قبل الأحد.. من نتنياهو إلى جهاز القضاء: أتمنى لكم نوماً هادئاً وإلا…!
سيدخل بنيامين نتنياهو، الأحد، بوابات المحكمة المركزية في القدس كإنسان بريء؛ فبنود الاتهام التي ضده تتطلب البرهان، والشهود لم يتقدموا بإفاداتهم بعد، والأدلة لم تفحص بأدوات قضائية، والقصة لم ترو، وثقة قيادة النيابة العامة بذنبه ليست قضاء نهائياً.
في أعقاب تعبير خطير وفضائحي خرج من فم الوزير دودي امسلم أمس، يمكن القول إن نتنياهو ليس ذا سوابق ظاهراً، فهو يجلس على كرسي الاتهام كأحد المواطنين، ولهذا يجن جنونه، هو ومبعوثوه.
ما ينبغي أن يقلق في هذه اللحظة ليس المخالفات المسجلة في لائحة الاتهام: فثم وقت لهذا. ما ينبغي أن يقلق هو محاولة إغراق المحاكمة ببحر من التهديدات. ستجري المحاكمة في الشارع، في مظاهرات برعاية الحكم وبمشاركة ممثليه المخولين. لقد هدد نتنياهو بإخراج مؤيديه إلى الشارع وهو يعتزم عمل ذلك. وهؤلاء سيتظاهرون أمام المحكمة وفي أماكن أخرى، وسيغرقون الشبكة الاجتماعية ويضرمون النار في المقابلات وفي الإعلام المؤطر وفي لحظات الظهور أمام المذيعين الموالين. سلفة ذلك رأيناها في أثناء المحاكمة العسكرية لـ أليئور ازاريا. و”بلفور” أيضاً رأى ذلك وفهم تلك الإمكانية الكامنة. في هذه اللحظة، يتلقى المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت معظم النار. وهذه عملية صرف انتباه: مندلبليت ليس الهدف في هذه اللحظة، ولكن بهجمات ضده سينقلون رسالة إلى المدعية العامة ليئات بن آري والنواب الذين يعملون تحت رئاستها، وإلى أعضاء الهيئة القضائية. الرسالة بسيطة: إذا كنتم تريدون النوم بهدوء، وتشعروا بأمان في بيوتكم، ولا تفحصوا أسفل سياراتكم كل صباح ولا تتعرضوا للتشهير، أنتم وأبناؤكم، عبر الشبكات الاجتماعية… فمن الأفضل أن تدهنوا المحاكمة.
مثلما في دول لا نريد أن نشبهها، كل شيء مكشوف وشفاف واضح. ليس صدفة أن برز دور مندلبليت في قضية هرباز عشية بدء محاكمة نتنياهو، وليس صدفة اختير امسلم ناطقاً دورياً باسم الحملة، وليس صدفة استخدامه لتعبير “صاحب سوابق ظاهراً” بالنسبة للمستشار القانوني للحكومة، وليس صدفة أن عاد يئير نتنياهو ونشر أكاذيبه.
بضع كلمات عن الحياة المهنية لـ إمسلم: في 2003 اعتقل للاشتباه بارتكابه جنايات، وأوصت الشرطة بتقديمه إلى المحاكمة. وأحد الضباط الذين حققوا معه روى لي بعد سنوات بأنه شعر بتفويت فرصة كبيرة عندما قررت النيابة العامة إغلاق الملف لنقص الأدلة. فقد كان مقتنعاً بأن الرجل ذو سوابق، ذو سوابق ظاهراً. إمسلم، مثل قنبلة تسير على قدمين، تميز غضباً على اعتقاله. أما نتنياهو فسحبه من حياة سياسية فاشلة (لم ينجح حتى في أن ينتخب لمجلس البلدية) وأطلقه نحو الشرطة.
وزير العدل الجديد، آفي نيسنكورن من “أزرق أبيض”، رد على أقوال إمسلم من خلال منشور مغفل، غير رادع على نحو ظاهر. ما هكذا يحمى جهاز القضاء.
نتنياهو الابن شبّه أباه بدرايفوس، أمس. وقد يكون الابن مغرداً كبيراً، ولكن التاريخ ليس مجاله. فقد كان درايفوس ضحية اليمين في فرنسا. وأنقذه كاتب يساري ظاهراً وضابط كان ولاؤه للقسم يغلب ولاءه للمسؤولين عنه. أما نتنياهو فهو اليمين، هو الحكم، هو الشارع، كل ما لم يكن لدرايفوس. فليرتح بال الابن: تغريداته لن تجعل أحداً يتقلب في قبره – لا الجد المؤرخ ولا الجد المعلم. والداه لن يخجلا به، فالخجل مات في بلفور.
الابن الكفؤ نشر شريط فيديو أمس يكشف عفن البيت في بلفور. حقاً، محرج. البيت لا يرمم، لأن العائلة توافق على الانتقال المؤقت إلى البيت في قيسارية شريطة أن تستثمر الدولة الملايين في قيسارية. فلماذا تستثمر الدولة الملايين في ذلك البيت بقيسارية في ذروة أزمة اقتصادية؟ لماذا تستثمر الملايين في بيت غانتس في “روش هعاين”؟ لماذا تحرس أبناء غانتس الراشدين؟ ألا يفهم إلى أين يجره نتنياهو؟
يديعوت احرونوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews