اعتقال صحافي يغطي الاحتجاجات الأمريكية دليل آخر على سلوكيات الشرطة غير الإنسانية
في افتتاحية لها، نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا نددت فيه باعتقال مراسل لها في الولايات المتحدة الأمريكية، يدعى أندرو بنكوم، أثناء تغطيته الاحتجاجات المطالبة بمناهضة العنصرية.
وفي المقال تقول الصحيفة البريطانية إن عملية الاعتقال “مثيرة للقلق”، وذلك ليس لأن بنكوم صحافي كان أثناء اعتقاله يمارس عمله المكفول بالدستور بطريقة سلمية فقط، وإنما أيضا لأنه يسلط الأضواء على سلوكيات الشرطة غير الإنسانية والمنافية لحقوق الإنسان في مدينة أمريكية متوسطة الحجم.
وما تعرض له بنكوم مثله مثل الكثير من الأمريكيين هو بحسب الصحيفة دليل على ثقافة سائدة وسط أجهزة الشرطة في الولايات المتحدة، خصوصا في عربات الشرطة وفي زنزانات السجن المكتظة.
ما تعرض له بنكوم هو دليل على ثقافة سائدة وسط أجهزة الشرطة في الولايات المتحدة، خصوصا في عربات الشرطة وفي زنزانات السجن المكتظة
واللافت أن محاولة منع الصحافي من تغطية الأحداث على الأرض أدى إلى تغطية أكثر قوة وزخما، وإلى تركيز أكبر على الحدث نفسه.
وكشف اعتقال الصحافي عن عدم اكتراث الشرطة الأمريكية لسلامة وصحة المعتقلين والموقوفين في بلاد توصف بأنها أصل الحرية مثل الولايات المتحدة. فالمعتقلون يتعرضون للتعسف والتهديد، كأنهم لا يتمتعون بحقوق الإنسان، المنصوص عليها في الدستور. وقد زج ببنكوم في غرفة دون حمام مع عدد كبير من الناس، في زمن تنتشر فيه جائحة كورونا.
وتشير الصحيفة إلى أن المتهمين بارتكاب جرائم الإرهاب وتجار المخدرات لهم حقوق أساسية في الدستور الأمريكي، ولكن هذه الحقوق قد لا تكون مكفولة لأصحاب المخالفات البسيطة مثل ما حصل مع بنكوم والمحتجين السلميين، بحسب ما تظهر سلوكيات عناصر الشرطة.
وتعرض الصحافي للإهانة والتحقير والسخرية عندما احتج على اعتقاله، بحسب ما تقول الصحيفة. وتعرض أشخاص آخرون لإطلاق نار وقتل البعض في المنطقة التي كان فيها أندرو. ولكن اعتقال صحافي فيه تجاوز من قبل الشرطة، وهو مؤشر على مشكلة أكبر، بحسب الصحيفة.
ورأى الرئيس دونالد ترامب منتصف الشهر الماضي أنه “يتم التعامل بظلم” مع الشرطة الأمريكية، وذلك في مقابلة تلفزيونية بدا فيها وكأنه يدافع عن شرطي أبيض متهم بقتل رجل من أصول أفريقية في أتلانتا، أثناء احتجاجات اندلعت عقب مقتل جورج فلويد.
وأعلن ترامب خلال المقابلة على قناة “فوكس نيوز” أنه “وضع فظيع لكن لا يجوز مقاومة شرطي”.
وأضاف حينها: “آمل في أن ينال (الشرطي) محاكمة عادلة لأن الشرطة تعامل بظلم في بلادنا”.
وأوضح: “لكن مرة أخرى لا يمكن مقاومة شرطي بهذه الطريقة. ودار شجار عنيف بينهما وترون كيف انتهى الأمر. سيئ جدا”.
وأجج مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، نهاية أيار/مايو، غضبا عالميا ضد العنصرية، بعد أن جثا شرطي أبيض على رقبة فلويد لمدة 9 دقائق تقريبا، ما أدى إلى وفاته اختناقا.
الإندبندنت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews