وبات بمقدور فولدي القيام بذلك من خلال وضع يديها على آلة الكونترباس والجلوس بين الموسيقيين في أوركسترا دانوبيا في العاصمة الهنغارية بودابست.

وقالت فولدي: "عندما جلست بجوار الموسيقي الذي كان يعزف على الكونترباس اليوم بدأت أبكي".

وأضافت متذكرة طفولتها: "كان والدي لديه أيضا كونترباس ولم يكن لدي سماعة. كنت أضع دائما أذني على الكونترباس وهو يعزف لي".

وفولدي الآن ضمن مجموعة، تضم أطفالا، يعاني كل أفرادها من ضعف السمع ولكنهم استطاعوا أن"يستمعوا" من خلال لمس السيمفونية الخامسة لبيتهوفن، التي دخلت تاريخ الموسيقى باسم ضربة القدر.

ويجلس بعض المستمعين بجوار الموسيقيين ويضعون أيديهم على الآلات الموسيقية للشعور بالاهتزازات، ويمسك آخرون ببالونات لنقل اهتزاز الصوت، ويتم إعطاء البعض سماعات خاصة فائقة الحساسية، حسبما ذكرت "رويترز".

وقال ماتي هاموري، قائد الأوركسترا الذي ينظم سلسلة من الحفلات هذا الربيع للصم، إن الهدف هو نقل الموسيقى للناس الذين باستثناء ذلك لن يجدوا فرصة للاستمتاع بها.

ولفت الانتباه إلى مشكلات السمع التي غالبا ما يتم تجاهلها، وأضاف: "الفكرة هي إلى حد ما جذب الأشخاص الأقدر على التعاطف مع بيتهوفن ومعاناته الخاصة إلى عالم الموسيقى".

وتدهور سمع بيتهوفن تدريجيا وكتب السيمفونية الخامسة مع فقد سمعه فيما بين عامي 1804 و1808.

وتعليقا على المبادرة قالت أرزبيت دوداس (75 عاما)، التي فقدت السمع في إحدى أذنيها عندما كان عمرها 35 عاما، وفقدت السمع في الأخرى قبل ست سنوات، إنها اعتادت سماع موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيك، لكنها لم تستمع مطلقا إلى بيتهوفن.

وأضافت: "هنا عندما تعزف كل الآلات الوترية تعطي اهتزازا قويا جدا. ليس من قبيل المصادفة أنه كتب هذا النوع من الموسيقى".

 

 

(وكالات)