صحيفة إسرائيلية : إلى أبو مازن .. خسرت حمايتنا كما خسرت غزة ولن نسمح بتدمير تراثنا في “يهودا والسامرة”
جى بي سي نيوز :- احتفالية باعثة على الشفقة، أعلن أبو مازن، الثلاثاء من هذا الأسبوع، بأن السلطة الفلسطينية في حِل من الاتفاقات مع إسرائيل ومن التنسيق الأمني. حجم الشفقة كبؤس التهديد.
هو، رعاياه، نحن، الكل يعرف بأن هذا التنسيق، وإن كان يساعدنا، ليس حرجاً. أما بالنسبة له فالمساعدة المتبادلة وجودية. لقد أنقذه جهاز الأمن الإسرائيلي بضع مرات من الاغتيال والانقلاب، لكنه لم يقدم لنا أي جميل. والانسحاب من غزة كان هو المرة الأخيرة التي تحمل فيها بنفسه مسؤولية سلامته على ذاته من دوننا. واستغرقت “حماس” سنة ونصفاً كي تذبح رجال “فتح” وتسيطر على القطاع، وسارع هو إلى إسرائيل لتنقذه من مصير مشابه في يهودا والسامرة.
ولكن المشكلة هي في الجانب الإسرائيلي، فسخيف بعض الشيء الحديث عن تنفيذ الاتفاقات التي احترقت منذ زمن بعيد مع الباصات والمقاهي التي تفجرت، ومع قرابة ألفي “ضحية سلام” عندنا، ومع جهاز تعليم وإعلام رسميين لـ “شريك السلام” اللذين يربيان على الكراهية، ومع من يثيبون الإرهاب ويديرون نشاطاً دولياً ضدنا. قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، إن جنود الجيش الإسرائيلي يبصقون على عرب السلطة كي ينقلوا عدوى كورونا إليهم، إن فرية دم كانت تؤدي في الماضي إلى المذابح. قال، وإسرائيل لم تصفه، ولم تطرده، وحتى لم تسحب منه بطاقة الشخصية المهمة التي تمنحه حرية حركة مطلقة في أرجاء البلاد.
إن رداً معقولاً على الإعلان بأن “الفلسطينيين” لم يعودوا ملتزمين بالاتفاقات كان ينبغي أن يجر تصريحاً إسرائيلياً فورياً بإلغاء الاتفاقات في ضوء هذا الخرق الجذري (وألف آخر قبله). ومن الآن فصاعداً، كل تنفيذ بالتزام من جانبنا سيكون على أساس تطوعي، وعلى راحتنا، بشكل غير ملزم. فإذا كان هناك اتفاق يخرقه أحد الطرفين، فالطرف الآخر ملزم بإبلاغه أنه يرى في ذلك خرقاً، وبالتالي فهو أيضاً في حِل من الاتفاق، وإلا -من ناحية قانونية- ينشأ وضع يكون فيه طرف ما في حِل من الالتزامات، بينما الطرف الآخر لا يزال ملتزماً، كونه مر على الخرق بالصمت.
هذا كان يسمح لنا بأن نبعث بالجيش الإسرائيلي إلى “تل أروما” في السامرة مثلاً ونوقف تدمير تراثنا في قلعة “الحشمونايين” الفاخرة والسيطرة على موقع سبسطية من جديد ووقف بكاء الأجيال على الأثريات التي تجرى هناك من قبل السلطة الفلسطينية ومواقع أخرى كثيرة تسلب وتدمر بشكل لا مرد له.
ولكن لأجل هذا هناك حاجة إلى الدوافع.. دوافع الحفاظ على مواقع التراث، وهوية البلاد، والكرامة الوطنية وأراضي الوطن.
يا لها من خسارة ألا توجد مثل هذه الدوافع لدى قيادتنا، بما في ذلك كل وزراء الدفاع ورؤساء الوزراء الأخيرين الذين يقفون جانباً دون اكتراث، ويسمحون لقلب البلاد بأن يفلت من أصابعهم. ولكن ما هي خطيئة الأجيال القادمة حين يدمر سلوكنا البائس الذي اعتدناه في المنفى تراثهم هذا؟
القدس العربي
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews