كيف للقيادة الفلسطينية أن تعيد “القضية الأم” إلى المسرح الدولي؟
رغم وابل الإدانات التي أسمعتها القيادة الفلسطينية على خطة الرئيس الأمريكي، إلا أن مجرد طرح هذه الخطة في هذا الوقت يمكن أن يشكل فرصة. لا يوجد في تفاصيل الخطة أي بشرى للفلسطينيين، ولا يمكن أن تشكل قاعدة لتسوية مستقبلية، بالعكس.. هي خطيرة بالنسبة لهم وبالنسبة للمنطقة.
مع ذلك، وبمجرد عرض الخطة، تلقت القيادة الفلسطينية فرصة للعودة إلى مقدمة المسرح الدولي، بعد أن أوشكت على الاختفاء في العقد الماضي، والعالم كان مشغولاً بما بدأ كربيع عربي وتواصل في الحروب بسوريا والعراق واليمن، وتفاقم بالحرب ضد إيران. أبعدت المسألة الفلسطينية في هذه الفترة إلى الهامش وحظيت بالتعاطف حول نشاطات عسكرية في الضفة والقطاع واتصالات للتسوية مع حماس والانشغال بصحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسألة وريثه.
في الأسبوع الماضي حدث تغير ما، وإذا تمكنت القيادة الفلسطينية من استغلاله فيمكن أن يؤدي إلى تغييرات مهمة، لا سيما في الساحة الفلسطينية الداخلية. أولاً، خطة ترامب مهدت لمكالمة هاتفية بين محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، بعد قطيعة لمدة أشهر. وفي الأيام القريبة المقبلة يتوقع أن يقوم وفد من فتح بزيارة القطاع، وربما تحريك عجلة المصالحة العالقة منذ سنوات. التخوف من تطبيق خطة ترامب يمكن أن يخدم الطرفين إذا كانت لهما نوايا حسنة وحقيقية في الدفع قدما بخطة المصالحة وتطبيقها فعلياً. هذه الخطوة ستبعث الأمل لدى الجمهور الذي بقي غير مبال وعديم الثقة بالقيادة بسبب الانقسام وصراعات القوى فيها.
ثانياً، الخطة يمكن أن تدفع قدماً بحوار لأكاديميين ومثقفين فلسطينيين مع القيادة السياسية من أجل بلورة استراتيجية جديدة فيما يتعلق بالتحديات التي تضعها الخطة الأمريكية. وربما البت في مسألة إذا ما زال حل الدولتين قابلاً للتطبيق. هذا الحوار يمكن أن يقدم أفكاراً واستراتيجية حول النضال الشعبي ورفعه ليصل إلى مستوى العصيان المدني غير العنيف مثلما تقترح أوساط فلسطينية.
ثالثاً، يمكن استغلال الخطة لنشاطات مكثفة إزاء المجتمع الدولي والعالم العربي واستغلال الزخم الذي خلقته من أجل القيام بخطوات عملية تشجع دعم موقف الفلسطينيين. هذه الإمكانية ظهرت هذا الأسبوع عندما جاء ممثلو السلك الدبلوماسي الأوروبي لإجراء محادثات في رام الله وعبروا عن تحفظهم من الخطة.
أما الوسط العربي في إسرائيل فيمكنه أن يستفيد من طرح الخطة. فالجمهور العربي الذي ركز على مسألة القضايا المدنية في السنوات الأخيرة اضطر إلى مواجهة قانون القومية والتحريض منفلت العقال والاتحاد بين حزب العمل وميرتس الذي أخرج العرب من المعادلة. وعلى ممثليه الآن التفكير بطرق جديدة. وهناك فرصة سنحت للجنة المتابعة في الوسط العربي لزيادة شدة رسائلها وزيادة التمثيل العربي في الكنيست وتوسيع تأثيرها في الساحة السياسية، مثلما استغلت في 2015 رفع نسبة الحسم لتشكيل القائمة المشتركة.
ورغم هذه الأخطار، إلا أن خطة ترامب يمكن أن تشكل فرصة للفلسطينيين. لذلك، فإن الأمر يحتاج بالأساس إلى قيادة ومسؤولية.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews