عودة.. لمتظاهرين في تل أبيب: “نحن على مفترق طرق وعلينا محاربة الضم”

تظاهر أمس الآلاف في ميدان رابين بتل أبيب ضد نية الحكومة ضم أجزاء من الضفة الغربية بعد أن تراجعت الشرطة أمس عن منع إجراء المظاهرة بذريعة أنها تعارض تعليمات كورونا. وتعهد المنظمون بتحديد أماكن الوقوف المخططة واتفقوا مع الشرطة على أن يكون عدد المشاركين ألفي شخص فقط. ولكن وصل العدد إلى ستة آلاف.

مئات المتظاهرين الذين اجتازوا شارع بن غفرون المجاور للميدان بعد المظاهرة، واصلوا التظاهر في ميدان مسريك، هاتفين ضد الاحتلال وإطلاق النار على إياد الحلاق في القدس الأسبوع الماضي. وقامت الشرطة بإخلائهم بالقوة بعد أن رفضوا المغادرة واعتقلت خمسة منهم. أثناء الإخلاء هاجم رجال الشرطة مصور “هآرتس”، تومر افلباوم.

وافتتح رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، المظاهرة بخطاب مسجل قال فيه: “نحن على مفترق طرق، طريق يؤدي إلى مجتمع مشترك مع ديمقراطية وحقيقية ومساواة اجتماعية وقومية للمواطنين العرب، وطريق يؤدي بنا إلى الكراهية والعنف والضم والأبرتهايد. ويمكننا وقف الضم، لكن علينا جميعاً محاربته. لن تكون هناك عدالة اجتماعية إذا لم ينته الاحتلال، لأن الديمقراطية ليست لليهود فقط”.

بعد ذلك، تم بث خطاب للسناتور الأمريكي بيرني ساندرز قال فيه: “هناك ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة وأرجاء العالم يؤيدون هذه القيم الإنسانية الأساسية، وعلينا الوقوف ضد زعماء مستبدين وبناء مستقبل من السلام من أجل كل فلسطيني وكل إسرائيلي. ومثلكم، أنا أؤمن بأن مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين مرتبط هذا بذاك، ويستحق كل أولادكم العيش بأمان وحرية ومساواة. ومن أجل أن يكون هذا ممكناً، فإن خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية بالصورة غير القانونية يجب أن تتوقف”.

رئيس “ميرتس”، نيتسان هوروفيتس، قال: “الضم جريمة حرب.. جريمة ضد السلام.. جريمة ضد الديمقراطية، وجريمة ستكلفنا سفك الدماء. الأشخاص الذين كان يجب أن يمثلوا البديل، وحصلوا على أصواتنا، رفعوا الأيدي وزحفوا إلى الطرف الثاني. بني غانتس وغابي أشكنازي وعمير بيرتس وآفي نسكورن، أنتم شركاء كاملون، وأنتم الذين تعطون الدعم والشرعية لهذه الكارثة، والمسؤولية تقع على عاتقكم”.

عضوة الكنيست ميراف ميخائيلي (العمل) قالت: “أنا هنا من أجل تمثيل كل أعضاء حزب العمل الذين يعارضون الضم أحادي الجانب ويعارضون الأخطار التي يجلبها معه. أنا هنا كي أمثل من صوتوا لغانتس وأشكنازي ووعدوا بأن يكونوا البديل لعدم المسؤولية هذا”.

جاء المتظاهرون إلى الميدان من أرجاء البلاد. تيجان، ابنة الـ 17 من الطيبة، قالت للصحيفة بأن أبناء الشبيبة العرب بدأوا يشاركون أكثر فأكثر في المظاهرات بتل أبيب. “أشارك في التظاهرة لأقول كفى لسفك الدماء، والآن يجب أن نصنع السلام”، قالت. “كفى للعنصرية. بيبي وترامب عنصريان، وأخشى مما سيحدث إذا حدث ضم. نريد القول للسياسيين بأننا قد مللنا”. وسمحا (50 سنة) من “كفار يونا” قالت: “لقد صوتنا لغانتس لأننا اعتقدنا أنه سيكون هو البديل، لكنهم خانونا. وبقول “العمل”: لقد مللنا من الاستخذاء تجاه الوسط، والأمل بأن يجلبوا التغيير. يمكننا معارضة الاحتلال والعمل من أجل الديمقراطية فقط من خلال الشراكة اليهودية –العربية”.

الخميس، قررت الشرطة منع إجراء المظاهرة. وفي لقاء في مركز تل أبيب، قيل للمنظمين بأنه لا يمكن إجراء مسيرات بذريعة أن صحة الشعب تمنع ذلك في هذه الأيام. ولكن في تعليمات الطوارئ لا يوجد منع صريح كهذا. حتى أنه طلب من المنظمين عدم النشر عن المظاهرة في “فيسبوك”. ورداً على ذلك، أعلن نشطاء اليسار بأنهم سيصلون إلى الميدان على أي حال. وتوجه أعضاء كنيست من القائمة المشتركة إلى الشرطة وطلبوا السماح بإجراء المظاهرة، إلى أن تم إلغاء المنع في نهاية المطاف.

من خلف المظاهرة، وقفت حوالي 30 منظمة وحزباً، ومنها: “حداش” و”ميرتس” و”نحطم الصمت” و”مقاتلون من أجل السلام” و”نقف معا” و”السلام الآن” و”داعمون واطباء من أجل حقوق الإنسان” ومنتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي – الفلسطيني، ولجنة المتابعة العليا للمجتمع العربي في إسرائيل، وكتلة السلام، و”محسوم” و”ووتش”، وغيرها.

هآرتس