو الوطن الذي ورثه الرئيس الدكتور برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وأصبح من واجبهما أن يثبتا لشعبهما أنهما سيرفعان الزير من البير، في سبعة أيام، ويغيران وجه التاريخ، ويصنعان المعجزات التي لم يصنعها قبلهما لا عنترة ولا طرزان ولا الإسكندر المقدوني.

والمشكلة أن التركة ليست ثقيلةً وحسب، بل هي أقرب إلى المستحيل، ما دام السلاح بيد المتمرد المستهتر الجاهل القاتل المحترف، وما دام المال بيد الحرامي المتمرس في الاختلاس، وما دامت عمائم الجيران الشرقيين والشماليين هي التي تدير الوطن، وتحمي الجلاوزة واللصوص وأصحاب السوابق والجرائم المخلة بالشرف.

والذي يبدو لنا، منذ أن تربع كاكه برهم على كرسي الرئاسة، ومنذ أن توج الزميل الصحافي مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء، أنهما مؤمنان بأن أكل العنب حبة حبة، وأنهما يفضلان سياسة النفس الطويل التي تؤمن بمبدأ (ضربة على الرأس وقبلة على الخد) إلى أن يموت القاضي أو يموت جحا أو يموت الحمار.

لعلهما يحققان النجاح في النهاية ولكن بعد عمر طويل، ونفس طويل، وصبر جميل. أما الشعب العراقي المُحمَّل بتلال من الآلام والأحزان والمظالم والمآتم فلن يستطيع معهما صبرا، ولن يبقى منتظرا شهورا، وربما سنوات، رغم أنهما أعرف من غيرهما بأن الخط المستقيم هو أقصر المسافات بين نقطتين.

فليتَهُما يشمران عن ساعديهما، ويؤمنان بالشعب العراقي العنيد الذي سيقف وراءهما، ويحمي ظهريهما من سكاكين الغدارين ومفخخاتهم وكواتم مسدساتهم، فيأمران، في ليلة واحدة، بحل البرلمان المغشوش، واعتقال ستين رأسا من أباطرة القتل والاغتيال والاختلاس، واحتجازهم في أحد القصور الرئاسية الوثيرة الباذخة، وإجبارهم على إعادة ما سرقوه، والاعتراف بمن قتلوه، أو سحلوه، أو أحرقوه وهو حي، وبنوع العمالة التي تربط كلا منهم بهذه الدولة الأجنبية أو تلك. ثم تنتهي الحفلة، في ليلة واحدة، ويعود الوطن إلى أهله سالما وبكامل الصحة والعافية والسلام.

ولكن بكلمة (يا ليت) لم يُعمَّر لأحدٍ بيت، كما يقولون في الأمثال.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد