من “كورونا” المحايد إلى نتنياهو المتهم: لا تفوت الفرصة التاريخية لمصالحة “عرب إسرائيل”
1. أخطأ من توقع أن نتنياهو يستخلص الاستنتاجات اللازمة في ضوء الواقع الذي فرض على دول العالم وعلينا عقب انتشار كورونا. نتنياهو مثل نتنياهو: المؤتمرات الصحافية التي يواصل فيها تصويب نفسه، وبالتوازي يرفض أن يضم إلى الحكومة “مؤيدي الإرهاب”، كما يُعرفهم، وفي ذلك يفوت فرصة تاريخية للمصالحة مع عرب إسرائيل حول مسألة لا تعود لليمين واليسار والمسائل السياسية. فالفيروس لا يتوقف في أي حاجز، ويلزمنا بأن نتحد عرباً ويهوداً.
2. صحيح، لا يمكن أن نكنس تحت البساط الحقائق التي تشير إلى تكتل القوائم العربية على مدى عشرات السنين حول تطلعاتها الوطنية وصلتها بالفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة وغزة والدول العربية. عملياً، يصطف الطرفان حول رواية حلم احتلال البلاد من جانب المصوتين اليهود، مقابل العودة إلى فلسطين التي تتمثل في “حق العودة” لدى كثيرين من أوساط عرب إسرائيل. ولكن الأحلام شيء، والرغبة في دحر الطرف الآخر من هنا شيء لا يقبله العقل.
لشدة المفارقة، نتنياهو هو الذي دفع عرب إسرائيل لأن يأتوا بجموعهم إلى صناديق الاقتراع في حملات الانتخابات الثلاث الأخيرة، وجعلهم عاملاً قادراً على أن يحطم التعادل بين المتنافسين على رئاسة الوزراء.
3. جهاز الأمن العام الشاباك حلل تلك الدعوات للمس بغانتس، التي صدرت في الشبكات الاجتماعية وخارجها، وليس مستعداً للسماح باغتيال سياسي آخر. وبالتالي، يحظى رئيس “أزرق أبيض” بالحماية من وحدة حماية الشخصيات، وينضم إلى النادي الضيق لـ “رموز الحكم” الذي يضم أيضاً الرئيس، ورئيس الوزراء، ورئيسة المحكمة العليا، الذين يتمتعون جميعاً بحماية حياتهم على مدار الساعة. على هذه الخلفية، قد نتوقع من غانتس أن يستغل الفرصة التي منحت له ويقول بصوت جلي: النواب العرب شركاء شرعيون في إدارة شؤون الدولة.
إن مسيرة نضوج المجتمع الإسرائيلي للاعتراف بالمندوبين العرب كشركاء لا كأعداء هي من المسيرات الأصعب على البلع، ولكن يجب أن نتذكر بأن ليس لنا بلاد أخرى، وفي هذه القطعة الإقليمية تعيش بعض القبائل التي لا تقاس حقوقها وفقاً لدينها.
4. إذا ما قامت حكومة طوارئ وطنية، يفترض بها أن تعالج مسألة واحدة فقط: وباء كورونا. إذا كان نتنياهو يقصد بجدية تحقيق دعوته لرئيس “أزرق أبيض”، فكل ما عليه أن يفعله هو أن يضع على الطاولة اقتراحاً لإقامة كابينت يقود الهيئات التي تتصدى لإدارة الأزمة التي نشبت في أعقاب انتشار الوباء.
إلى جانب اقتراح نتنياهو، سيبدأ الرئيس ريفلين اليوم بالمشاورات حول مسألة من سيكلف في مهمة تشكيل الحكومة. يجمل بنا أن نتذكر بأن طريقة الحكم الإسرائيلية لا تخرج في إجازة بسبب كورونا، ومن شبه اليقين أن بوسع غانتس هذه المرة أن يكون الأول الذي يحصل على التفويض لأنه يملك عدداً أكبر من الموصين به.
5. صباح أمس تلقيت علاجاً طبياً (بسبب مشكلة لا تعرض الحياة للخطر) في عيادة في بني براك. معظم الممرضين والممرضات والأطباء كانوا عرباً إسرائيليين، يأتون كل يوم لتقديم المساعدة لنا جميعاً من المدن والقرى في الشمال والوسط. وهم متفانون وجديرون بكل ثناء، ولا يخلطون السياسية بعملهم: العلاج للجميع. افترض أن الأمر الوحيد الذي يعنيهم هو أن نستوعب جميعنا بأنهم مواطنون متساوو الحقوق مثلنا. وأضيف: يا نتنياهو، المسؤولية ملقية عليك بأن تشكرهم، لأنهم يتجندون كل السنة لمعالجة السكان الذين بت تنتمي إليهم، كبار السن. وفضلاً عن ذلك: ستبدأ الثلاثاء محاكمة نتنياهو، ويجدر به أن يتذكر ما قاله النبي يشعياهو، قبل أن نسمع تلميحات بشعة عن هوية القضاة: “صهيون بالمحاكمة تفدى وأسراها بالصدقة”.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews