Date : 18,04,2024, Time : 06:02:44 AM
2161 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 18 ذو القعدة 1441هـ - 09 يوليو 2020م 01:12 ص

فلسطين.. عدوّ مشترك لا يكفي

فلسطين.. عدوّ مشترك لا يكفي
بهاء العوام

على مدار عقود اعتمد الإسرائيليون نظرية العدوّ الخارجي من أجل بناء دولة جديدة تربط بين مكوناتها القومية اليهودية. لم ينجحوا في ذلك كما تشتهي أحزاب اليمين مثل الليكود وإسرائيل بيتنا. ولكنهم استفادوا من هذه النظرية أكثر من الفلسطينيين الذين يواجهون احتلالا حقيقيا وليس عدوّا مزعوما.

صحيح أن الدعم الدولي الذي تتلقاه إسرائيل بشعبها وسياستها واقتصادها، لا تتلقاه دولة في العالم. ولكن هل غياب مثل هذا الدعم عن الفلسطينيين هو ما تسبب في انقسامهم إلى الحد الذي يغرقون فيه اليوم؟ هل من الطبيعي أن تبلغ تبايناتهم حدا تستحيل عنده المصالحة حتى وإن خسروا وطنهم؟

دون محاولة لتجميل الصورة، فقد الفلسطينيون الثقة بقادتهم الذين يقبضون على السلطة منذ رحيل الرئيس ياسر عرفات. وفقدوا أيضا الثقة بإمكانية المصالحة بين حركتي فتح وحماس. كذلك فقدوا الثقة بأي دعم عربي لقضيتهم، أو لنقل أدركوا سقف هذا الدعم في أحسن الحالات و الظروف.

ومع انهيار الثقة بكل ما يدور حولهم ومن يتحكم بحياتهم. بات فلسطينيون كثر يفضلون عودة الإدارة المدنية الإسرائيلية إلى مناطقهم. ومن لا يرغب في هذا الخيار أو فقد الأمل بتحققه، حمل حقائبه وغادر إلى منفاه الاختياري. فثمة تغريبة فلسطينية لم يتسبب فيها الاحتلال بل “استبداد” قادة النضال.

هناك من قادة النضال الذين ينتمون إلى زمن عرفات، من وضعوا مصالحهم الخاصة فوق المصلحة الوطنية. الآباء يأكلون والأبناء يضرسون. لذلك كل من نشأ وترعرع في كنف هؤلاء القادة يرى الوطن في مكان آخر. ويعرف أن مفردات الانتفاضة والثورة والمقاومة اكتست معاني جديدة في “زمن السلام”.

حتى في مواجهة خطة إسرائيل بضمّ أغوار الأردن ومناطق واسعة من الضفة الغربية والقدس، لم يثق الفلسطينيون بإمكانية مصالحة الفصائل التي تقود العمل الثوري ضد الاحتلال. وهم يعرفون أنه دون المصالحة وقيام الوحدة الفلسطينية لن يتراجع الإسرائيليون عن الضم، وسيُنفذ عاجلا أم آجلا.

عندما أُعلن مؤخرا عبر مؤتمر افتراضي عن توحيد فتح وحماس للعمل الميداني والسياسي ضد خطط الضم، لم تكن للإعلان أصداء قوية في غزة والضفة الغربية. لطالما شهد الفلسطينيون مثل هذه المبادرات المنقوصة. ولقد ملوا ممّا أسماه الكثير من ساسة الطرفين “خطوة في الاتجاه الصحيح”.

تأمل الحركتان بدعم عربي وإسلامي لخطوتهما. ولكن أي دعم يمكن أن يقدم لنصف مصالحة ونصف وحدة. ثم ماذا ستفرز هذه الخطوة من قرارات تحتاج إلى رعاية؟ الخطب جلل والمسؤولية كبيرة، والضمّ الإسرائيلي إن وقع فعلا لا يمكن الردّ عليه بالشجب، ولا حتى بوقف التنسيق الأمني فقط.

وسواء مضت حكومة بنيامين نتنياهو في خطة الضم أم لم تمض الآن، فإن العاصفة السياسية لهذه الخطة قد وقعت فعلا. وما تلقته إسرائيل من ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية، أوضح لها كيف يمكن تنفيذ الضم على مرحلة واحدة أو اثنتين أو عشرين مرحلة حتى. فالمهم هو الهدف النهائي.

خطة الضم خضعت لتأجيل إجباري نصفه من إسرائيل ونصفه الآخر من الولايات المتحدة. السبب أن الطرفين لا يبديان نية باستعجال الأمر وهو يحتاج إلى ترتيبات داخلية وخارجية. ولا ضير في تمهل يأتي بفائدة لفرسان الخطة؛ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

ثمة نقاط انقشعت بعد هدوء عاصفة الضم السياسية. أولاها تباين الرؤى العربية في التعامل مع إسرائيل، وتغير معادلة السلام مقابل التطبيع. أما دوليا فحلفاء إسرائيل حول العالم لا يكترثون للقضية الفلسطينية إن بقيت على حالها لقرون، شرط أن لا تحرجهم تل أبيب بمشروع ضم فج كالذي تخطط له.

من النقاط المنكشفة أيضا، عمق الانقسام القائم بين فتح وحماس. فهو يبدو وكأنه أكبر من مواجهة عدو مشترك يحاصر البر والجو والبحر. أما السبب فهناك من يقول إن خلاف الحركتين يتغذى على التجاذبات السياسية في المنطقة. وآخرون يرون فيه انعكاسا لسياستين مختلفتين في التعامل مع الاحتلال.

هو شيء من الاثنين معا. وبتعبير أدق هو مزيج من السببين تضاف إليهما التغيرات التي طرأت على بديهيات الفلسطينيين في قضيتهم. فلم تعد المسلمات في مقاومة الاحتلال هي ذاتها بين الداخل والضفة وغزة والشتات. لكل مرجعيته المجتمعية ولغته الخاصة في تعريف النضال وأدواته وأهدافه.

يبدو أن وجود العدو المشترك لم يعد كافيا للمصالحة. وهناك حاجة ماسة لتوحيد تعاريف الاحتلال والمقاومة والهوية بين الفلسطينيين في كل مكان. يحتاج الأمر إلى قيادة جديدة جامعة تعبر فوق الحواجز السياسية والفصائلية والجغرافية، لتحوّل الوطن من مجرد خرائط إلى واقع ملموس. ويحتاج أيضا إلى التنبه لتأثير عامل الوقت على الحقوق بصيغها الأولية. فالزمن يغير كل شيء.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد