بعد تهديد الرئيس بالاستقالة.. ثلاثة سيناريوهات أمام العراق

أضافت خطوة الرئيس العراقي، برهم صالح، باستعداده لوضع استقالته تحت تصرف البرلمان، مزيدا من التعقيد في المشهد السياسي للبلد الذي يمر بمرحلة حرجة بعد استقالة رئيس الحكومة، وانتهاء المهلة الدستورية دون إيجاد بديل.

قرار صالح الذي جاء ضمن بيان أصدره، الخميس، رفض فيه تكليف مرشح تحالف "البناء" أسعد العيداني لتشكيل حكومة جديدة، فتح باب التساؤل واسعا حول السيناريوهات المتوقعة، فهل يقبل البرلمان استقالته؟ أم إنها ورقة ضغط استخدمها الرئيس العراقي ضد الكتل السياسية؟

"ورقة للضغط"

المحلل السياسي الدكتور ريبوار عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بأربيل، قال في حديث لـ"عربي21" إن "الرئيس العراقي رمى الكرة في ملعب الكتل السياسية بوضع حساس للغاية".

واستبعد عبد الله أن يقبل البرلمان استقالة برهم صالح حال تقديمها رسميا، وقال: "على الرغم من إمكانية الكتل السياسية الاتفاق على المضي بإقالة رئيس الجمهورية، إلا أنها لا تقدم على هذه الخطوة؛ لأنها ستزيد من تعقيدات الأوضاع بالبلد".

ورأى المحلل السياسي الكردي أن "برهم صالح أراد من خلال استعداده وضع استقالته تحت تصرف البرلمان أن يضغط على الكتل السياسية لتقديم شخصية غير متحزبة، وتحظى بقبول الشارع العراقي".

وبحسب قوله، فإن "المتظاهرين لا يرضون بأي شخصية تقدمها الكتل السياسية الحالية؛ لأنها ستأتي بمرشح لديه انتماء سياسي، لذلك فإن خطوة برهم صالح، ربما تدفعهم للتراجع عن التفكير بهذه الطريقة".

أبرز السيناريوهات

من جهته، رأى الباحث في الشأن السياسي العراقي، الدكتور سعدون التكريتي، أن "استقالة رئيس الجمهورية تعبير عن مدى الضغط الذي واجهه من الحشد الشعبي وإيران".

وقال التكريتي في حديث لـ"عربي21" إن "الإقدام على الاستقالة يعقد المشهد، وقد تكون جاءت بالخطوات ذاتها المعدة مسبقا، التي تتضمن ثلاثة سيناريوهات كلها تؤدي إلى نتيجة واحدة".

ومن أبرز هذه السيناريوهات، بحسب التكريتي: "قبول الاستقالة، وهذا يحتاج وقتا، والفراغ الدستوري طويل الأجل. أو رفض الاستقالة، وهو الاحتمال الأقوى. أما أسوأ الاحتمالات، فهو أن يمضي برهم صالح في استقالته".

وبخصوص الاحتمال الأخير، يفصّل التكريتي قائلا: "بذلك يحل رئيس البرلمان محل رئيس الجمهورية لمدة شهر، ولا أتوقع أن يرشح الأكراد بديلا، وتستمر حكومة تصريف الأعمال، وبالتالي فإن الفوضى تلوح بالأفق".

وأكد التكريتي أن "قبول استقالة برهم ستدخل البلد في أزمة أكبر من أزمة الحكومة؛ لأن الدستور حدد مدة شهر لاختيار رئيس جديد".

وتابع: "إذا، هناك خروقات كثيرة للدستور- وهذا ما يدفع الأطراف التي أججت المظاهرات لإيقاف العمل بالدستور وتغيير شكل العملية السياسية- لذلك أتوقع بعد هذا الضغط الأخير أن يتم الوصول لاتفاق يرضي الجميع".

ورجح الباحث العراقي أن "يتوصل الجميع إلى مرشح ربما يكون مدعوما غربيا، ومقبولا إلى حد ما من قوى الحشد الشعبي وإيران، ويعني القبول بالأمر الواقع؛ تجنبا للمزيد من الانهيار".

وفي تقرير سابق، كشفت مصادر سياسية عراقية خاصة لـ"عربي21" تعرض الرئيس العراقي برهم صالح إلى "ضغوطات إيرانية شديدة".

وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، أن "قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني يدير بنفسه عملية ترشيح شخصية سياسية شيعية إلى الرئيس العراقي برهم صالح، لتكليفها برئاسة الحكومة المقبلة".

وقبل أن يطرح اسم أسعد العيداني، بعد رفض تكليف قصي السهيل، كشفت المصادر ذاتها أن "سليماني يضغط على صالح للقبول بأحد مرشحيه الثلاثة، وهم: وزير التعليم العالي الحالي قصي السهيل، ووزير الشباب والرياضة السابق عبد الحسين العبطان، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق محمد شياع السوداني".

عربي 21