Date : 29,03,2024, Time : 05:14:34 AM
3262 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 18 جمادي الاول 1441هـ - 14 يناير 2020م 01:18 ص

المغرب يتفوق على إسبانيا فقط في أجور المسؤولين

المغرب يتفوق على إسبانيا فقط في أجور المسؤولين
حسين مجدوبي

 يحكي الوزير المغربي الراحل محمد العربي المساري، أنه سنة 1975 رحل الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وبدأت إسبانيا مسيرتها نحو الديمقراطية، وفي السنة نفسها أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن بدء ما يعرف بمسلسل الانتقال الديمقراطي، وحققت إسبانيا انتقالها نحو الديمقراطية بينما تاه المغرب في الطريق. وها هي إسبانيا تعيش قفزة سياسية نوعية جديدة في وقتنا الراهن بينما المغرب مازال يبحث عن البوصلة نحو التنمية والديمقراطية، حلم صعب التحقيق في ظل الظروف الراهنة.
وتعد إسبانيا مرآة للمغاربة خلال العقود الأخيرة، فهي الجار القريب الذي يحقق تقدما كبيرا في مختلف القطاعات بعدما كانت متخلفة، ولهذا تعدّ النموذج الأمثل ضمن نماذج أخرى. وعودة إلى سنة 1975 والسنوات التي تلتها، كانت الطبقة السياسية المغربية تتابع باهتمام كبير التطورات السياسية، واعتقدت في انتقال عدوى التقدم الديمقراطي الإسباني إلى المغرب، وإن كان بمستوى أدنى، نظرا للسياقات التاريخية المختلفة. وكان محمد العربي المساري من الذين كتبوا في الموضوع، وتطرقوا له في محاضرات شتى، فهو السياسي المغربي والخبير في الشأن الإسباني، وانتهى إلى خلاصة مثل الكثير من المغاربة لخصها في جملة حكيمة ومفادها «إسبانيا ضبطت ساعتها على الديمقراطية، بينما الساعة المغربية أصابها عطب». وهكذا، قررت إسبانيا الانتقال الديمقراطي، وتحول الشعب إلى مصدر الكلمة الأخيرة، بينما اختطفت أقلية في المغرب حلم الشعب، وأسست  لما يسمى «الاستثناء المغربي» القابل للتأويل بشتى المعاني، وواحد منها «عدم التطابق مع الديمقراطية».
ولنقارن ما بين المغرب سنة 1975 ومرور أربعين سنة، فقد كان الدخل الفردي يتجاوز في المغرب أربع مرات، وبعد «ضبط إسبانيا ساعتها على الديمقراطية» ضاعفت الدخل الفردي قرابة 15 مرة. فقد كانت إسبانيا مهددة بالانفصال، وتبنت الحكم الذاتي، لم تحل المشاكل الخاصة بالأقاليم مثل تقرير المصير، ولكنها تجنبت الحرب وأرست استقرارا حقيقيا، أرضى القوميين في كتالونيا والباسك ولو مؤقتا، والمؤقت هنا يعني أكثر من 40 سنة. وما ينقص الديمقراطية الإسبانية هو التحلي بالشجاعة وإعادة سبتة ومليلية إلى المغرب.

وفي حالة المغرب وبالموازاة التاريخية، اندلع نزاع الصحراء في سنة 1975 وهو ملف ضمن الكثير من التـأويلات مرتبط بمفهوم تقرير المصير كذلك، أكثر من تصفية الاستعمار، وتحول إلى حرب ضروس كلفت آلاف من القتلى، وبقي المغرب يردد وعود «الحكم الذاتي» أو «الجهوية الموسعة»، من دون الانتقال إلى التطبيق.
وقفزة في التاريخ، خلال سنة 2011 ظهرت حركة 20 فبراير ضمن الربيع العربي، وفي سياق غير مختلف كثيرا، أي ثورة الشعوب، سواء التي تعاني من الديمقراطية، أو تلك التي لم تعد الديمقراطية الغربية تلبي رغباتها، ظهرت حركة 15 مايو الشبابية في إسبانيا. لقد أعطت قفزة نوعية جديدة للديمقراطية الإسبانية، تتجلى في نهاية القطبية الحزبية وبدء مرحلة الحكومات الائتلافية، التي كانت أولها الأسبوع الماضي، برئاسة الأمين العام للحزب الاشتراكي بيدرو سانتيش، ومشاركة حزب بوديموس اليساري المكون من أولئك الشباب الذين انتفضوا في إطار حركة 15 مايو. والحكومة الائتلافية سواء يمينية أو يسارية يعني إدماج الشباب في الدولة وصنع القرار، بدل أن يبقوا على الهامش ويشككون في مصداقية المؤسسات.
في المقابل، عملت الدولة المغربية على تفكيك حركة 20 فبراير، وأفرغتها من مضمونها النضالي والمطلبي بالوعود الكاذبة، وباستعمال العنف وحرمت المغرب من فرصة تاريخية للرقي السياسي لتحافظ على الوضع السياسي والفساد الذي ما فتأ يتفاقم. خلال كل عقد تبتعد إسبانيا عن المغرب في شتى القطاعات السياسية والاقتصادية والاستقرار، ولهذا ليس بالمثير للدهشة والاستغراب، ومن عقد إلى آخر،  لم يعد حلم المغاربة تحقيق بلد على شاكلة إسبانيا، بل الانتقال إلى العيش في إسبانيا ودول أوروبية أخرى. لقد كان عدد المغاربة في إسبانيا سنة 1975 لا يتعدى عشرة آلاف، وانتقل الآن إلى قرابة مليون مغربي بين المهاجر والمجنس، الذي أصبح مواطنا إسبانيا. ارتفاع الرقم يخفي في الوقت نفسه مآسي، انتحار الشباب عند أبواب شواطئ إسبانيا هربا من مغرب الفوارق والخروقات. إسبانيا رفعت شعار الدولة التي ترغب أن تكون عادية مثل مثيلاتها الأوروبيات، وتخلت عن شعار إسبانيا الاستثناء الذي رفعه الديكتاتور الجنرال فرانكو، فأصبحت دولة ديمقراطية ومتقدمة اقتصاديا وسياسيا. وفي المقابل، بقي المغرب رافعا شعار الاستثناء، أراد النظام الحاكم الانفراد، وبالفعل، فهو استثنائي في عدم محاربة الفساد، واستثنائي في عدم احترام ممتلكات الشعب المغربي، واستثنائي في عرقلة التقدم والتنمية واستثنائي في الخروقات. لقد حققت إسبانيا تقدما على المغرب في جميع المجالات، السياسية والثقافية والاقتصادية، والسر في ذلك ليس تفوق الإنسان الإسباني بل سياقات تاريخية علاوة على عنصر مهم للغاية وهو الديمقراطية الحقيقية، حيث يسود مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات.
في غضون ذلك، حققت الدولة المغربية تقدما واحدا على إسبانيا في سلم أجور المسؤولين، علاوة على امتيازات فضائحية، ويحدث هذا في وقت الناتج القومي الإجمالي لإسبانيا يفوق المغرب 15 مرة. إنها مفارقات غياب الضمير الوطني.

القدس العربي 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد