Date : 24,04,2024, Time : 09:11:32 PM
2211 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 17 شوال 1441هـ - 09 يونيو 2020م 01:27 ص

حوار أميركي عراقي بين التفاؤل والتشاؤم

حوار أميركي عراقي بين التفاؤل والتشاؤم
فاروق يوسف

هل يمكن أن يكون الحوار العراقي الأميركي حوارا أميركيا إيرانيا بالوكالة؟ يمكنه أن يكون كذلك لولا أن حاجة الولايات المتحدة إلى الحوار مع العراقيين هي أكثر إلحاحا من حاجتهم إلى مثيله مع الإيرانيين.

ما لا يعرفه الإيرانيون عن ضرورة العراق بالنسبة إلى الولايات المتحدة سيكون حاضرا باعتباره استحضارا للاتفاقية الإستراتيجية التي وقعها البلدان عام 2008 وهي اتفاقية بعيدة المدى لا تتعلق بالجانب العسكري بل تتعداه إلى جوانب اقتصادية وثقافية واجتماعية وتعليمية متعددة الجوانب.

تلك اتفاقية لم ينته العمل بها وليس في الإمكان وضع نهاية لها بالرغم من أن الفريق الشيعي الذي وقعها في عهد حكومة نوري المالكي قد عمل على وضعها على الرف كما لو أنها لم تكن. وكان ذلك التصرف قد انطوى على إضرار متعمد بالعراق كونه الجهة المستفيدة.

كانت تلك الاتفاقية أشبه بمحاولة اعتذار عن احتلال العراق.

أرادت الولايات المتحدة من خلال تلك الاتفاقية أن تضع خبراتها في مسائل شتى في خدمة الدولة العراقية الناشئة، غير أن الحكومات العراقية المتعاقبة فضلت أن تستفيد من الخبرة الإيرانية المكلفة بدلا من أن تلجأ إلى الخبرة الأميركية المجانية التي كانت جاهزة حسب ما تنص عليه الاتفاقية.

وكما صار معروفا فإن الخبرة الإيرانية نجحت في تدمير ما تبقى من إمكانية لدى العراقيين لبناء دولة، فصار العراق أشبه بولاية إيرانية يديرها قاسم سليماني ممثلا للولي الفقيه الذي تدين له بالولاء ميليشيات مسلحة، تمكنت من الإطباق على مفاصل الدولة إلى أن فرضت على المجتمع أن يكون لها ممثلون في مجلس النواب وهو السلطة التشريعية التي أقرت قانون إخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.

لذلك يعتقد الكثير من العراقيين بسبب التضليل والإرهاق الدعائي بأن الحوار مع الولايات المتحدة سيكون منحصرا بمسألة بقاء القوات الأميركية من عدمه على الأراضي العراقية. ذلك أمر غير صحيح. لأن القوات الأميركية يمكن التحكم بحركتها من خلال إعادة انتشارها داخل الأراضي العراقية أو خارجها من غير الحاجة إلى أن يُجرى حوار منظم بين الطرفين.

من المتوقع أن يكون ذلك الحوار بداية لوضع خطة لإنقاذ العراق. وهي خطة قد تكون متفائلة أكثر مما ينبغي بالقياس لما يمكن أن يواجهها من معوقات على أرض الواقع.

ما يمكن أن يحصل عليه العراق ممثلا بحكومة الكاظمي من وعود أميركية يمكن أن يحبطه مجلس النواب الذي تسيطر عليه التنظيمات والميليشيات المسلحة التابعة لإيران. فهل ستكون العودة إلى النظام الإيراني ضرورية من أجل أن تأخذ مخرجات الحوار طريقها إلى الواقع؟

ذلك ما لا يتوقع حدوثه أحد.

ولكن هل ستتمكن إيران فعلا من إبطال القدرة على التعاون بين العراق والولايات المتحدة في ظل وضعها الاقتصادي المتردي؟ ثم أن ميليشياتها في العراق هي في حاجة إلى مَن يمولها بعد انخفاض سعر النفط الذي أدى إلى إفلاس الخزينة العراقية. ستتردد تلك الميليشيات كثيرا قبل أن تعود إلى لغتها القديمة. لن يؤثر في ذلك بقاء ميليشيا واحدة على إخلاصها لخط الإمام.

كل ذلك يقع على الجانب المتفائل. أما على الجانب المتشائم فإن ما يمكن توقعه أن يتوصل الجانبان إلى اتفاقات لن يأملا منها أن تنتقل إلى أرض الواقع، لا بسبب الصعوبات الاقتصادية بل لأن البيئة السياسية غير مستعدة لقبولها. وبذلك تطوى صفحات حوار، كان من الممكن أن يخرج العراق من متاهته.

رئيس الوزراء العراقي الحالي يعرف أكثر من غيره أن في إمكان الولايات المتحدة التي صنعت متاهة العراق أن تخرجه منها. غير أن تلك المعرفة ستكون مضرة بالنسبة إلى الآخرين من شركائه في العملية السياسية الذين يراهنون على الحليف الإيراني.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد