بين “غزة أولاً” وسيناريوهات “القيامة”: هل سينفجر القطاع في وجه إسرائيل… بيولوجياً؟
سمع رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبوع الماضي من قادة الجيش سيناريوهات قاتمة جداً حول التطورات في قطاع غزة. فبناء على تقويمات الوضع التي يجريها الجيش، تلوح غزة اليوم كبؤرة محتملة لانفجار عنيف في المدى القصير، أكثر من جبهة الشمال. فقد تغير ترتيب التهديدات: غزة أولاً.
الصورة التي يرسمها قادة جهاز الأمن أمام القيادة السياسية هي شبه الآخرة. غزة، مصابة بكورونا، من شأنها أن تتفجر على إسرائيل بحجوم لم نشهد لها مثيلاً حتى الآن. وتتحدث السيناريوهات عن إمكانية إطلاق صواريخ وقذائف هاون لإجبار إسرائيل والعالم لدعم القطاع طبياً ولوجستياً، لأن حكومة حماس لن تكون قادرة على التصدي للوباء حين يتفشى. فإطلاق النار ليل الجمعة هو تذكر بالضغط المحتمل على سكان الجنوب الذين هم أيضاً في الحجر وعليهم أن يمتنعوا عن الاكتظاظ في مكان صغير ومغلق. أما السيناريو الأكثر إشكالية، فيصف وضعاً يركض فيه سكان غزة ببساطة إلى الجدران بجموعهم لإنقاذ حياتهم. ولا يدور الحديث عن متظاهرين عنيفين يجتهد الجيش لوقفهم بوسائل إطلاق النار على الأرجل. بل عن آلاف الأشخاص اليائسين الذين لا يعرف أحد كم منهم يحملون المرض، ممن يسعون إلى الفرار من غزة بكل ثمن.
بتفكير بارد، واضح تماماً أنه سيتعين على إسرائيل أن تصدهم بالقوة. فهل لدولة إسرائيل اليوم شرعية في الساحة الداخلية والساحية الدولية لإطلاق النار على أناس مرضى؟ الجواب سلبي. التوصيات التي رفعها الجيش للقيادة السياسية تعنى بأعمال إسرائيلية في الساحة الدولية غايتها الإيضاح التعقيدات الإنسانية والأمنية للوضع في القطاع لأمم العالم، والتجنيد منذ الآن لمساعدة دولية لغزة منعاً لانفجار الأزمة. المساعدة التي تصل إلى غزة اليوم رمزية. وباستثناء قطر التي تعهدت بمواصلة إعطاء 25 مليون دولار في كل شهر في نصف السنة القريبة القادمة، والتي أساسها لغرض المساعدة الاقتصادية، نقلت منظمة الصحة العالمية معدات طبية هي قطرة في بحر احتياجات غزة. ونقل منسق الأعمال في المناطق من إسرائيل إلى غزة أطقم فحص، وهي قطرة أخرى في بحر.يعتقد الجيش أن على إسرائيل أن تدفع بالمعدات وبالبنى التحتية إلى القطاع قدر إمكانها. فضلاً عن ذلك، فحين تشتري إسرائيل اليوم في كل العالم معدات للتصدي لكورونا فإن عليها أن تأخذ بالحسبان إمكانية وصول بعضها إلى قطاع غزة.
وثمة فرصة أيضاً في مداولات الجيش مع القيادة السياسية، إلى جانب التهديد المتعاظم من جهة القطاع، هناك احتمال لاستقرار منظومة علاقات أخرى مع حماس، على خلفية التعاون الإنساني والتعلق المطلق لغزة بإسرائيل لغرض صد الوباء. وثمة احتمال لانعطافة في موقف حماس العملي من إسرائيل وإن كان غير كبير إلا أنه قائم.
في عصر كورونا، يتقلص النشاط العسكري في العالم؛ فقد ألغى الروس مناورات على طول حدودهم، وأجّل الأمريكيون المناورات الأكبر، منذ 25 سنة، التي كانوا خططوا لها في أوروبا، أما القوات الدولية العاملة ضد الإرهاب فأنزلت القدم عن الدواسة… ما يعطي الجهاد العالمي، في كل أرجاء المعمورة، مساحة تنفس وانتظام تمهيداً لاستئناف أعمال الإرهاب العالمية.
حزب الله في فترة كورونا سيكون أغلب الظن أكثر لجماً، إذ إن لبنان يتهمه على أي حال بجلب كورونا وتفشيه. والأمر الأخير الذي يحتاجه الآن هو أن تنفذ إسرائيل التهديدات التي نقلتها إلى دول المنطقة من مغبة محاولة استفزازها، لأن الرد سيكون أقسى مما كان في الماضي. والإخطارات التي توفرها الاستخبارات حول نشاط عسكري في جبهة الشمال تتناقل أحداثاً وقعت قبل أشهر. أما في الضفة، فإسرائيل والسلطة تتعاونان بشكل كامل، وبالتالي فقد بقينا مع غزة. المصلحة الإسرائيلية هي السماح لغزة بأن تبقي نفسها خارج موجة كورونا، وإلا فسنجد أنفسنا في فيلم آخر.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews