كي لا نفقد دعم أمريكا.. على إسرائيل أن تبادر بالضم فوراً قبل سريان “قيم” بايدن
بدأت أعصاب مؤيدي بسط السيادة تثور. فثمة مبررات مقنعة لعدم الأخذ بالمبادرة، ولا سيما المبادرة الجريئة. ولكن في تاريخ إسرائيل كان هناك ثواب إيجابي للخطوات الجريئة؛ أما الترددات والتخوفات فقد أدت إلى نتائج سيئة وأحياناً إلى مصائب.
بالنسبة للفرصة التاريخية التي قد تنقضي، لا مجال للاستطراد في الحديث. فمبرر غانتس – أن نبحث في هذا بعد كورونا، ليس جيداً. فلنافذة الفرص إطاران: واحد يبدأ اليوم وينتهي مع حلول تشرين الثاني، موعد الانتخابات في الولايات المتحدة. أما الإطار الثاني، الأوسع، فهو رئاسة ترامب. في نافذة الفرص التاريخية هذه يمكن أن نمرر، في خطوة سياسية جريئة، فرض القانون الإسرائيلي في بضع مناطق حيوية غربي نهر الأردن.
لقد سبق أن طرحت كل المبررات مع الخطوة وضدها؛ بما في ذلك منفعة الخطوة المحدودة، والخطوة الكبيرة والكاملة، والخطوة الكبيرة ولكن غير الكاملة. قبل كل شيء، ثمة أغلبية في الحكومة ولا حاجة لقرار يتجاوز قرار الحكومة. بعض من رجال “أزرق أبيض” يذكرون بأن كانت هناك جولة في الغور قبل الانتخابات، تحدث فيها بيني غانتس عن بسط السيادة – مع التنسيق وما شابه. لا يوجد في مكان الألوية في الاحتياط من يرفضون كل الخطوة أحادية الجانب لبسط السيادة في إطار خطة ترامب.
من كثرة الأحاديث التي أصبحت نبشاً، يلوح وكأن الحلقة المترنحة في لوحة اللغز هي حلقة الرئيس ترامب نفسه. فالموضوع لا يهمه كثيراً. له، كما هو معروف، جدول أعمال مختلف تماماً، ويتبين أنه خائب الأمل من نقص التأييد ليهود الولايات المتحدة، بل وأيضاً من يهود بلاد إسرائيل. بنظره، الجولان والقدس كانتا هدية. أما الآن فهو يتوقع من إسرائيل أن تقر “صفقة القرن” (خطة ترامب)، التي تتضمن أيضاً تنازلات معروفة من جانبها. ولكن إسرائيل تبث رسائل متضاربة ومترددة، والأشخاص ذاتهم الذين ترددوا على البيت الأبيض، أحياناً بنية تجاوز حكومة إسرائيل، يبثون بالإجمال معارضة لكل الخطوة.
هنا ينبغي أن تأتي الجرأة، المبادرة والتصميم في وجه تلك الرسائل الغامضة القادمة من البيت الأبيض أيضاً. لقد وقفت الولايات المتحدة في الماضي إلى جانب المنتصر؛ وهي لا تحب المهزومين. نقلت رسالة مترددة، متلعثمة، وعملياً سلبية، عشية حرب الأيام الستة. وفي اللحظة التي ظهرت فيها إسرائيل منتصرة، بدأت انعطافة تاريخية في موقف الولايات المتحدة من إسرائيل. هكذا أيضاً في حرب يوم الغفران. المؤسسة الأمنية، ولا سيما المتقاعدة، تبث مخاوف وترددات. مثلما عشية اندلاع حرب يوم الغفران؛ لقد كانت الولايات المتحدة ستهجرنا لو لم ننجح في قلب جرة الحرب رأساً على عقب، ونحيق النصر في ميدان المعركة. أما اليوم ومع أن الحديث لا يدور عن استعداد عسكري، فإن خطوة بسط السيادة على الغور وعلى اثنتين – ثلاثة كتل استيطانية هي انعطافة في المعركة السياسية؛ وهي ستبث ثقة في الذات واستعراضاً للقوة. وهذا هو المهم، وليس مخاوف أن تشكل تلك الخطوة استفزازاً.
في كانون الثاني 2021 قد يصعد رئيس جديد. إذا حصل هذا فستكون هذه إدارة ديمقراطية لا تعمل وفقاً “للمصلحة القومية” التي تملي استثماراً في المنتصر؛ بل إدارة تعمل وفقاً لـ “القيم” كما تفهمها. وهذه لن تكون قيم الديمقراطية ولباب الفكرة الأمريكية التاريخية، بل شيء ما جديد تماماً يمكن أن نصفه بأمر واحد فقط: لن يكون ودياً لإسرائيل.
إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews