Date : 24,04,2024, Time : 05:57:49 PM
4360 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 23 جمادي الاول 1441هـ - 19 يناير 2020م 01:10 ص

علام تراهن إسرائيل في الضفة بعد رحيل عباس؟

علام تراهن إسرائيل في الضفة بعد رحيل عباس؟
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

بين التقديرات عن أن إيران قد تبني قنبلة نووية في غضون سنتين وتأثير تصفية سليماني على تثبيت وجود المحور الشيعي وحزب الله في الشرق الأوسط، دحرت الساحة الفلسطينية إلى هوامش تقرير عن تقدير الوضع السنوي لدى شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، غير أن إطلاق أربعة صواريخ هذا الأسبوع نحو إسرائيل، بعد ثلاثة أسابيع من الهدوء، يذكرنا بأن المشكلة الغزية بعيدة عن الانتهاء، وأن إطلاق النار -إلى جانب مساعي التسوية- من غير المتوقع أن يتوقف، وهذا يبقي احتمالات التصعيد في مستوى عال.

تشبه شعبة الاستخبارات الوضع في القطاع بشقة تسكنها امرأة عجوز ومحافظة مع ابني أخيها. في مرحلة معينة يسيطر ابنا الأخ على الشقة ويتصرفان فيها كما يروق لهما، إلى أن يفهما بأن المسؤولية لا تأتي إلا مع الملكية؛ إذ هناك فواتير يجب دفعها وكذا الاهتمام بالصيانة. الأخ الأكبر يحاول لجم الأصغر، ولكنه كلما مر الوقت يخشى من أن يصبح مشابهاً لعمته العجوز، وهذا ما لا يمكنه أن يسمح به لنفسه حقاً.

في هذا المثال تعدّ السلطة الفلسطينية هي العمة العجوز، والأخ الأكبر حماس، والأصغر هو الجهاد الإسلامي. حماس معنية بالتسوية، ولكن لن تخاطر في أن يشتبه بها كمتعاونة مع إسرائيل. ومثلما لم توقف بهاء أبو العطا عن إطلاق النار على إسرائيل، رغم أنه مس بمصالحها أيضاً، ليس في نية قيادة حماس أن توقف دائرة الأشخاص المقربين من ناشطي الإرهاب من الجهاد الإسلامي، ممن يواصلون تنفيذ قسم كبير من الصواريخ.

وحسب تقدير شعبة الاستخبارات، تتمسك حماس بفكرة التسوية، ولكنها ستواصل تعريف نفسها كمنظمة مقاومة. وقد تتراجع في الأشهر القريبة المقبلة بضع خطوات إلى الوراء، ولو بثمن تصعيد غير كبير. تعتقد إسرائيل بأن حماس ستلجم الجهاد الإسلامي بشكل جزئي، بحيث يمكن تتواصل نار الصواريخ من القطاع في الأشهر المقبلة. وفي نهاية المطاف سيكون من الصعب في مثل هذا الواقع الوصول إلى استقرار أمني.

في اختيار إسرائيل السير في مسار التسوية ثمة منطق عظيم؛ فعلى خلفية عودة البرنامج النووي إلى جدول الأعمال، وبين التهديدات التي تأتي من الشمال وتلك التي من الجنوب، فإن سلم الأولويات واضح. فالخطوات الاقتصادية التي اتخذت في السنة الأخيرة تجاه القطاع تشير إلى ميل تحسن، ومن الصواب مواصلة تعميقها. ولا يزال، منذ الحملة الأخيرة في القطاع التي بادر فيها الجيش الإسرائيلي إلى خطوة مفاجئة وتحكم بوتيرة الأحداث، يبدو أن الجيش يعود إلى نمط العمل إياه، وبموجبه فإن الطرف الذي يطلق الصواريخ سيصاب بأذى بل ويأخذ كل الصندوق. الجهاد اليوم يقود الخط حيال إسرائيل وعلى الطريق يطالب بثمن من حماس، التي له معها حساب طويل. تستهدف غارات سلاح الجو أهداف حماس فقط، وتتسبب بضرر اقتصادي كبير للمنظمة، التي فقدت وسائل قتال وإنتاج مميزة ويصعب تعويضها. ورغم ذلك، فإن طريقة العمل لا تؤدي إلى التغيير المطلوب ولا تدفع حماس لاستخدام كل قوتها ضد من يطلق الصواريخ. فالنهج غير المباشر التي تتخذه إسرائيل في المطالبة بالمسؤولية السلطوية من حماس يؤدي إلى نتائج جزئية فقط.

بعد حملة “الحزام الأسود” إذ صفي أبو العطا، ادعت إسرائيل زيادة الردع تجاه حماس، وأن الجهاد الإسلامي بات في أزمة عميقة، وأن ثمة عائق كبير أزيل لتسوية محتملة معنية بها حماس. وادعى مسؤولون في القيادة السياسية والعسكرية بأن الوضع وفر لإسرائيل فرصة لخلق معادلة رد جديدة في القطاع: من جهة، تصعيد الجهود والجاهزية لخطوات مدنية واقتصادية، ومن جهة أخرى ضرب من يطلق الصواريخ نحو إسرائيل مع أهداف بنى تحتية لحماس.

إن تنفيذ مثل هذه الخطوات بالتوازي يتطلب إدارة مخاطر وتوجيه حساس من القيادة السياسية والعسكرية لعدم الوصول إلى تصعيد في الجنوب يؤدي إلى حرب، وبالتأكيد حين لا يكون لها غاية سياسية واضحة. ولكن إلى جانب ذلك، فإن إسرائيل مطالبة بألا تكرر الأخطاء التي ارتكبتها، خصوصاً الفجوة التي بين القول والفعل الميداني.

ألعاب التاج

كما أن تقدير شعبة الاستخبارات لما يجري في يهودا والسامرة بقي في ظل العناوين الكبرى عن إيران، ففي الخلاصة السنوية سجل انخفاض في حجم الإرهاب من الضفة، ولكن العمليات أصبحت أكثر تعقيداً وذكاء. رغم الهدوء النسبي لا تزال هناك إخطارات؛ لأن الاستقرار الأمني سيتلقى ضربة ذات مغزى في اليوم الذي يغيب فيه أبو مازن عن كرسي الرئاسة.

في وضع من القطيعة التامة بين رام الله وتل أبيب، ومعركة سياسية دولية تخوضها السلطة ضد إسرائيل، بقي موقف أبو مازن مستقراً، وعملياً يتواصل التنسيق الأمني رغم المصاعب وضعف مكانة السلطة في الشارع الفلسطيني، مثلما يجد الأمر تعبيره في استطلاعات مختلفة.

مع أن الجميع يعلم أنه من السابق لأوانه تأبين أبو مازن، لكن الجيش الإسرائيلي يرى منذ الآن كيف يمكن لصراعات الخلافة أن تؤثر على الوضع الأمني في الميدان. بين المرشحين المحتملين بأن يتنافسوا على قيادة السلطة الفلسطينية، يمكن أن نجد من لا ينشغل فقط بتثبيت مكانتهم السياسية، بل ويزودون مؤيديهم بالوسائل القتالية والذخيرة. ويقدر جهاز الأمن بأن هناك بين الخاسرين من لا يقبلوا بالقضاء ولا يترددوا في استخدام السلاح كجزء من الصراع على الحكم.

إن العنف الذي سيتصاعد في الشارع الفلسطيني سيكون موجهاً أيضاً تجاه إسرائيل. في الفترات التي تصاعد فيها الإرهاب من يهودا والسامرة، كان عدد المواطنين ورجال قوات الأمن الذين أصيبوا وقتلوا كبيراً وفاق عدد المصابين في كل الساحات الأخرى التي يتصدى لها الجيش الإسرائيلي.

مع كل نواقص أبو مازن، فإن جهاز الأمن يعتبره ورقة مهمة تمنع التدهور الأمني. ولكن ساعة الرمل آخذة في النفاد، كما يفهم من التقدير الاستخباري. وهذا الإخطار الاستراتيجي موجود في إسرائيل منذ سنين، ولكنه لم يترجم إلى خطة عمل. على المستوى العسكري كان يفترض أن يكون هناك استعداد مناسب، وتنفذ تدريبات للقوات المناسبة، أما في المستوى السياسي فيفترض أن يقرر قادة الدولة كيف سيتصرفون حينئذ. ولكن بلا حوار مع السلطة الفلسطينية، وكأن إسرائيل تتجاهل ما سيأتي تماماً. في ظل عدم وجود حل سياسي منظور للعيان، من المهم أكثر للطرفين ألا يعملا شيئاً وأن ينتظرا تغير وضع الأمور. في هذه اللحظة، حسب التقديرات، من غير المتوقع أن يتغير إلى الإيجاب.

لم تكن مسألة العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمفاوضات السياسية جزءاً من الخطاب حول الانتخابات الأخيرة، ومن غير المتوقع أن ترافق حملة الانتخابات المقبلة. ليس هذا موضوعاً ذا منفعة سياسية للحزبين الكبيرين. وفي السنوات الأخيرة تجذر الفهم بأن إدارة النزاع تستمر دون حل سياسي، ولكن تقدير شعبة الاستخبارات يطرح إمكانية أخرى، وهي أن النزاع في السنوات المقبلة هو الذي سيديرنا وليس العكس.

معاريف 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد