على حكومة إسرائيل المقبلة أن تتبع ترامب لتغيير اتجاه التاريخ
حتى الآن كان هذا استسلاماً من القيادة السياسية للقيادة القضائية – الإعلامية. وقد سمّوا هذا “رسمية”. وكأنه لم يعد هناك مصالح قومية، ولا توجد هناك دولة لإدارتها، وكأن جوهر دولة إسرائيل هو سلوك تآمري. والآن قد يكون هذا استسلاماً للمرجعية العليا التي يشكلها الرئيس الأمريكي. فدعوة رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس “أزرق أبيض” بيني غانتس إلى البيت الأبيض هي، قبل كل شيء، تذكير للسياسيين في إسرائيل بأن هناك بضع مشكلات سياسية وفرصاً سياسية ينبغي بل وربما من المجدي معالجتها في الأشهر القريبة القادمة.كلما انكشفت التفاصيل عن صفقة القرن سيكون واضحاً بأن افيغدور ليبرمان الذي كان يعرف ما الذي يوجد على جدول الأعمال، مسؤول عن عرقلة الخطة السياسية الأفضل التي عرضت على إسرائيل منذ 1967. هذا هو المعنى الوحيد لهجرانه كتلة اليمين، في ظل انفلاته على الحاخام من ساتمر.
قبل نحو أسبوعين، تحدث رئيس الوزراء في منتدى “كهيلت” عن الفرص الكبرى وعن إمكانيات تلوح للتخلص من خطط سياسية قديمة. وكأنه يأتي بدعوة ما، انتظر ترامب حتى الخطاب الأخير في منتدى الكارثة، وعرض الفرصة.. خطة القرن خاصته. وحسب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في منتدى “كهيلت”، كرر موضوع حق إسرائيل القانوني على المستوطنات التي في يهودا والسامرة. وثمة تقديرات بأن يجد هذا الأمر تعبيره في “خطة ترامب”. لن يكون تخميناً منفلت العقال أن تمتنع الخطة عن ترسيم الحدود، ولكن لن يكون هناك ذكر لحدود 1967 كأساس لكل تسوية دائمة. ويؤكد مصدر مطلع على مضامين صفقة القرن بأن هذه الاصطلاحات شطبت، وبالمقابل أدخلت الحدود القابلة للدفاع بالمفهوم “الرابيني” لغور الأردن بالمعنى الأوسع.
يُذكّر هذا الحدث السياسي الدراماتيكي الساحة السياسة الداخلية والخارجية في إسرائيل بأن الاستسلام للفتاوى القانونية هو موضوع خطير؛ فالمواضيع الوجودية أولى. الثلاثاء هو اليوم الأكبر لموضوع نعم للحصانة أم لا للحصانة. حكومة إسرائيل والإدارة الأمريكية عالقتان في إجراءات قانونية. تحدث نتنياهو قبل أسبوعين عن نافذة فرص من شأنها أن تغلق أيضاً. وسواء كان نتنياهو رئيس الوزراء القادم أم كان غانتس، فسيكون من الأفضل لكل حكومة إسرائيلية أن تبدأ الرحلة السياسية التالية مع إدارة ترامب، ومرغوب فيه أيضاً أن تواصل معها بعد الانتخابات في تشرين الثاني في الولايات المتحدة. إن الإشارة إلى غانتس هي إشارة لا لبس فيها: ها هي قصة دولة إسرائيل قبل المصالح الشخصية والحزبية. قبيل اليوم الأكبر لرئيس الكنيست ادلشتاين ولـ آفي نيسنكورن، يتبين أن أحداً منهما على الأقل تصرف بشكل متسرع، يتضارب والمصالح القومية التاريخية لإسرائيل.
من ناحية حملة الانتخابات، تمنح خطوة ترامب ريح إسناد لنتنياهو، ولكنها تعزز بيني غانتس في داخل حزبه أيضاً. عندما يكون جدول الأعمال السياسي على الطاولة، سيتعين على بوغي يعلون أن يقرر إذا كانت مصلحة الدولة تسبق الفيتو الذي يفرضه على نتنياهو.
اسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews