منعاً لحرب إسرائيلية-إيرانية: اتفاق على وقف إطلاق نار يتزامن ومفاوضات مع الفلسطينيين
كتب البروفيسور اوري بار يوسيف، شاب جدي في كل الآراء، في “هآرتس” هذا الأسبوع يقول: “في ظل غياب جواب تكنولوجي-عسكري ناجع ضد تهديد الصواريخ، لا مفر من الاستنتاج بأن “توازن رعب” نشأ بيننا وبين أعدائنا… فمنذ اليوم يمكن لإيران وحلفائها أن يلحقوا بإسرائيل ضرراً “لا يطاق”. مثل هذا الوضع يستوجب من مصممي سياسة الأمن القومي في إسرائيل بنوع من التفكير لم نشهده من قبل: لا كيف ننتصر في الحرب القادمة (أن النصر سيكون نصراً أشبه بالهزيمة) بل كيف نمنع الحرب القادمة”. أقوال حكيمة – أهلاً وسهلاً بك في النادي. المشكلة هي ما العمل من أجل منع تلك الحرب الهدامة.
كما يقول بار يوسيف: “الأجوبة هنا مركبة ومبنية من الاستخدام لـ “العصا” الردعية الغليظة إلى جانب طرح “جزرات” سياسية، مخصصة لتلطيف حدة النزاع. ماذا ستتضمن “العصا” وفي أي شكل يوضح التهديد؟ ماذا ستكون الـ “الجزرات”؟ وأي منها ستكون ناجعة؟ هذه أسئلة ثقيلة الوزن. ولكن لا شك أن الوقت حان للبحث فيها بعناية شديدة؛ لأن الحلول التكنو – عسكرية التي يطرحها الجيش الإسرائيلي ويقترحها الخبراء الخارجيون هي أيضاً باهظة جداً، وبالأساس لا تقدم للتهديد جواباً حقيقياً”. هذه أيضاً أقوال حكيمة. المشكلة هي أنها لا تزال باقية: إذاً، ما العمل ومن سينفذ هذا؟
وبالفعل، “ما العمل؟” هو موضوع بسيط: نبدأ بإنهاء كل نزاع عنيف أسبابه غير قابلة للحل، ونتجه إلى وقف للنار متفق عليه بين الأطراف المتقاتلة كي نحمل المنطقة إلى الهدوء. جواب السياسيين وجواب أولئك الآملين المعولين على جهاز الأمن هو أنه لا يوجد هناك من يمكن أن نتحدث معه، وهذا خطأ. فالأمر الأخير الذي يفكر به حزب الله، وسوريا، وحماس وإيران هو أن يفتحوا جبهة أمام إسرائيل ولا شك أنهم سيقبلون العرض. وكي لا يفهم بشكل مختلف: هؤلاء أنذال ومتوحشون. في اللحظات التي تقرأون فيها هذا النص ثمة كارثة تقع على نحو مليون نسمة في محافظة إدلب، يفرون عقب “المشادة” المجنونة والوحشية بين روسيا، وتركيا، وسوريا، والـ “ثوار”، والأكراد، وبقايا “داعش”. بالفعل، يفترض أن نعقد مع هؤلاء وقفاً للنار يلزمنا بأن نقبل، مع شد على الأسنان، تعاظم قوة حماس وحزب الله بالسلاح الدقيق.
إن القدرة على قبول هذا تنبع من الفهم بأننا سنبقى في المدى البعيد وربما في المئة سنة القادمة على تفوق هائل من قوة نار مدمرة لكل شيء. سيؤدي وقف النار إلى تبريد جبهتنا، وثمة شرط مهم لنجاحه وهو إدارة موازية لمفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين، مثلاً.. على مخطط كلينتون (فصفقة ترامب جاءت لتمنع مفاوضات من هذا القبيل). وفي الطريق لهذا المخطط، هناك مشكلة صغيرة: هذه التسوية تفترض إقامة حكومة يسارية وانتصار العقل على السياسيين المسيحانيين والتهكميين أو أولئك الذين يتحداهم حل لغز الواقع المركب، الذين يسمون بالعبرية الدارجة أغبياء. ولكن هاكم مشكلة أخرى: كي يحصل هذا يجب أن تتغير الحكومة و(نصف) الشعب.
معاريف
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews