“طوارئ” ما بعد “كورونا”: هكذا ستحدد إسرائيل تاريخها بصفقة القرن وعناق الثنائي ترامب-نتنياهو
من السابق لأوانه الحديث عن إرث حكومة لم تتشكل بعد، وتوزيع الحقائب فيها ليس نهائياً ولم تبدأ بعد بأداء مهامها، والتحدي الحقيقي القاسي والوحشي لا يزال أمامها. ولكن يمكن أن نعطي بعض المؤشرات الآن. على ماذا ستُذكر هذه الحكومة وعلى ماذا يمكنها أن تُذكر.
ستُذكر قبل كل شيء بأنها اختيار للرسمية والوطنية على الشخصي والانتقامي. خسارة أن نصب الكثير من الكلام على سلوك لبيد ويعلون وليبرمان: واضح ما الذي يبدو لهم ملحاً في أيام من الوباء الوطني: استبدال نتنياهو، وإذا لم ينجح هذا، فالإثقال على الحكومة قدر الإمكان، وفي زمن الطوارئ.
هذه الحكومة ستُذكر كحكومة الاختيار الرسمي، بل وربما حكومة انتصار الحقيقة. وهذا ما شهدناه منذ الانتخابات وبقوة أكبر في الأسبوع الأخير: “هجمة الأنباء الملفقة بقيادة كتلة “كله إلا بيبي”. وجدوا شعارات قابلة للاستيعاب، مثل “يسرقون الدولة” و”أغلقوا الكنيست أمامنا”. يئير لبيد وعوفر شيلح، إلى جانب يئير غولان، ورئيس ميرتس نيتسان، قادوا المظاهرات مع الأعلام السود، وخرجوا لإنقاذ الديمقراطية. وباء كورونا وقيود حفظ الحياة هي أمر ثانوي، المهم هو إثارة الجمهور وخلق إحساس من الانقلاب والفوضى، والإضافة على الخوف الوجودي أجواء من عدم الاستقرار والانهيار أيضاً.
وقف رئيس الكنيست المنصرف في بؤرة هجمة الأنباء الملفقة: لم يجدِ نفعاً وقوف أدلشتاين أمام الإعلام ليفكك بأدب وصبر يتميز بهما كل حجج خصومه. فقد عرض كمن يضحي بالديمقراطية كي ينقذ مساعي نتنياهو لتثبيت دكتاتورية أردوغانية. حبيس صهيون، ديمقراطي، رسمي، معلل – أصبح هذا الأسبوع عدو الجمهور رقم 1.
وعندما تأتي عاصفة كهذه في العصر الحالي، فلا يمكن إيقافها. التعاون بين المستشار القانوني للحكومة والمحكمة العليا أجبر أدلشتاين على الاستقالة في فعل احتجاجي فروسي.
ولكن الواقع أثبت في نهاية المطاف أن الحقيقة تفوق كل الأنباء الملفقة. فالديمقراطية لم تختي حتى ولا للحظة، والكنيست لم تغلق حتى ولا لدقيقة واحدة. وعادت الأكاذيب كالسيف المرتد على كتلة “كله إلا بيبي” التي تفككت. إذا كان ثمة بعض من النزاهة والاستقامة، فينبغي لأدلشتاين أن يعود ليتولى رئاسة الكنيست. بعض من اعتباراته كانت استخدام كل الأدوات البرلمانية الشرعية والمخولة في القانون وفي نظام الكنيست للسماح للمفاوضات الائتلافية أن تستنفد نفسها في ساعة أزمة غير مسبوقة. فما هو أكثر رسمية من هذا؟
حكومة الطوارئ هي الجواب الرسمي على السياسة الانتقامية والاستبعادية للبيد – شيلح – يعلون – ليبرمان. هذا إنجاز سيسجل في صالحها: في أيام الأزمة وانعدام اليقين، وجدت على الأقل القوى التي تحمل بشرى الاستقرار ووحدة الجمهور.
ولكن هذه الحكومة يمكنها، بعد أن تجتاز أزمة كورونا، أن تستغل الوحدة كي تستنفد شيئاً واحداً آخر: خطة القرن. وستكون لها الشرعية الكاملة، فهي تجلب معها صلاحيات أمنية وإجماعاً واسعاً. هذه حكومة تقوم في مركز الإجماع الوطني، الصهيوني واليهودي، وهذا ذخر سيسمح لها بالعمل على ترسيم حدود إسرائيل.
في الزمن القليل المتبقي في الحرب ضد كورونا، يمكن لنتنياهو وغانتس أن يدخلا التاريخ بفضل بشرى الرسمية الوطنية التي جلباها، بل وبصفتهما أيضاً من جلبا لدولة إسرائيل خريطة الأمن؛ فإن خطة القرن كفيلة بأن تحسم جوهر ومستقبل إسرائيل كدولة يهودية، وبالعناق وفي التعاون للوسط – اليسار مع المعسكر الوطني، وبقيادة ترامب ونتنياهو سيكون ممكناً تحديد التاريخ بعد أزمة كورونا. هذه فرصة لا تتكرر، وينبغي الأمل في أنه مثلما فهم الرجلان عظمة الساعة في مواجهة الوباء فإنهما سيفهمان عظمة المسؤولية التاريخية الملقاة عليهما.
اسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews