حفاظاً على فرص السلام: هل يجرؤ غانتس على إبلاغ بومبيو بأنها ليست سوى “حكومة طوارئ”؟

من المؤسف أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي سيأتي اليوم في زيارة لإسرائيل، لن يحضر حفل أداء القسم لحكومة البالون الإسرائيلية. كان بإمكانه أن يأخذ انطباعات عن قرب من القشدة الخالصة لسياسة إسرائيل، وأن يحك مرفقه بمرافق أعضاء إحدى الحكومات الكبرى في العالم ويرى كيف تكيف الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط نفسها لما هو مقبول لدى جيرانها.

هذه حكومة تشبه غرفة المرايا المقعرة في لونا بارك. كل واحد من أعضائها يبدو ككريكاتير لنتنياهو، ولكن بومبيو بنفسه شريك كبير في إدارة يقف على رأسها رئيس مكون من أجزاء أنتجت في ايكيا، لم يأت ليكون انطباعات عن حجم الدمار المباشر والضرر البيئي الذي ستحدثه هذه الحكومة، إنما جاء ليساهم بنصيبه في احتفال ينوي أن يناقش مع الرأسين حول مساحة دولة إسرائيل بعد أن تضم لنفسها الذنب الأعوج لغور الأردن وبقع جلدية أخرى على صورة مستوطنات. الإدارة الأمريكية غير متأثرة بصورة خاصة من القبح في جمال خارطة أرض إسرائيل الجديدة. كما أنه سيتطرق لرد الفلسطينيين والدول العربية على الضم مثل إسرائيل، ويصفه كعلكة قديمة علقت بنعل الحذاء.

ربما يذكر بومبيو بأنه إذا كان هنالك ضم فسيكون حسب خطة ترامب للسلام؛ أي مفاوضات مع الفلسطينيين. ولكن إذا لم يوافقوا على مفاوضات، ومن الواضح أن هذا ما سيحدث.. عندها لن يكون الأمر فظيعاً ويمكن القيام بضم أحادي الجانب. ومع المنتج النهائي لن تضطر الولايات المتحدة أن تتعايش. ولأن مواطني إسرائيل وضعوا على رؤوسهم الحكومة التي يستحقونها، فلا يجب عليهم أن يتذمروا..فقد حصلوا على الوجبة التي طلبوها. ولا يمكنهم أن ينتخبوا بسبب خداع غانتس، الأمل الذي تقنع بقناع الوسط.

صحيح أن غانتس تحدث في بداية التاريخ (أي قبل سنة) وقال إنه يعارض ضماً أحادي الجانب، وبعد ذلك نشر رسائل تقول إن الإدارة الأمريكية لن توافق على ضم أحادي الجانب، ولكن الإدارة الآن تؤيد. حقاً تؤيد وإن لم تقب ذلك بصورة صريحة. فلم يدخل غانتس الكازينو ليشرب القهوة ويقدم الوعظ ضد لعب القمار. إذا قام نتنياهو بالضم وبارك ترامب ذلك فلن يستقيل غانتس من الحكومة، وعندما يحين دوره ليجلس على كرسي الشرف، لن يعيد العجلة إلى الخلف. ولن يستطيع الادعاء بأنه حاول وقف الكارثة، إذ ليس لديه حق الفيتو، حسب اتفاقه مع نتنياهو.

بالطبع، يمكن تبني مقاربة لينين، حيث مقولة ” كلما كان الوضع أسوأ يكون ذلك أفضل” منسوبة له- والادعاء بأن الضم هو مرحلة في الطريق إلى الجنة الموعودة. ويمكن أيضاً تشجيع الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات ضد إسرائيل كي تكون جزءاً من الشر الذي سيأتي قبل الخير-أو مجرد أن يهز الأكتاف ويقتنع أن الضم لن يغير واقعاً سيئاً، الذي هو بشكل من الأشكال موجود بالفعل، وبالمجمل سوف يمزق قناعاً آخر من على وجه النفاق.

ويتوجب إعادة غانتس إلى أساساته، فليس له حق الفيتو، ولكنه يستطيع أن يشرح لبومبيو أن ضماً أحادي الجانب ليس يقبله هو ولا كثير من الإسرائيليين الموجودين في “أزرق أبيض”. يستطيع غانتس بل عليه إقناع الإدارة الأمريكية بأن الحكومة التي هو عضو فيها لا تتكلم بصوت واحد، وعليه أن يذكر بأنها شكلت من أجل معالجة كورونا وليس من أجل المس بفرص السلام وإن اتفاقه مع نتنياهو لا يلزمه السكوت عن هذا الأمر.

هذه اللحظة التي على غانتس أن يثبت لجمهور ناخبيه ولترامب ومبعوثيه بأنه ينوي أن ينفذ جزءاً من تعهداته ويوقف جنون المسيحانيين في القدس وواشنطن. إن موقفاً كهذا سيمنحه القليل من دقائق الهالة التي ستذكره، هي لا تجعله يسارياً -لا سمح الله- بل شخصاً سوي العقل.

هارتس