لا يوجد دولة بمنأى عن فيروس كورونا.. والدول الغنية لا تستطيع المقاومة لوحدها
في مقال لراجورام راجان في صحيفة فاينانشال تايمز، جاء أن قادة العالم يدركون في الوضع الراهن أنه لا توجد أي دولة بمنأى عن فيروس كورونا، وأن الدول الغنية والمتطورة لا تستطيع مواجهة الأزمة لوحدها، خصوصا أنها لم تبدأ تلك الحرب مع الوباء من موقع قوة.
ومع ذلك، قد تسمح الأجهزة الإدارية القوية لتلك الدول، إضافة إلى مواردها المالية المتنوعة، باتخاذ قرارات حكيمة تمنع انتشار الوباء بشكل كبير.
ولكن الكاتب يعتبر أن على الدول الثرية أن تضع في اعتباراتها أن دولا أخرى لا يمكنها مواجهة الفيروس في ظل محدودية الإمكانيات، خصوصا في حالات لم يجر فيها مواجهة الفيروس منذ البداية بصرامة، ما خلف أوضاعا صعبة، تعاني فيها تلك الدول من نظام طبي غير قادر على مجاراة تبعات انتشار الوباء. ويتحدث الكاتب بذلك عن إسبانيا وإيطاليا وإيران، مشيرا إلى أن دولا أخرى ليس لديها الموارد الكافية لتخصصها لمواجهة الفيروس.
كما أن دول العالم النامية، خصوصا ذات العدد الكبير من السكان مثل نيجيريا وبنغلاديش، قد لا تجد الكثير من الموارد لتخصصها في مواجهة الفيروس، ولكن حتى الآن لم يختبر الفيروس قدرة مثل تلك الدول على مواجهته.
وبحسب الكاتب، فنظرا لأن الحرب مع فيروس كورونا هي حرب عالمية، تخوضها دول العالم كافة، فيجب على الجميع أن يساهم في تنظيم عملية إنتاج الأسلحة الأساسية اللازمة لمواجهته، مثل أدوات فحص الحرارة للجسم، والأقنعة الواقية والكمامات، والملابس الواقية، والمواد الكيماوية اللازمة للتعقيم، وأجهزة التنفس الاصطناعي.
وبحسب الكاتب، يجب على منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية العمل مع المؤسسات الصحية لمعرفة الأدوات الضرورية لكل دولة في محاولة الحد من انتشار الفيروس، من أجل التصدي للخطر العالمي النتاج عنه.
وفي وقت سابق، جاء في مقال الباحث البارز في مركز ستون لعدم المساواة الاجتماعية- الاقتصادية والبرفسور في مدرسة لندن للاقتصاد، برانكو ميلانوفيتش، نشره موقع “فورين أفيرز”، أن مخاطر الوباء الحقيقي هي في الانهيار الاجتماعي. وقال إنه حتى آذار (مارس) 2020 تأثر العالم بالشر الذي لم يعد قادرا على التعامل معه بطريقة فعالة ولا أحد يعرف مدة استمراره.
وقال إن التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد يجب عدم النظر إليها كمشكلة عادية يمكن للاقتصاديات المصغرة حلها أو التخفيف منها بل وسيشهد العالم تحولا في طبيعة الاقتصاد العالمي. والأزمة الحقيقية والمباشرة هي عن الإمداد والطلب، فالإمداد يفشل لأن الشركات تغلق أبوابها أو تخفض من قدراتها لحماية الموظفين من الإصابة بكوفيد-19، وهو المرض الذي يتسبب به فيروس كورونا المستجد.
فاينانشال تايمز
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews