Date : 23,04,2024, Time : 09:48:41 AM
3000 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 04 ذو الحجة 1441هـ - 25 يوليو 2020م 01:00 ص

رغم الإصابات والحروب التي مروا بها.. ما الذي يشغل مقدسيي البلدة القديمة في زمن كورونا؟

رغم الإصابات والحروب التي مروا بها.. ما الذي يشغل مقدسيي البلدة القديمة في زمن كورونا؟
إسرائيل اليوم

في البلدة القديمة من القدس يلجأون إلى الأرقام ليؤكدوا لنا مدى صعوبة الوضع. “تلقيت دفعة أولى بقيمة 3 آلاف شيكل، ولم أسمع من أحد شيئاً”، يقول أحد التجار في الأزقة. والثاني يسعى ليؤكد وجهة نظره: “إذا لم تكونوا من ضريبة الدخل، فيمكنني القول لكم إن السياح إذا لم يعودوا حتى أعيادكم في أيلول/تشرين الأول، فأعتقد أن هناك حرباً ستقوم بينكم أنتم اليهود. لن تكون حرباً بين اليهود والعرب، لأننا أيضاً سنتنازع فيما بيننا. هل ظننتم أنكم ستشتاقون ذات مرة لعدم الانشغال إلا بالإرهاب؟”.
يجري الحديث اليقظ في “البتراء للصرافة” عند مدخل البلدة القديمة في باب العمود، وهو مكان لا يكاد يصله أحد في الفترة الأخيرة لتحويل المال غير هؤلاء الدبلوماسيين الذين لا يزالون يتجولون في المنطقة. وإذا كنا لا نزال نتخذ بالنسبة لهم نوعاً من ساحبي المال من خدمة الصراف الآلي، فإنهم يمتشقون الورقة المظفرة: “ننظر إلى ماميلا (مركز المشتريات).. فإذا جرى هناك إغلاق لكون الناس لا تشتري منه شيئاً، حينئذ سنفهم أننا التالين في الطابور. أتعرف كم يدفعون هناك إيجاراً شهرياً؟ مقهى “أروما” يدفع 50 ألف شيكل؛ في اليوم الذي يغلق فيه سنفهم بأن كورونا انتصرت ويمكننا حينئذ أن نغلق”.

الصرافة مصلحة تجارية عائلية، وإن كان الناس هنا لا يفصحون لنا عن أسمائهم لأنهم لا يزالون واثقين من أننا من ضريبة الدخل. ولكنهم مستعدون لأن يرووا لنا بأنها الفترة الأصعب منذ حرب الخليج – “وحتى في حينه لم تكن هذه الأعداد من المحلات المغلقة كما هي اليوم”.

“الإرهاب؟ اهتموا قبل كل شيء بالطعام”

القدس هي بؤرة كورونا المركزية في إسرائيل، وفي داخلها بيت حنينا والبلدة القديمة اللتان تصدرتا في الفترة الأخيرة مع مئات المرضى المؤكدين الذين يضاف إليهم المزيد فالمزيد من كل يوم. في الموجة الأولى من كورونا تعرضت القدس لضربة قوية في الأحياء الأصولية. أما في ما يتبين كموجة ثانية، فالبلدة القديمة هي إحدى البؤر الأساسية، ولكن لا أحد يتحدث هنا عن الفيروس، بل يتحدث أكثر عن التداعيات الاقتصادية. إذا كنا في البداية ندخل معتمرين الكمامات، فكلما مرت الساعات نفهم بأن الموضوع الاقتصادي هنا يخيف أكثر من أي شيء آخر.

وإذ كنا نتحرك باتجاه كنيسة القيامة، فإن الموقع نفسه فارغ وكأنه تحول فجأة ليصبح موقعاً لتصوير فيلم وثائقي. وقلة من المحليين في المحلات بجانب الكنيست يشرحون لنا بأنه ومن اللحظة التي يتوقف فيها الصليبيون عن المجيء، يمكن للأضرار أن تصل إلى “الملايين” لانعدام السياحة. في الكنيسة الإثيوبية التي في العالم القديم، تلك التي قبل كورونا، كانت مكتظة بحيث لا مجال للتحرك، ويمكن الآن التجول بحرية دون إزعاج الرهبان.

“منذ أربعة أشهر، لا يمر أي مرشد سياحي هنا”، يقول لنا رجل حرس حدود لطيف يتجول هناك. الكثير من رفاقه في العزل بعد أن أصيب بعض منهم وبعض آخر خالط مريضة كورونا. قائد البلدة القديمة المقدم أراد بريفرمان، موجود في الشمال لزيارة جنوده البعيدين والمنعزلين الذين -وإن كانوا ينشغلون بالأعمال الجارية- ولكنهم هم أيضاً، مثل الجميع هنا، ينشغلون بالفيروس.

“الإرهاب؟”، يقول لنا بائع صنادل محلي بعد لحظة من طلبه من جدعون المصور 20 شيكلاً مقابل الصورة: “عليكم أن تقلقوا أكثر من الوضع الاقتصادي وليس من الإرهاب.. أن تقلقوا لتوفير الطعام للناس”.

ولكن بالنسبة لمرشد السياحة الذي يقدم نفسه باسم ياسر، فإن ما المخيف أكثر هو البقاء في البيت. وعندما أرى أنه يحمل هاتفاً غير ذكي أفكر في داخلي بأنه قد يخاف هو أيضاً من تعقب المخابرات. ولكن يتبين أن هذا ببساطة موضوع اختيار: “أي سياحة؟ ثلاثة أشهر بقينا في البيت وجن جنوننا. هكذا أخرج قليلاً من البيت، أحتسي القهوة، أرى الأصدقاء، وبعد الظهر أعود إلى البيت. جيد أن يخرج المرء من البيت وألا يسبب فوضى مع الزوجة”.

يسقطون بين الكراسي

من الصعب القول كم هي البلدة القديمة هادئة، وكم هي فرصة رائعة للتجول فيها هذه الأيام إذا ما وضعنا جانباً للحظة المخاوف من الهستيريا الوبائية. صحيح أن محلات السنتواري مغلقة، ولكن المطاعم وخصوصاً في الحي الإسلامي تواصل محاولة الإبقاء على روتين الحياة. نرى هنا الكمامات في معظم الوقت. ولكن الناس يضعونها بسرعة عندما تقترب الشرطة أو قوة عسكرية من المنطقة.

منذ زمن بعيد لم نسمع أرقاماً، ولكن عندما نصل إلى حمص نظمي، الذي يبدو الأكثر شهرة في البلدة القديمة، نسمع على الفور: “72 سنة نحن هنا، مررنا بكل شيء، ولكن مثل هذه الفترة بحياتنا لم نشهد مثيلاً لها – لا الحروب، لا العمليات، لا الانتفاضة”.

مؤخراً، في كتاب جديد يحتل العالم تحت عنوان “الحمص”، ظهر حمص نظمي (أو “عرفات” باسمه الثاني) في مكان الشرف. والآن يفترض به أن يجني ثمار النشر مع كمية لا تحصى من السياح، ولكن بدلاً من هذا، فقلة من الإسرائيليين الذين يأتون لتناول الطعام يروون له بأنهم تعلموا كيف يعدون الحمص في البيت في الفترة الأخيرة.

إلى جانب بسطات الكباب الشهيرة “شاهين” و”الشعب”، نلتقي مجموعة سياح محليين يرشدها صديق قديم، رئيس مجلس الثقافة الغذائية. دافيد كيشكه. هذه واحدة من المجموعات القليلة التي نجح في إخراجها في الفترة الأخيرة، وهي كما يقول جمهور عطش للعودة إلى الجولات الغذائية في تل أبيب والقدس. إذا أمكننا أن نفكر للحظة بأن السكان المحليين سيفرحهم أن بعضاً من السياح المحليين يبذرون المال هنا، فسرعان ما يتبين بأن الضغينة باقية، والشوق بالصراخ على الإسرائيليين يبقى كما كان. “لماذا جئتم هنا، أن تأكلوا قطة وتظنوه كباباً؟”، يصرخ أحد ما نحونا ويتحلى بكحة مصادفة أو لا.

في الشهر الأخير، زرنا القدس كثيراً. في مظاهرات عالم الثقافة التي لم تحقق في هذه اللحظة أي نتائج، تبدو المظاهرات في بلفور هي الأكثر عصفاً في العاصمة في الأشهر الأربعة الأخيرة. ولكن البلدية القديمة الفارغة تذكرنا بأنها كانت دوماً بلدة داخل مدينة سقط سكانها بين الكراسي. وفي فترة مشوشة كهذه، تبدو الأمور معقدة أكثر بكثير: قد يكون هناك مال من التأمين الوطني، ولكن من جهة أخرى، ثمة إحساس بالإهمال في كل ما يتعلق بالحرب ضد كورونا.

قبل أن نغادر، يسألوننا عن احتمال سقوط بيبي هذه المرة أم أنه سينجح قبل أن يعالج كورونا. آخرون يقولون إنهم سمعوا في الأخبار عن المظاهرات في الجانب اليهودي، ولكنهم واثقون جميعاً بأن “بالتأكيد عندكم الوضع في مركز الدولة ليس سيئاً كثيراً مثلما هو هنا. وفي الإذاعة.. في طريق العودة إلى تل أبيب، تفيد مذيعة الأخبار بأن أكثر من ألف مصاب اكتشفوا اليوم، وبعد ذلك تفصّل مرة أخرى بأن القدس تحافظ على مكانها بالقمة في الأحياء الأصولية وفي شرقي المدينة. أما عن معطيات البطالة والمصاعب الاقتصادية فلا يكلف أحد نفسه عناء الحديث عنها.

إسرائيل اليوم




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد