غانتس يوافق على شروط ليبرمان للدخول إلى الحكومة… واتصالات مع “المشتركة”

رئيس “إسرائيل بيتنا”، افيغدور ليبرمان، سيلتقي اليوم للمرة الأولى منذ الانتخابات، رئيس “أزرق أبيض”، بني غانتس، ويتوقع أن يبحثا التعاون بينهما وإمكانية تشكيل ائتلاف مشترك. ومصادر في “إسرائيل بيتنا” وصفت اللقاء بـ “الحاسم”، ومن المتوقع في أعقابه أن يلتقي ليبرمان وأعضاء قائمته حول التوصية بغانتس لدى الرئيس. غانتس وليبرمان لهما مبدأ أساسي واحد يتفقان عليه وهو إبعاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن الحكومة التي سيتم تشكيلها.

القائمة المشتركة ناقشت أمس مسألة التوصية بغانتس لرئاسة الحكومة لدى رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، وأعضاء القائمة اتفقوا على عدم اتخاذ قرار حول ذلك قبل تلقي طلب رسمي من “أزرق أبيض”. مصادر في القائمة المشتركة و”أزرق أبيض” قالت أمس للصحيفة بأن الاتصالات من أجل توجه رسمي من غانتس للقائمة في مرحلة متقدمة جداً، وهذا التوجه سيكون في القريب. رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، قال للصحيفة أمس في نهاية اللقاء “أنا والقائمة المشتركة لن نكون ورقة تين لأي أحد. لن نتحمل هذه المعاملة”. وحسب قوله، سيكون الأسبوع المقبل أسبوعاً حاسماً فيما يتعلق بتعامل المستوى السياسي مع الوسط العربي في إسرائيل.

مصادر في “أزرق أبيض” قالت إن الاتصالات مع القائمة المشتركة و”إسرائيل بيتنا” تجري من وراء الكواليس بعيداً عن وسائل الإعلام بسبب الحساسية التي تنبع من التعاون بين القائمتين. وحسب مصدر في “أزرق أبيض”، عندما يكون شيء ما مؤكداً ونهائياً فسيتم نشره بشكل علني”.

ورغم المصالح المشتركة بين غانتس وليبرمان إلا أن شخصيات رفيعة في “أزرق أبيض” تقدر بأن عضوي الكنيست يوعز هندل وتسفي هاوزر (تيلم) سيفشلان تشكيل حكومة ضيقة بدعم من القائمة المشتركة. وحسب التقدير، كلاهما سيعمل على تشكيل حكومة وحدة مع الليكود فور المصادقة على القانون الذي سيمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة. ومصادر في الحزب قدرت بأن ليبرمان سيعمل أيضاً على تحقيق هذا السيناريو بدلاً من حكومة تستند إلى أعضاء الكنيست العرب.

وعلى الرغم من ذلك، فإن ضائقة “أزرق أبيض” تواصل الدفع قدماً بسيناريو الحكومة الضيقة بدلاً من حكومة الوحدة.

وقال مصدر كبير في الحزب إن “احتمالية تشكيل حكومة وحدة مع الليكود ضعيفة، وتعتمد على عدة شروط يجب تحققها”.

رئيس “تيلم”، موشيه يعلون، التقى أمس هندل وهاوزر اللذين يعتبران اليمينيين في القائمة. و“أزرق أبيض” يعزو لهما إفشال تشكيل حكومة مشابهة في الجولة السابقة. سئل يعلون أمس عن معارضتهما المحتملة للقرار فقال إن “ما ستقرره قيادة “أزرق أبيض” سيتم تنفيذه”.

وإذا قام أعضاء “أزرق أبيض” بتوحيد قوتهم في هذه العملية فمن غير الواضح إذا ما سيتوجه ليبرمان نحو حكومة يدعمها أعضاء القائمة المشتركة أو سيحاول تشكيل حكومة وحدة مع الليكود في اليوم التالي لنتنياهو. ليبرمان يحافظ على غموض متعمد، و”إسرائيل بيتنا” يجد صعوبة في تفسير موقفه. ولم ينف ليبرمان حتى الآن ما نشر في “أخبار 12” بأن محاولته لإفشال تولي نتنياهو لرئاسة الحكومة تنبع من انتقام شخصي على خلفية تقديره بأن رئيس الحكومة يقف من وراء توريط أبنائه في قضايا جنائية. يفسر “أزرق أبيض” هذا النشر باحتمالية أن ليبرمان سيعود إلى اليمن فوراً بعد إبعاد نتنياهو عن الساحة السياسية. لذلك، هو لن يوافق بالضرورة على الدفع قدماً بعملية تشكيل حكومة ضيقة برئاسة غانتس.

وفي جلسة القائمة التي عقدت في الأسبوع الماضي، قرر أعضاء الكنيست من “إسرائيل بيتنا” العمل على سن قانون يمنع عضو كنيست وجهت ضده لائحة اتهام من ترشحه لتشكيل حكومة. ولكن يختلف موقف ليبرمان في هذا الموضوع عن موقف جهات كبيرة في “أزرق أبيض”؛ ففي حين أن الحزب الثاني من حيث الحجم يفضل أن يسري القانون في الولاية المقبلة من أجل منع ادعاءات حول الأثر الرجعي أو ادعاءات حول جعل القانون شخصياً، فإن عضواً في “إسرائيل بيتنا” أوضح أمس بأن حزبه سيصمم على سريان القانون على تشكيل الحكومة الحالية.

وحسب مصادر في “أزرق أبيض”، فإن الاختلافات في الرأي بينهم وبين ليبرمان في هذا الموضوع قابلة للحل ويمكن إيجاد صيغة مقبولة للطرفين.

ليبرمان يمسك بالأوراق قرب صدره ويرفض القول بأنه يؤيد استبدال رئيس الكنيست يولي ادلشتانين بمرشح من قبل “أزرق أبيض”، وهو الشرط الضروري لسن القانون الذي سيمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة. وأوضح “إسرائيل بيتنا” بأن أي تقدم في العلاقات بين ليبرمان وغانتس سيكون بالتدريج، وسيتم فقط بعد استكمال الخطوة السابقة له. “لن نعلن تأييدنا لغانتس قبل اللقاء بين الاثنين ورؤية أن هناك ما يمكن التحدث عنه. ولن نقرر إقالة ادلشتاين قبل معرفة إذا كان لغانتس العدد الكافي ممن يوصون به لتشكيل الحكومة المقبلة. وإذا لم يحصل غانتس على التصويت فما الحاجة إلى إقالة ادلشتاين؟”، قال أعضاء في “إسرائيل بيتنا”.

وأوضح “أزرق أبيض” أمس بأنه لا يتوقع أن يعمل على تعيين رئيس للكنيست من قبله في جلسة أداء اليمين للكنيست، بل يفضل انتظار القيام بهذه الخطوة حتى اتضاح الاتصالات الائتلافية.

الاتفاق الرئيسي الذي توصل إليه غانتس وليبرمان حتى الآن تحقق، بشكل مفاجئ، في الشبكات الاجتماعية. وحسب التفاهمات، يبدو أن الأحزاب الأصولية لن تكون في الائتلاف الذي سيشكله “أزرق أبيض” و”إسرائيل بيتنا”.

وأعلن غانتس أمس بأنه يوافق على الشرط الأساسي الذي وضعه ليبرمان من أجل الدخول إلى الائتلاف القادم. “أوافق، ويجب علينا المضي قدماً”، كتب غانتس في “تويتر”. وفي وقت سابق، نشر ليبرمان مدونة في “فيسبوك” كتب فيها بأنه ينوي المطالبة بإدخال ليس أقل من 70 في المئة من أجور الحد الأدنى لجميع المتقاعدين الذين يعتاشون من ضمان الدخل ومخصصات الشيخوخة وتحويل جميع الصلاحيات على المواصلات العامة وفتح المصالح التجارية في أيام السبت وإجازة قانون التجنيد بالصيغة التي تمت المصادقة عليه بالقراءة الأولى في الكنيست العشرين وإجازة قانون الزواج المدني والمصادقة على عملية التهويد التي قام بها الحاخامات في المدن، حيث إن كل حاخام في المدينة يمكنه تشكيل محكمة والقيام بالتهويد.

هارتس