Date : 19,04,2024, Time : 09:10:33 PM
3598 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 23 رمضان 1441هـ - 16 مايو 2020م 01:32 ص

قراصنة وقعقعة سلاح بين واشنطن وبكين

قراصنة وقعقعة سلاح بين واشنطن وبكين
إميل أمين

يوماً تلو الآخر، تتسارع الأحداث بين واشنطن وبكين، وما من أحد قادرٌ على التصدي لعلامة الاستفهام المثيرة للجدل: أهي الحرب الكلاسيكية بين القوتين، أم التعايش على مضض، مع تفعيل نوع آخر من أنواع الحروب؟ وربما، وهذا هو الأهم: هل من مصلحة لواشنطن تحديداً في إذكاء نيران خلاف تقود إلى إشعال معركة وقودها الناس والحجارة؟
في لقاء له على قناة «فوكس» الإخبارية، نهار الخميس، بدا واضحاً لكل ذي عقل أن هناك منحدراً خطيراً تمضي فيه العلاقات بين الجانبين الأميركي والصيني، لا سيما بعد أن صرح الرئيس ترمب بأنه «لا يرغب في التحدث في الوقت الحالي إلى نظيره الصيني شي جينبينغ»، بعد أن «خيب موقف بكين من فيروس (كورونا) أمله»، مؤكداً أن «هناك كثيراً من الأمور التي يمكن أن نقوم بها... يمكننا قطع كل علاقة».
العارفون ببواطن العلاقات الأميركية - الصينية يدركون أن القول بقطع العلاقات تعبير كبير خطير، لا سيما أنه يحمل في طياته تلميحاً لوقف الاتفاق التجاري الأخير بين البلدين الذي لم يدخل دائرة التنفيذ بعد، وهو أمر يؤثر ولا شك على أحوال الاقتصاد العالمي برمته، ويفتح المسارات الذهنية للتفكير في الأصوات التي تتوقع صداماً غير تقليدي بين العم سام والتنين الصيني في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
يدرك الناظر لتصريحات ترمب أن هناك حنقاً كبيراً تجاه الصين يختبئ بين ضلوعه، إذ عد أن مائة صفقة تجارية لا تعوض خسارة كل تلك الأرواح البريئة، في إشارة لا تخطئها العين إلى أكثر من ثمانين ألف أميركي قد قضوا، مع احتمالات لأن يصل الرقم - مع الأسف الشديد - إلى 150 ألفاً بحلول أغسطس (آب) المقبل.
لدى الرئيس ترمب يقين بأن الصين هي سبب البلاء الأعظم. وفي أوائل مايو (أيار)، قطع بأنه اطلع على الدليل الذي يثبت أن مصدر فيروس كورونا هو معهد ووهان للفيروسات في الصين، الأمر الذي يعمق الثأر - إن جاز التعبير - من الذين سحبوا من بين يديه الورقة الاقتصادية الكفيلة بأن تبقيه في البيت الأبيض لأربعة أعوام أخرى؛ بل أبعد من ذلك: التأثير على نجاحات أميركا الاقتصادية خلال عقود أربعة خلت على الأقل.
سياق المواجهة بين واشنطن وبكين استدعى إعادة قراءة صفحات «فخ ثوسيديديس»، ومقابلة الأوضاع بين أثينا وإسبرطة قبل نحو ألفي عام مع واقع حال بكين وواشنطن اليوم، وهل يمكن أن يتدهور المشهد الساخن إلى حرب كبرى لا تنفك أن تضحى عالمية؟
بعضٌ يقبل بالمقاربة، وبعضٌ آخر يرى أن العالم تغير، والمقارنات غير جائزة، لكن في كل الأحوال تعطينا تطورات المشهد علامات إنذار بحدث جلل يكاد يحدث بين عشية وضحاها.
قبل بضعة أيام، كان مكتب المباحث الاتحادية الأميركي يحذر من أن الصين تسعى إلى سرقة أبحاث أميركية حول ابتكار لقاح أو علاج لفيروس كورونا، وأن المكتب يجري تحقيقاً في عمليات قرصنة رقمية نفذها أفراد تربطهم صلة بالصين، استهدفت مؤسسات بحثية أميركية وشركات أدوية تشارك في مكافحة فيروس كورونا.
لم تكن واشنطن وحدها من رصد حرب القراصنة الصينيين في زمن الكورونا، فقد رصد المركز الوطني للأمن السيبراني في بريطانيا كذلك تصاعداً متزايداً في تكتيك ما يسمى «رش كلمة المرور» بصورة واسعة النطاق للمتسللين الذين يحاولون الوصول إلى الحسابات من خلال كلمات المرور الشائعة التي تستهدف الرعاية الصحية ومنظمات البحوث الطبية.
ماذا يعني ذلك؟ وهل القرصنة الصينية في زمن كورونا هي الأولى من نوعها؟
الشاهد أن للصين تاريخاً طويلاً من عمليات التنصت والتجسس والاختراق السيبراني الموجه للولايات المتحدة. ومع الاتهامات الأميركية الجديدة، تتأكد المخاوف من السير الوئيد نحو المواجهة الحتمية، ذلك أن جائحة كورونا، وما سببته من أزمة قاتلة على الجانبين، لم تضع حداً للمنافسة بين بكين وواشنطن، بل زادت من مشاعر الاحتقان الأميركي، لا سيما عند الجانب اليميني القومي المتشدد، المناصر والمؤيد للرئيس ترمب؛ الرجل الذي حذر من قبل أن يدلف إلى البيت الأبيض من نوايا الصين تجاه أميركا.
يبدو العالم أمام معسكرين، وكأن الأمر صراع بين ملائكة وشياطين يتناوبون الأدوار. فالمنافسون لترمب الذين يكيدون له كيداً، وفي مقدمهم الديمقراطيون في الداخل، يرون أنه كعادته يسعى للبحث عن شخص أو جهة ما يحملها مسؤولية تفشي الوباء، ويسعى لأن تدفع تكاليف الكارثة.
أما مناصرو الرئيس فيرون أن الصين غير قادرة على أن تصبح رقماً حقيقياً في المعادلة الدولية، رغم كل الفرص التي منحت لها، إذ لا تزال تمارس سياسات تجارية عدوانية، تشمل أسعاراً جائرة، وسرقة ملكيات فكرية، وابتكارات صناعية مدنية وعسكرية، وقد جاءت الجائحة لتبين للأميركيين أن رهانهم على الصين بصفتها شريكاً تجارياً كان خاسراً. على سبيل المثال، كيف لهم أن يجعلوا أكثر من 90 في المائة من مصانع المضادات الحيوية قائمة على الأراضي الصينية، ولهذا آن أوان فصم الاقتصاد الأميركي عن نظيره الصيني، خاصة بعد أن وسع الوباء نطاق الاحتياجات الاستراتيجية إلى حد كبير، وأضعف رؤى مؤيدة للتجارة الحرة.
ما يجري وراء الأطلسي لم يكن ليغيب عن أعين الصينيين، القائمة والنائمة، داخل وخارج أميركا، ولهذا يخشى الصينيون من تصاعد التوجهات العدائية الاستراتيجية الأميركية جهتهم. ومن هنا، يبدأ حكماً فصل جديد من فصول التسلح الصيني، التقليدي والنووي، والاستعداد للقراءات المستقبلية كافة، ضمن أطر المواجهة الكوكبية مع الأميركيين.
من واشنطن إلى بكين حروبُ قراصنة وقعقعةُ سلاح تسمح بالسيناريوهات كافة.

الشرق الاوسط 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد