Date : 20,04,2024, Time : 02:04:13 PM
3642 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 09 جمادي الآخر 1441هـ - 04 فبراير 2020م 01:06 ص

مقتدى الصدر في أفول

مقتدى الصدر في أفول
د. باهرة الشيخلي

فقد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، الكثير من وزنه وشعبيته بين العراقيين بدعوته إلى مليونية من أجل إخراج القوات الأميركية في العراق، ودعوته إليها من مدينة قم الإيرانية.

لا يختلف العراقيون مع مقتدى في هذا الهدف أبدا، لولا أنهم شموا من دعوته وقوفاً إلى جانب محتل آخر لبلدهم هو إيران، وهم لا يريدون أن يكون بلدهم ساحة صراع بين إيران والولايات المتحدة.

وبسبب هذه الخطوة التي خطاها الصدر تعرض تياره، الذي كان يوصف بالتيار الشعبي العريض، إلى تصدع وانشقاقات، فقد غادره كثيرون ملتحقين بالمتظاهرين في ساحات الاعتصام في العراق، وانشق عن التيار الشيخ أسعد الناصري، الذي كان خطيب مسجد الكوفة سابقاً، إذ أعلن خلع عمامته والتحاقه بمشروع المتظاهرين، قائلاً في تغريدة “سأخلع العمامة حباً بالعراق والناصرية والثائرين. أنا مع العراقيين، كنت ومازلت وسأبقى. أرجو الاستعجال في تصفيتي لأنني اشتقت إلى الشهداء”.

كثيرون غير الناصري فعلوا ذلك، إما خجلاً من عشائرهم، التي فقدت قرابة 700 من أفرادها صرعى على يد الحكومة وميليشياتها، ومنها سرايا السلام التابعة لمقتدى، وإما لشعورهم بالمواطنة وإحساسهم أن مقتدى يقودهم إلى غايات بعيدة عن الوطن.

الصورة التي كان يحتفظ بها الصدر عندما كانت له قدم في العملية السياسية وقدم مع المتظاهرين، كانت أكثر احتراماً من الصورة التي هو عليها الآن، حيث تعرضت شخصيته للسخرية والتهكم علناً واتهم بخيانة المتظاهرين والغدر بهم، حتى أن تظاهرات محافظة ذي قار ذات الأغلبية الصدرية فيما مضى، هتفت بصوت عال “وصلوها للحنانة مقتدى موش ويانَ” ومعناها لمن لا يعرف اللهجة العراقية، أبلغوا مقتدى الساكن في منطقة الحنانة بمحافظة النجف أنه ليس معنا وأنه وقف ضد رغبتنا.

تحدث كثيرون من التيار الصدري بما يفصح عن شكوكهم في أهداف “مليونية” مقتدى، في السر ومنهم من قالها في العلن، بل إن بعضهم انسحب من أي نشاط يتعلق بالتظاهرة وعاد إلى الالتحاق بالانتفاضة، وبعضهم ظهر في مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي معلناً براءته من التيار الذي انتسب إليه منذ بدايته.

وظهر الانشقاق في التيار الصدري، بالمليونية نفسها وما رُفع فيها من شعارات، وفي انسحاب قسم كبير من المشاركين فيها بعد وقت قصير من بدايتها ومن تشتت بعد ساعتين أو ثلاث ساعات، بل إن بعض هتافاتها كانت ضد هدفها وضد رغبة الصدر. فقد ارتفع هتاف “تتدلل يبن محمد لا أمريكا ولا إيران” في إشارة إلى مقتدى الصدر نفسه، و”تتدلل” كلمة يقولها العراقي مبديا استعداده لتنفيذ أمر، والهتاف بمجمله من التورية التي تسمى في جنوب العراق “حسجة”.

وطبعاً، استعمال كلمة مليونية للتظاهرة التي دعا إليها الصدر مبالغة كبيرة؛ إذ قال أحد أبناء شيوخ العشائر، وكان حاضرا، إن عدد المشاركين كان بحدود 200 ألف معظمهم من ديالى وبلد والمدائن، وأن بعض المشاركين جُلبوا بالقوة والتهديد من قِبل الميليشيات للمشاركة في التظاهر، أو بوعود بالتعيين في دوائر الدولة وهيئة الحشد الشعبي.

ما زاد المتظاهرين يقيناً من وقوف الصدر ضدهم أن المنتسبين إلى التيار الصدري رفعوا خيامهم، بعد انفضاض “المليونية” من ساحات التظاهر، وبدأ شن الهجوم على هذه الساحات لفض الاعتصامات بحرق خيام المعتصمين واستعمال الرصاص الحي من قبل قوات مكافحة الشغب وسرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر، وهو ما سبق أن فعله الصدر عند مجزرة ساحة الوثبة في بغداد عندما أمر جماعته بالانسحاب من الساحة، قبل وقوع المجزرة، مما دفع اللجنة المركزية العليا لتنسيقياتِ احتجاجات العراق إلى إصدار بيان قالت فيه، صراحة، إن الصدر غدر بنا وخان الأحرار، في إشارة إلى المتظاهرين، وأن “تخلي الصدر وخيانته للمتظاهرين سيكون ثمنهما رئاسة الحكومة القادمة، حسب ما وعدته (به) إيران”.

إن البريق الذي كان يتمتع به الصدر وتياره قد انطفأ وأصبح نجمه في أفول، فالكثير من أبناء تياره فقدوا آباءهم وإخوانهم في الهجمات القمعية، التي بدأت ضد المتظاهرين منذ الأول من أكتوبر الماضي، وبداية إعلان مقتدى الصدر وقوفه ضد المتظاهرين كانت بداية الطلاق بينه وبين قطاعات واسعة من الشيعة العراقيين، مما دفع ميليشياته إلى أن تهدد بالاقتصاص من الذين “تجاسروا على شخصية السيد القائد”.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد